الموضوع: الفودو
عرض مشاركة واحدة
قديم 08/11/2006   #3
شب و شيخ الشباب blacky
شبه عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ blacky
blacky is offline
 
نورنا ب:
Nov 2006
المطرح:
اعماق الجحيم
مشاركات:
77

سوريا الفودو 3


والموسيقى والرقص هما أساس احتفالات الفودو وهما الطريقة المثلى للاتصال بالأرواح, وهذا ينفي ذلك الاعتقاد السائد بأن هذه الرقصات ما هي إلا وسيلة لزيادة الإخصاب عند من يرقصون.. فهذه الرقصات هي وسيلتهم للوصول إلى الحالة الروحانية الحقة التي تؤهلهم للتحدث مع الموتى.

و على أساس التفاصيل المذكورة, نجد أن عقيدة الفودو اجتماعية للغاية, وهي لا تؤثر على الفرد كفرد, بل على العائلة في المجمل.. فكل فرد يؤدي الطقوس المطلوبة منه, وأرواح آبائه وأجداده ترعاه طيلة الوقت, لذا فهو يطلب منه النصح والإرشاد والمعاونة, وفي الوقت ذاته قد يلعب كاهن الفودو دور الحاكم أو الطبيب للجماعة, بأن يداوي أمراضهم باستخدام الأعشاب أو الأدوية التي يصنعها بنفسه, على أساس أن خبراته الطبية هذه ورثها من الآلهة والأرواح.

و لأن التفاصيل الروحية تمتد إلى كل شيء, نجد أن هؤلاء القوم يؤمنون إيمانًا مطلقًا بالتعاويذ وتأثيرها على البشر.. فهناك تعاويذ للحب وللشفاء وللإصابة بالمرض وللإنجاب وهكذا.. لكن هذه التعاويذ لا يقدر على استخدامها إلا من كان إيمانه بالفودو مطلقًا.


حرب ضد الفودو:


على الرغم من مكانة الفودو المقدسة بين الأديان القديمة, نجد أنه قد تعرض لتشويه صورته أكثر من مرة, فهناك من اتهمه بأنه مذهب بربري يحض على العنف والقتل والجنس والسحر الأسود.. وأغلب الظن أن هذه الشائعات كلها جاءت من المستعمرين الذين وجدوا في الفودو رابطًا قويًا يربط بين الأفارقة الذين ينتزعوهم من بلادهم ليحولوهم إلى عبيد, حتى أن سياسة المستعمر كانت تعتمد على تجريد العبد من لغته وديانته وطقوسه المعتادة, بأن يجبروه على اعتناق المسيحية وتعلم اللغة الإنجليزية أو الفرنسية كما كان يحدث في تاهيتي
وأصدروا قوانين بمنع هؤلاء العبيد من ممارسة شعائرهم الدينية, وأن يسجن ويجلد من يمارسها, وفي بعض الأحوال, كانت عقوبة من يمارس الفودو تصل إلى حد الإعدام شنقًا..
وهكذا كان على أتباع هذا المذهب أن يجدوا حلاً لهذه المشكلة, فأولاً مع تغيير لغتهم أصبح من اللازم الحصول على بديل إنجليزي أو فرنسي لينطقوا به الطقوس الإفريقية, وقام بعضهم بمزج طقوس الفودو بالطقوس المسيحية, ليتمكن من ممارستها سرًا ودون أن يتعرض للعقاب.

والعجيب أن القوانين والممارسات التي مارسها المستعمر على الأفارقة, لتجريدهم من عقيدة الفودو, ساهمت أكثر على نجاح هذه العقيدة وتطويرها وتطويعها إلى الحد الكافي لتنتشر عبر أنحاء أوروبا والأمريكتين, ويكفي أن نعرف أنه الآن هناك بعض الدول التي ترخص قانونيًا ممارسة طقوس الفودو, ففي البرازيل مثلاً سنجده, لكن تحت اسم (كاندومبل) وفي جزر الكاريبي الناطقة بالإنجليزية , سنجده تحت اسم (أوبيه), وبعض المدن في غرب إفريقيا لازالت تحوي أشد المخلصين لهذه العقيدة, ثم أعلنت حكومة (هايتي) باعترافها بالفودو كدين كباقي الأديان, من حق أتباعه أن يمارسوا طقوسه علانية, ودون أي حظر قانوني.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05414 seconds with 11 queries