4- المسؤول موقظ للطاقات الكامنة في مرؤوسيه:
بهذه الثقة الحبية بمرؤوسيه يساهم المسؤول مساهمة فعالة بإيقاظ الطاقات الكامنة فيهم. إنه إذ يتطلع دومًا إلى تلك الصورة المثالية لما يمكنهم أن يكونوا، يساعدهم على تحقيق هذه الصورة فيهم، يلفتهم إلى إمكانيات لم يكونوا يفطنون لها، وكأنه بتصرفه هذا يهتف إليهم بنداء نيتشه: "لا تصدّ البطل الكامن في نفسك". إن المسؤول الذي يقف دومًا من مرؤوسيه موقف الشك والحذر يولّد فيهم اليأس والقنوط. فالإنسان يحتاج ليستمر في مجهوده، إلى من يقدّره، ولكن جهوده تتحطم إذا اصطدمت بشك رؤسائه وفقدان ثقتهم. الثقة موقف مسيحي لأنها تؤمن بصورة الله الباقية في الإنسان، مهما فسد، وبفعالية الفداء، وقد كتب بادن باول: "في كل إنسان ولو كان لصًا خمسة بالمئة على الأقل من الصلاح". أما الرب يسوع فقد قال عن نفسه بأنه لا يطفئ السراج المدخّن لأنه يرجو حتى النهاية أن يشتعل السراج من جديد. لذا يُطلب من المسؤول أن يتخذ موققاً إيجابياً. فعوض أن يرى، خاصة، عيوب مرؤوسيه (العيوب بارزة بطبيعتها أكثر من الخصال الحميدة لأنها تصدمنا وتزعجنا، ولأننا نحاول أن نتلهى بالحكم عليها عن الحكم على أنفسنا)، ينظر إلى ما يبدو فيهم من صفات (والعيوب نفسها كثيراً ما تكون سوء استعمال لصفات حميدة بحد ذاتها) فيساعد هكذا على إبراز هذه الصفات ونموّها. لقد وجدوا في إصلاحيات الأحداث أن ما يساعد هؤلاء على النهوض من كبوتهم شعورهم بأن المسؤولين عنهم يثقون بهم ويترقبون نهوضهم. المسؤول.. بدوره يجب أن يشجع من يُسأل عنهم، مظهراً النتائج التي توصلوا إليها، مبديًا لهم تقديره خاصة إذا أصبحوا على وشك فقدان الثقة بأنفسهم.
انسان بلا حدود
CHEGUEVARA
انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.
EYE IN EYE MAKE THE WORLD EVIL
"أما أنا فقد تعلمت أن أنسى كثيرًا، وأطلب العفو كثيرًا"
الأنسان والأنسانية
|