عرض مشاركة واحدة
قديم 22/03/2009   #60
صبيّة و ست الصبايا saba n
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ saba n
saba n is offline
 
نورنا ب:
Mar 2008
المطرح:
عالم الرؤى
مشاركات:
597

إرسال خطاب Yahoo إلى saba n
افتراضي محمــود أبــو العبـــاس: بدات كومبارسا .. وضميري هو الرقيب على اعمالي


ولعيونك ايفان احلى لقاء مع الفنان الرائع محمود ابو العباس...

محمود أبوالعباس ممثل ومخرج وكاتب مسرحي عراقي، وواحد من الرموز المسرحية العراقية التي تمتاز بتوجهها لهموم الناس العاديين، والمهمشين منهم. استطاع عباس أن يرسخ حضوره في المشهد العراقي والإماراتي بدأب ومثابرة. والمتتبع لنصوصه المسرحية ابتداء من (حكاية وسلاطين، وعارضة، وشاهدة على قبر مفتوح) يرى مسرحاً متميزاً بنصوص ذات حس إنساني ملامس لأوجاع الناس وهمومهم، وأكثر ما يشدك إلى الرجل شفافيته وتعامله مع الأحداث المحيطة به من منظار الرائي الضابط لمشهديتها. كتابات وإخراج تجعل من الموضوعية والتحليل سمة لها في التقييم، والتقويم. يقول الفنان ابو العباس عن بداياته:

البدايات الأولى كما هو معروف تأتي من المسرح المدرسي. شاركت في أول مسرحية عام 1971 بعنوان (أوديب) وأخرجها مخرج معروف هو محمد أهيب يومها كنت كومبارساً، ومن بعدها أسسنا فرقة، وكان اسمها فرقة منتدى الغد، ومن هنا تكونت بداياتي الأولى في التأليف..وكانت معظمها خارج النهج الأكاديمي. لعب التمثيل الدور الأبرز في مراحلي الأولى إلى أن تحول إلى مسؤولية، ولأن الممثل يحتاج إلى دربة وإعادة النظر لأدواته الفنية تقدمت إلى معهد الفنون الجميلة، ولكن وضعي المالي لم يسمح لي بتكملة تحصيلي العلمي فقررت ان أدخل مجال المسرح..وكان ذلك عام 74 وهنا بدأت مرحلة الإعداد الأكاديمي لي. التنوع والتمرس على يد أساتذة كبار هناك جعلت من الثقافة التمثيلية ثقافة متنوعة، وإزاء ذلك وضعنا أمام مسؤولية كبرى فكان الاختيار هو تطوير الجانب المعرفي في التمثيل وفق هذه التنوعات.


* وأين تجد نفسك أكثر في التمثيل أم الإخراج؟
ـ جل عملي في المسرح كان في الجانب التمثيلي، تعاونت مع معظم المخرجين العراقيين، وشاركت في مهرجانات عربية ودولية. بالإضافة إلى السينما والإذاعة والتلفزيون كان لي ضمنها مشاركات لافتة في الجانب التمثيلي،والتمثيل عندي يمثل متعة كبيرة، وأحس بإحساس غريب على المسرح، وكل دور أؤديه أشعر معه أنه حياة كاملة، ولابد أن نعيشها بتفاصيلها. الممثل الفطن هو من يحاول انتاج المبدع من الأفعال من أجل وضع المتلقي في جانب الممثل باعتباره الساحر والمدرك.


* ما الذي ميزك في كتاباتك المسرحية عن غيرك، وكيف تتعامل مع النص المسرحي على مستوى الصياغة الإخراجية؟
ـ الإخراج المسرحي يحتاج إلى موسوعية في المفردة والمعلومة معاً، ومابالك وأنت تدير حيوات على المسرح، بالإضافة إلى مسؤولية العمل بكامله وإدارته.المسؤولية الكبرى هي كيف تمسك بنبض المتلقي، وتدفعه إلى حالة من التجلي في الصورة، والصوت، محاولا اشراكه في اللعبة من خلال الحس التعبيري العالي، وفتح أفق في المتخيل..أرى الإخراج مسؤولية الجماعة، وهو ما يؤكد مجتمعية المسرح، والمسرح بجوهره يكتمل باكتمال الوعي عند الجماعة المسرحية. يمكنك القول هنا الإخراج عملية استفزاز مستمرة، وهي تجعل من الفنان المسرحي متفردا في عطائه، وبالوقت ذاته يشبع الكثير من الرؤى عند المتلقي.


