ناشط كردي / سوري لا يعرف شيئا عن مكونات بلده يطرح " تقسيم " سوريا إلى خمس "دول "
شيركو عباس : الأكراد هم حلفاء إسرائيل الطبيعيون في المنطقة ، ومن حق الدروز إبرام صفقة سلام مع إسرائيل !
واشنطن ، الحقيقة ( خاص) : 27-06-2008
دعا الناشط الكردي السوري شيركو عباس ، رئيس ما يسمى بـ " المجلس الوطني الكردي " الذي يتخذ من واشنطن مقرا له ، إلى تقسيم سوريا لخمس ولايات أو دول فيدرالية بحسب مكوناتها القومية والدينية ، بحيث تكون هناك " ولاية للدروز في جنوب سوريا على الحدود مع إسرائيل ، ودولة كردية في الإقليم الكردي شرقي نهر الفرات (...) و إقليم عربي في حلب ، وإقليم عربي آخر في دمشق ، وإقليم علوي على الساحل السوري " .
وقال عباس في مقابلة نشرت اليوم في موقع مجلة " فرونت بيج " التابعة للمحافظين الجدد في الولايات المتحدة ، والمقربة جدا من إسرائيل ، إن البعثيين والأخوان المسلمين " لا يختلفان عن بعضهما البعض ، وكلاهما يشكلان تهديدا للمنطقة والعالم " . واعتبر أن الأكراد " هم الحلفاء الطبيعيون لإسرائيل ، ( ويمكن أن يكونوا ) حاجزاً أمام إنتشار الإسلام المتطرف سواء الشيعي أو السني. كما أن الأكراد يطمحون أيضاً ليصبحوا مجتمعاً ديمقراطياً على غرار إسرائيل " .
وفيما يتعلق بالسلام مع إسرائيل ، قال عباس " إن من حق الدروز ( السوريين) التوصل إلى اتفاقية سلام حقيقية مع إسرائيل حول الجولان " .
لكن أغرب ما ورد في حديث شيركوه عباس ، وهو يعبر عن جهل فاضح في أوساط قسم كبير من المعارضين الذي لا يعرفون شيئا عن بلدهم ، هو ادعاؤه أن " 50 بالمئة من لمواطنيين السوريين هم من الاكراد، والدروز، و العلوييين والمسيحيين". وغني عن البيان أن هذا الكلام تافه ولا معنى له ، وينم عن جهل مخيف بأبسط المعلومات التي تتعلق بسوريا . فهؤلاء جميعا " بالكاد " يبلغون معا 27 بالمئة من تعداد السكان!
وما لا يقل غرابة عن ذلك هو جهله الفاضح بالمكونات الطائفية لسكان الجولان . فبسبب أن معظم الباقين تحت الاحتلال اليوم هم من الشيعة الموحدين ( " الدروز ") ، وهم حوالي 20 ألفا ، اعتقد السيد عباس أن سكان الجولان هم جميعا منهم ، دون أن يدري أن الـ 600 ألف مواطن جولاني ( وهو العد د التقريبي اليوم للنازحين مع أبنائهم وأحفادهم ) معظمهم من السنة والعلويين العرب والشركس !
وأما الكذبة الكبرى التي أطلقها في مقابلته فهي زعمه أن السلطة السورية أعطت الجنسية لمئة ألف إيراني . وهي بالمناسبة كذبة كان أول من أطلقها الأخوان المسلمون وعبد الحليم خدام ، وعجزوا منذ أن ادعوا ذلك الإتيان باسم إيراني واحد حصل على الجنسية المزعومة ، ناهيك عن وثيقة تثبت هذا الأمر . وهم يعتقدون أن الحصول على جنسية أشبه بالذهاب إلى دكان لشراء كيلو بطاطا! أوليس من المدهش أن مئة ألف مجنس لا يوجد اسم أو عنوان أو صورة أو هوية ولو لواحد منهم !؟
حقا إن القضايا العادلة ، كما قضية الشعب الكردي ، كثيرا ما تخسر بسبب المحامين الجهلة والفاشلين الذين يتولون الدفاع عنها !