+
بهذا يعرف
الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب
بعض لبعض (يو35:13)
الرسالة الأولي إلي كورنثوس 4:13-8
المحبة في المسيحية كنز الكنوز ومجمل الوصايا، إذ أنها تحمل في طياتها كل ما هو حسن وكل ما هو مفرح . والمحبة في ذاتها تحمل كل رجاء الله السعيد.كما إنها سلاح بتار للعداوة والخصام والقطيعة، وفي حقيقتها الخفية هي سلم يوصل الأرض بالسماء والذي ينصت للمحبة يسمع أصوات الملائكة وتسبيح القديسين لان المحبة معدنها سماوي فالمحبة تحول الإنسان إلي مثل ملاك فيتعامل البشر كما يتعامل الملائكة والمحبة في الحقيقة عنصر سماوي يعيش في قلوب المختارين لدخول السماء المحبة هي بهجة الإنسان تظهر حينما يعطف علي فقير أو معوز أو مريض أو مسكين .
يقول الإنجيل إنها تتأني وترفقذلك مع المحتاجين المتألمين، ويقول إنها لا تحسد طبعا لأنها تعطف وتعطي وتغبط كل من يعطي ، والمحبة لا تتفاخر لأنها تعتقد أن الذي في يدها هو ملك الله وان الإنسان لا يملك شيئا ،والمحبة لا تنتفخ لأنها تشعر أنها الأصغر والأقل واللاشيء ،كما أن المحبة لا تقبح لأن المحبة هي الكمال بالنسبة للإنسان والمحبة لا تطلب ما لنفسها لأنها معطاءة والذي في يدها هو ملك الآخرين ،والحبة لا تحتد لأنها تعودت علي الصوت الواطي والنفس الطويل وقبول الأخر ،والمحبة لا تظن السوء لأنها تفكر في الصلاح وتنشغل بما يسعد الآخرين ،والمحبة لا تفرح بالإثم بل تقشعر منه وتلفت الأنظار إلي الحق وتفرح به ،ومن جهة الاحتمال فهي تعودت أن تحتمل كل شيء عن رضا وسرور ،وتصدق كل شيء في الإيمان وهي ترجو كل ما هو صالح ومسر وهي صابرة علي كل شيء لأنها مسالمة .
والمحبة مكانها الأصلي في السماء فهي مؤمنة من السقوط وهذا كله قليل من كثير، لأن المحبة إذا سكنت قلبا متسعا غيورا فإنها قادرة أن تغير العالم، كل ما حولها ومن حولها ليبدو جميلا ومبهجا ومفرحا لكل نفس.