الموضوع: حوارات أدونيس
عرض مشاركة واحدة
قديم 05/11/2007   #21
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


> كيف يرىأدونيس واقع الشعرية العربية الآن، خاصة في مواجهة الأدب الذي يعتمد على الصورة، وهل نعيش بالفعل ـ كما يقال ـ زمن الرواية؟
ـ باختصار أنا أعتقد أن هناك مواهب شعرية كثيرة عند العرب، لكن التجارب الشعرية الكبيرة قليلة. ولو سلمنا بذلك سيفتقر الشعر العربي إلى سؤال الكينونة، وسيظل مجازفا بأن يكون زيا بين الأزياء البالية سرعان ما تلتهمه الحداثة، وسيظل سجينا في معزل عن التربة الأساسية للغة والشعر وعن فكرة الإنسان والحقيقة.
هل يصلح الأفق النظري الذي رأيت من خلاله الشعر العربي وشعرائه أن يشكل مهدا لنظرية عربية؟
ـ أنا ضد الواحدية، أي أن يكون هناك رأي واحد يعم ويسود. أنا مع التعددية والكثرة والتنوع لأنها تتيح للقارئ والكاتب أن يرى الواقع بمختلف انحائه ومستوياته. شخصيا، أتمنى أن تكون هناك وجهات نظر كثيرة أفيد منها، وتشكل نوعا من التحدي الذي يدفعني إلى أن أقوى وجهات نظري وأحسن مساري النظري. ولا أدعي أن تكون وجهة نظري الوحيدة هي السائدة، فهذا لا يصح. أنا ادعو إلى نشوء نظريات عديدة لدراسة الشعر العربي والواقع العربي.
هناك اجتهادات ومشاريع نقدية على الساحة، تتعالى أحيانا على النص نفسه.
ـ بالفعل هناك وجهات نظر عديدة، ولكن بالنسبة إلي لا ترقى إلى مستوى الفهم الحقيقي الذي اتطلع اليه، وعلى هذا الأساس اختلف معها. لكن في جميع الحالات، يجب ان يكون هناك تعدد، وهذا أفضل بكثير من الرأي الواحد. ويطيب لي هنا، أن أشير إلى احد الفروق الجوهرية بين الشعر العربي والغربي. فالأخير قائم على الانفصال عن الواقع والطبيعة. فهو ليس وسيلة لأي شيء. ولقد أردت أن ينظر الى الشعر العربي بمعزل عن الأحداث، لأنه لا يتكلم عن الحقيقة بل الحقيقة هي التي تتكلم حقا بالشعر وعنه. فهو بين جميع اشكال التعبير الإنساني الأكثر قدرة علي الغوص في ليل المعنى مثل الموسيقى، ويتحرك بحرية في محيط السؤال والبحث .
في حياةأدونيس «متوازيات ومتفارقات»، كيف تراها؟
ـ أعتقد أن الشعر يتوازى مع جميع الأشياء. أي أنه يسير في خط مواز لكل الأشياء، وأحيانا يعكس هذه الموازاة ويخترقها كلها عموديا. فالشعر مثل الحب والهواء وضوء الشمس، بوصفه خارجاً عن كل تحديد، وبوصفه يقظة عفوية في جسد الإنسان وعقله، وأيضا يقظة عفوية بالطبيعة والعالم، لذلك فهو قادر على أن يتوازى مع جميع الأشياء، وفي الوقت نفسه، قادر على أن ينزل عموديا ويخترقها، إلا الأنظمة والمؤسسات لأنها تعيش في زمن نفعي «براغماتي»، والحقيقة عندها لا ضرورة لها في معظم الأحيان، بالعكس الضرورة لها هي الكذب والخداع. الشعر والأنظمة والمؤسسات، من المتفارقات بالنسبة لي.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04056 seconds with 11 queries