الموضوع: على حدود الوطن
عرض مشاركة واحدة
قديم 25/02/2009   #18
شب و شيخ الشباب ..AHMAD
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ ..AHMAD
..AHMAD is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
4,906

افتراضي


إضاءة.. معتمة


خشبة المسرح على ارتفاع سبع سماوات تحت الأرض


المخرج ثمل


والمنتج مات منذ زمن بعيد


وكاتب النص لم يولد بعد


حشدٌ من الممثلين تتوزع أدوارهم على الشكل التالي


قسمٌ أصم


وقسمٌ أبكم


وقسمٌ يجمع بينهما


وهو.. فقط


الناطق الوحيد في هذه اللعبة القذرة


العرض الأول - المشهد الأول


والأخير حتماً ..


وطنٌ سعيد جداً


سعيد لدرجة الثمالة

صرخة .. ودمعة جافّة


ويسود الصمت


النهاية ..


وخلف الستار..


صرخة أقوى


ودمعة أكثر إيلاماً


ووطن حزين شارد الذهن ، كئيب التفاصيل مستهلك أكثر مما بدا عليه أمام الجماهير


كان ممثلاً - دور أول


يتأبط وطنه متباهياً به وبدوره


وأمام ألاف الروؤس المتناثرة أمامه


كأسراب السنونو المهاجر


كرذاذ مطرٍ دمشقي


بعدد الكؤوس التي ثمل بها على حدود وطن


لكنه خلف الكواليس يصحو للمرة الأولى من سكرته


ليكتشف بأنه مجرد كومبارس واقعي لأبعد الحدود


واقعياً لدرجة أنه لم يكن يتأبط إلا "رفات" وطنه


بل.. جثث وطنه


أو لربما


مجرد جثث مجهولة الهوية


فهو أبداً لم يعرف ماهيّة الوطن


على الأرجح أنهم اغتالوه قبل ولادته حتى


كان يظن بأن ليس هناك أب روحي ، وليس هناك عرّاب لأي شخصٍ له قيمة


إلا الوطن


لكنهم قتلوه قبل أن يفتح عيناه ليتذكر ملامحه على الأقل


ومنذ ذلك الحين ، عاش يتيماً


اتخذ أحلامه رصيفاً


وعلى زاويةٍ ما في ذاك الرصيف


كان يجري فاتحاً ذراعيه للهواء


أملاً برصاصة طائشة


تسكن روحه


ليسافر بعيداً ..


بعيداً جداً


حيث لا يوجد أحد سواه... ووطنه


لكن حينما أصابته تلك الرصاصة

أدرك تماماً بأن حافلة الأمل التي أقلّت وطنه


لم يعد فيها متّسع كي تقلّه


وأن الحكومة قد أممت رصيفه


كونه كان يرتاد حلماً


دون حيازة رخصة

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05271 seconds with 11 queries