الموضوع: أسبوع وكاتب - 2
عرض مشاركة واحدة
قديم 04/03/2008   #22
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


الحزب السوري القومي الاجتماعي

دخل أدونيس الحزب سنة 1945 وتركه 1958 وسمي خلال هذه الفترة بشاعر الحزب. لكن ما هو سبب دخول أدونيس الحزب القومي بدلاً من الحزب الشيوعي الشائع في تلك الفترة؟

«منذ دخولي أخذ الشيوعيون يعملون على اجتذابي إلى الحركة الشيوعية ولولا المصادفة لكنت دخلت الحزب الشيوعي».

كانت المصادفة في تلك الفترة أنه استيقظ ذات صباح فوجد أمتعة وأسرة لطلاب طردوا من المدرسة، كان الطلاب من الحزب السوري القومي وقد تظاهروا ضد الفرنسيين الذين كانت لهم حامية في طرطوس، عندها قرر أدونيس وآخرون الانخراط في الحزب السوري القومي دون أي فكرة مسبقة عنه.
«لا أذكر أنني كنت حزبياً جيداً على المستوى النظامي

" انخرطت في حركة فكرية سياسية هي الحزب السوري القومي الاجتماعي، ظنّاً مني بأنه يجسد الصورة المغايرة، المرجوة، للصورة السائدة في المجتمع السوري، وإذاً للثقافة السائدة. وأنه تبعاً لذلك يخرجني من منفاي – منفى الأقلية. تمثلت لي هذه الصورة أساسياً في الدعوة الى العلمانية، أي الى بناء مجتمع ينفصل فيه الدين عن السياسة، بحيث يكون تجربة شخصية لا تلزم أحداً إلا صاحبها.
تمثلت أيضاً في النظرة اللاعرقية الى المجتمع، والقول: في البدء كان التعدد – أعني أن المجتمع مزيج بشري ثقافي، في كل موحد، يتخطى أي انتماء عرقي. ويوضّح هذه النظرة مفهوم وضعه انطون سعادة، مؤسس الحزب، سمّاه «السلالة التاريخية» التي تنصهر فيها الأعراق والثقافات. ويذكّر هذا المفهوم بما طرحه، في ما بعد، الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز، وما سمّاه الـ «ريزوم» أو الجذمور، كما يترجمه «المنهل». ويقول لنا الجذمور، كما تقول السلالة التاريخية: في البدء كان التعدد. فالجذمور مجموعة من الجذور تتلاقى وتتشابك، أصلياً. والآخر إذاً، بدئياً عنصر مكوّن من عناصر الذات. لا ذات إلا متشابكة مع الآخر. وهو مفهوم يجنبنا فرض التعريب أو قمع الجماعات الإثنية والاقليات الدينية وإلغاء الهويات وقسرها على الذوبان في هوية عربية واحدة. يجنبنا كذلك الفرز الإتني اللغوي والاجتماعي، فلا يعود المجتمع مجموعة من العناصر المفككة، المتضاربة، كل منها ينظر الى الآخر بوصفه عدواً، وإنما يصبح متحداً، اجتماعياً، مدنياً، واحداً. التهجين، التعددية، التركيب، هي في هذا الاطار، عبارات ليست مجرد صفات أو حالات. إنها كذلك أفعال تتم في التفاعل واعادة التشكيل، بحيث تتعذر معرفة الأصول، وتزول مفهومات الانتماء القومي إلا الى المجتمع والأرض التي تحتضنه. هذا هو البعد الاساسي، وربما الوحيد الذي جذبني الى هذا الحزب. أما البعد التنظيمي الهرمي فكان يقمع التنوع ويتشدد إزاء الرأي الشخصي. كان فيه نوع من المفارقة: يحتضن التعدد الإتني من جهة، ويفرض، من جهة ثانية، فكراً أوحدياً، يقصي المختلف.
في هذا الأفق تغيرت نظرتي الى العروبة. فإذا كانت دون مضمون حضاري معرفي نقدي تساؤلي منفتح وعادل تصبح مسألة عرقية أو بمثابة مسألة عرقية على رغم ما عرفته الأرض العربية من تمازج الشعوب.
في هذا الأفق أيضاً، خرجت من اسمي الأول علي، الى اسم ثانٍ، أدونيس. هكذا بلغة الذات، أخذت أعلن حروبي على نفسي، لكن بأسلحة الآخر الذي يحيا فيّ. أو لأقل: اسم أدونيس إظهار للآخر الذي فيّ، أو هو أنا بوصفي آخر.
غير أن هذا الاسم صار اثماً. عمّق منفاي، داخل بلادي وداخل ثقافتي. ولا يزال يثير لي المشكلات على أكثر من صعيد.
وفي أواسط الخمسينات عبرت الاختبار الكبير الكاشف: لمناسبة قضية تورط فيها بعض مسؤولي الحزب الذي انتميت اليه، جيء بأعضاء الحزب بالمئات من أقاصي سوريا، من دون أي علاقة محتملة بموضوع المحاكمة، لأنهم بُرّئوا في النهاية أو خرجوا بمنع محاكمة، لكن بعد محن عدة. وقد جيء بي من حلب وأنا في خدمة العلم. ومع أنني خرجت بمنع محاكمة إلا أن الثأر امتد الى ميدان الشعر. بل صار مجرد وجودي وشعري نفسه موضع تساؤل بل يُعدّ عدواناً وتهديداً. وتبين لي الحصار المزدوج: قمع فكري من جانب الاحزاب التي تدعو الى التحرر، وقمع بوليسي من جانب الدولة ومؤسساتها تمثل بوقائع غريبة لا أجد هنا المجال للحديث عنها. وعندما بلغ القمع من الطرفين مستوى الحرية الفكرية والفنية، فضلاً عن السجن مجدداً بلا دعوى، توجب أن أبحث عن الحرية في مستوى آخر. ومع أن المنفى، بالنسبة اليّ ليس في الخارج، وإنما هو في الداخل فقد اخترت بيروت حيث كان الانسان يقدر، على الأقل، أن يعيش منفاه في الداخل، وحيث المعركة من أجل الحرية الفنية والفكرية ممكنة. وجاءت في هذا السياق مجلة «شعر»، وفي ما بعد مجلة «مواقف» أفقاً ووعداً. وقد أتاحتا لي، على الأقل، أن أخوض معركة الحرية الشعرية والفكرية بحسب قناعاتي. وإذا كان خوض المعركة فاتحة أساسية وأفقاً فإنه لم يكن آنذاك حاسماً. "


انك " فقير إلى الآخر " كما هو فقير إليك " وأنك محتاج إلى الآخر ، كما هو محتاج إليك
الأب جورج

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03931 seconds with 11 queries