الموضوع: أسبوع وكاتب - 2
عرض مشاركة واحدة
قديم 15/03/2008   #79
شب و شيخ الشباب BL@CK
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ BL@CK
BL@CK is offline
 
نورنا ب:
Apr 2007
المطرح:
Aleppo-Syria
مشاركات:
4,345

افتراضي


عندما أتحدث عن الأديبة الكبيرة كوليت الخوري أطلق لقب الأديبة النجمة وقد لامني أحد زملائي ممازحاً لماذا هذا التغزل بالأديبة كوليت دائماً أنتم الرجال تغارون منا نحن النساء.

ودائماً أنتم تأخذون الحصة الأكبر فها هو التكريم يطول الرجال أكثر من النساء مع أن النساء لا سيما المتميزات منهن في جميع المجالات الفنية والأدبية والعلمية يستحقن التكريم مثلهن مثل الرجال، أما لماذا لقب الأديبة النجمة فلأن الأديبة كوليت الخوري تشع ضياء ينبع من ذاتها المبدعة وذاتها الإنسانية فينعكس هذا الضياء جمالاً خارجياً يجعلها نجمة جميع المجالس، وما يلبث هذا الضياء أن ينعكس على من حولها فيضفي عليهم المحبة والعطاء لا سيما وأن مكتب الأديبة ومنزلها عبارة عن صالون أدبي دائم بمعنى أن زائر الأديبة في أي وقت يجد من كلماتها وقصصها عن الأصدقاء وعن الأدب وعن هموم الناس ما يمتع ويفيد وكأن حالة الصالون الأدبي مستمرة بموعد ومن دون موعد ثم إن الإنسان حين يصل إلى مستوى النجومية في مجال الأدب بالتحديد فهذا يعني أن طيفه وصل إلى أكبر عدد من الناس، فلا يخفى على أحد أن النجومية الفنية هذه الأيام أصبحت موضة قابلة للزوال، لكنها في الأدب راسخة وباقية وهذا ما أكده لي جيل الشباب الذين حضروا معي قبل عدة أيام أمسية أدبية للأديبة النجمة كوليت الخوري في المركز الثقافي العربي ضمن سلسلة كاتب وموقف الذي يديره الأستاذ عبد الرحمن الحلبي. ‏

وكان اللقاء تحت عنوان «دمشق بيتي الكبير» وكانت المفاجأة أن كتاب أديبتنا النجمة «دمشق بيتي الكبير»كناقدٍ أصبح جاهزاً للتوزيع في نفس اليوم،ومع الأديبة النجمة تابع محبيها وهم كثر لدرجة أن المركز الثقافي لم يتسع لهم احتفالية جديدة من احتفاليات دمشق عاصمة الثقافة العربية فلم لا وهي احتفالية بحد ذاتها أدبها، شعرها، حضورها. لقد تحدثت عن الحب الراقي الرصين الصادق الذي يجمع بين حبيبين لا غاية لهم إلا نقاء الكلمة التي يحملها حرفين فقط لا أكثر كان مثار إعجاب الجيل الجديد جيل الشباب الذي نظلمه أيما ظلم عندما نقول عنه بأنه جيل الفضائيات على العكس تماماً هذا الجيل هو برأي أهم من جيلنا والجيل الذي سبقنا فهذا الجيل الشاب الذي يبحث عن الجوهر في عالم بدأت فيه القشور تطفو على السطح لهو جيل يستحق منا الاهتمام، هذا الجيل الذي يبحث في كتب الأدب ويقرأ ويحفظ أدب الأديبة النجمة كوليت الخوري من روايات وكتب ومجموعات قصصية ويقرأ. لكبار الأدباء العرب المعاصرين منهم والمخضرمين والقدامى رغم صخب الفضائيات وما تقدمه من مواد مغرية لكنها سطحية ومسطحة، لقد لفتني فعلاً مجموعة من جيل الشباب أحبوّا أدب كوليت الخوري وأحبوها شخصياً وحدثوني عن تفاصيل رواياتها وقصصها وإعجابهم بلغة الكتابة الأدبية التي يتميز بها أدب كوليت الخوري.

دمشق بيتي الكبير، هي قصة عشق بين الأديبة ومدينتها قصة الحب هذه روتها البطلة التي تجسد إلى حد كبير شخصية الأديبة ورغم قولها أنها تكتب إلى المستقبل وهذا صحيح لكن أي مستقبل لا تتحدد معالمه من دون جذور ضاربة في عمق الأرض التي تحفظ دمشق الشام. ‏

وهنا جميع من حضر الأمسية تمتع واستفاد فقد قدمت الأديبة النجمة، معلومة هي في غاية الأهمية، فجميعنا يرد دمشق الشام دون أن نعلم لماذا، وقد بينت أديبتنا أن غرناطة كان يطلق عليها دمشق العرب أما دمشق الشام فهي عاصمة سورية. ‏

إن الاستمرارية التي يتمتع بها أدب كوليت الخوري هو نتيجة حتمية لتشبع الأديبة بماضي عريق استمر معنا إلى حاضر قريب ويستمر مع الأجيال الشابة والقادمة ليصب في المستقبل الذي تصر الأديبة بأنها تحمل شعاره. ‏
لقد استطاعت الأديبة كوليت أن تصل إلى قلوب جميع الأجيال لأنها كتبت بحب وإخلاص عن الوطن والحب والنضال والمقاومة وهي الحريصة كل الحرص على تاريخ عائلتها فتكتب عن جدها السياسي ورجل الدولة المعروف فارس الخوري، أما السياسة فنجدها في جميع كتاباتها في الحب والوطن والنضال والبطولة. ‏


فليعذرني زميلي لأنني أتغزل بأديبة كبيرة بحجم كوليت الخوري لأننا في زمننا الرديء أصبحنا نفتقد للرموز في حياتنا وأصبح الرمز أو القدوة عملة نادرة يجب أن نحتفي بهما فتحية إلى نجمة الأدب كوليت الخوري التي كانت وما زالت النجمة التي اختارت أن تكون من الناس ومعهم ولم تتقوقع في برج عاجي يفصل بين الأديب والناس وهؤلاء ينعزلون ويعزلون أنفسهم. ‏



‏صحيفة تشرين- ميساء نعامة




ويحَ زمَنٍ أصبَحَ فيهِ عاشِقُ الوطَنِ يُهان ..

ويُشطَبُ مِن ذاكرةِ عشقِهِ ..

ومِن قائِمَةِ بني الإنسان !!



.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03747 seconds with 11 queries