26 نيسان
إن المشاعر على حقيقتها تشكل أوضح صورة عن تاريخ الفرد وهي ليست مجرد نتيجة للقاء مع شخص أو تعامل مع واقع . فمشاعري هي إلى حد بعيد ، وليدة اختبارات عشتها في أيام طفولتي وصباي مع والدي ّ والمربين ، وخلفت في اللاوعي عندي ما هو أشبه بالأشرطة التي تسجلت عليها رسائل تطرح نفسها علي ّ في البرهة المناسبة ومع ما لتلك الأشرطة من تأثير إلا ان ما تكبدناه من آلام أو نعمنا به من حب ، ما تعرضنا له من خوف أو حظينا به من تشجيع ، في البيت أو المدرسة أو أي مكان آخر ، يبقى منشأ جذور شخصيتنا ومنبع فرادتها .
أما إذا قصدت أن أفهم سبب ما أشعر به في اللحظة الراهنة فعلي أن أبحث ذلك في ما أنا مبصره الآن في الأشخاص من حولي أو في ما يجول من أفكار في مخيلتي . فإذا ما نظرت إليك كصديق مثلا ً . أحسست بأمان في رفقتك . المشاعر وليدة النظرة إلى الواقع ، والنظرة إلى الواقع نتيجة لتراكمات الاختبارات في الحياة
لذا عندما أشركك في مشاعري فأنا مشرك لك في مجمل حياتي : في الأشخاص الذين تركوا أثرهم في نفسي وفي الاختبارات التي طبعت كياني ... وإذا ما كنت في حال من الفرح أو الجوع أو التعب او الخوف وسلكت بطريقة ما ، فلذلك يكون نتيجة لتركمات الماضي وما يمر الآن في حياتي . وفي كل حال ، عندما أبوح لك بمشاعري فإني إلقي بأعماق نفسي بين يديك وأحدثك عن الطريق الذي سلكته في حياتي حتى وصلت إليك .