* هل تعتقد أن للرقابة نوعا من التسلط على النص المسرحي مما يبعده عن رؤاه الموجهة؟
ـ الكثيرون من المسرحيين يعتقدون أن الرقابة سيف مسلط على الرقاب، ولكنني أجد أن المخرج الذكي والممثل الفطن والتقني المسرحي الذين يؤمنون بوعي المتلقي يستطيعون فتح باب التأويل للحالة، أو الموقف المسرحي ، وبهذا يقومون بتهميش الرقابة.
الرقابة تذهب من المباشرة إلى الأشياء، والمسرح يكره المباشرة، ولهذا يمكن تخطي الرقابة من خلال الرسائل التي نبرقها للمتلقي حتى يستطيع أن يسعفنا من هذه الرقابة، ويجعلها عديمة الفائدة، وكيف يستطيع الفنان المسرحي أن لا يتأثر بالمستهلك (الرقيب) وانما يفتح أفقاً أوسع للمتلقي بعيداً عن المباشرة..والرقيب الحقيقي لمسرحي هو الضمير. لأن الضمير الذي يتشكل من تفاصيل الحياة اليومية للمجتمع يمكنه أن يجتاز الكثير من الخطوط الحمر، وبضمنها الرقابة على المسرح. المسرح ولد طليقا في الهواء، ولا أعتقد أن الرقابة تستطيع أن تحجمه أو تخنقه.


* وهل تعتقد أن هناك مشاهداً يستطيع فهم المبطن من النص المسرحي؟
ـ أنا أؤمن بالمشاهد، حتى ذلك البسيط الذي يعمل في الأماكن البعيدة ولا تصله إشعاعات الثقافة. أعتقد أن المشاهد العادي عنده قدرة تمييزية على فرز، وفهم الأفكار. وبالنتيجة حتى أن في المجتمع المديني إن لم تصل الفكرة للجميع فإنها تصل إلى عدد محدود من الناس، وهنا تكتمل مشاركة حقيقية في المشهد المسرحي.


* هل هناك من تقنيات خاصة للكتابة لمسرح الطفل؟ وما الفرق بينها وبين المسرح العادي؟
ـ الصعوبة تكمن في تفاصيل الفئة العمرية، وطبيعة النصوص والعروض التي تستهدف تلك الفئات. انتاجيا مسرح الطفل مكلف، لأنه يعتمد على تشغيل المخيلة، وكذلك ضبط الفعل المتدفق، والنشط للطفل. من خلال تجربتي أجد متعة كبيرة بالعمل مع الأطفال، وذلك مرده لسرعة الاستجابة، والحب واللعب، وإذا ما توافرت هذه العناصر فإننا سنقدم مسرحاً مؤثرا للأطفال. وهنا نستطيع أن نوسع قاعدة الجمهور المسرحي إذا تعاونت وزارة التربية مع المسرح في خلق تقليد، هذا التقليد السنوي يشاهد فيه الطفل عرضين مسرحيين، عندها نستطيع أن نضمن مستقبلا مسرحيا متطورا.


* ولو أخرجت اليوم صورة الطفل في داخلك كيف تتعامل معها من أي منظور؟
ـ في هذا الظرف القاتل في العراق، لابد من أن تكون هناك فسحة للتأمل أمام هذا الركام..وأعتقد اذا ما التقى الطفل بحميميته مع المسرح فإنه سينتج ثقافة جديدة تغسل التشوه في الداخل، وتفصح عن صورة مشوشة تركتها الحرب. أنا أعتقد إذا ترعرع أي طفل وهو ينهض من تحت الركام فهو لا شك سيحذف من الحرب حرف الراء، ويبقى يعيش في نسج صورة جديدة للحياة.

ان الله قريب من قلبي
ما التأنيث لأسم الشمس عيب..ولا التذكير فخر للهلال
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04451 seconds with 11 queries