و بموعده اطلّ الخبّاز صبحي محمّلا بمقعده و رائحه الخبز تصلّي الظهر حاضرا ً في مساجد الجوع التي يخلقها. كعادته اتى قويا ليصفعها بالحقيقه, امازلتي تبحثين عن رفاتها وسط الطيور ؟ سألها مستهزئا , انت ِ غريبه يا هذه فـهي الآن في بلد آخر تحيا حياه ً آخرى و لا تزكر منك سوى رائحه العفن التي عاشتها معك.
تنظر إليه و في عينيها غضب تخشى بأن تلبسه كلاما ً فلا يناسبه ُ. يناولها رغيفا ً دافئا ً من الخُبز, لا أريد خبزك العَـفـِـن, تقول ذلك و تدير وجهها نحو الشمس و تشعر بها تدغدغ ذلك الغضب في عينيها فتبتسم لا إراديا. يقترب منها و يناولها الرغيف قائلا, العفنُ يجعل من كلانا أكثر رغبه على المثابره, عزيزتي.
تأخذ رغيف الخبز و تبدأ بقضمه و غضبها يتحوّل دموعا ً دافئه تسيرُ على وجنتيها ثمّ تُنحر لتروي الرغيف الساخن في حضنها.
اه منكنّ انتنّ النساء تبكون كلما تحركت احدى مواجعكنّ متناسيات ٍ أن البكاء لن يحرر ايّ من تلك المواجع و لن يجعل منكنّ أكثر قدره على المقاومه,المقاومه تحتاج ضجيجا ً من مثابره و ليس من بكاء. يقول محاولا بذلك ترميم ما أصابه في ام حسّان من جراح ٍ بحديثه عن فاطمه.
في داخله لم يكن يقصد بأن يجعلها تبكي بل كان يريدها ان تغتال شبح فاطمه المقيم في ذاكرتها و الذي يجعل منها منكسره ً طوال فتره تزكره ُ. كان يرد ُ منها أن تدوس فوق ذكرى فاطمه و تتابع المسير لكنه كان و في كلّ مرّه يجعلها تتعثرُ و تبكي مما يحولّه الى شيئ اخر يتمنى من ام حسّان ان تتجنب تذكره.
يــــتبع
من يومها صار القمر أكبر :)
______
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
|