عرض مشاركة واحدة
قديم 12/11/2008   #1
شب و شيخ الشباب وائل 76
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وائل 76
وائل 76 is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
Gaza Palestine
مشاركات:
2,210

افتراضي في ذكرى تهافت التهافت


في ذكرى تهافت التهافت




على وقع أهازيج وألحان الثورة والكفاح المسلح، ودفاعاً عن سعادة القرار الوطني المستقل حفظه الله ورعاه احتفلت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح بالذكرى السنوية الرابعة لقتل ياسر عرفات بالسم كما أفادت التقارير الطبية المختلفة التي تناولتها وسائل الإعلام خلال السنوات الأربع الماضية، أو بالتصفية والإزالة كما أكد اليوم ناصر القدوة ابن شقيقة عرفات في كلمته أمام المحتشدين من أبناء حركة فتح في احتفالية الذكرى الرابعة لقتل عرفات.

بدايةً أود التأكيد على أنني أقصد وبكل الثقة المعنى اللغوي لكلمة احتفال واحتفالية لأن ما شاهدناه اليوم عبر الفضائيات لا يتناسب البتة مع ذكرى قتل قائد ومؤسس حركة تحرر على يد أعدائه، ولا أعتقد أن الشعوب التي تحترم ذاتها وتحترم قادتها تُحيّ مثل هذه المناسبات بالرقص والطبل والزمر، الأمر الذي يؤكد لعقل و فهم المتابع أن هؤلاء الناس في قمة سعادتهم بقتل قائدهم ومؤسس حركتهم، إلا إذا كان قرار التصفية والإزالة الصهيوني قد حقق ما يتمناه قطاع عريض من هؤلاء، في الوقت الذي تقف القطاعات الأخرى عاجزة عن مجرد التفكير في الأمر، لأن في التفكير مسؤولية أمام الله عز وجل وأمام الشعب والتاريخ، وهم بطبيعة الحال أدنى بكثير من أن يتحملوا أي مسؤولية تجاه أي شيء وإن كان تافهاً.

واحتراماً مني لعقل ومشاعر القارئ الكريم سأقتصر الحديث فقط على بعض الكلمات التي أُلقيت في احتفالية قتل عرفات دون الخوض في مظاهر الاحتفالية بالوصف أو التعبير وسأقبل بتغيير المنكر بقلبي وهو أضعف الإيمان كما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم.

أولى الكلمات التي أود الوقوف عندها هي كلمة الرئيس عباس التي تناولت القضية الفلسطينية بتفاصيلها الصغيرة والكبيرة، الصغيرة أو الهامشية التي جاءت في سياقات هامشية بطريق الهمس باعتبارها غير هامة أو مجدية هي المتعلقة بالصراع الفلسطيني الصهيوني، وقد ذكر سيادته بعض النقاط البسيطة أكد فيها على القرار الوطني المستقل دون التطرق لآلية تحقيقه أو كيفية ذلك أو حتى ذكر مجرد حجمه ووزنه، طوله وعرضه!

إضافةً لرفضه واستيائه من بعض السلوكيات الغير مقبولة التي يقوم بها المستوطنون اليهود في الخليل – حيث انتشرت قوات سيادته لحفظ أمن المواطن الفلسطيني بعد اجتيازها دورات تدريبية في الأردن على يد خبراء أمريكان!!- أو في القدس حيث شُرع ببناء متحف يهودي فوق مقبرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، علماً بأن سيادته يعلم يقيناً أن قرار بناء هذا المتحف قد استوفى كافة الشروط والرخص الحكومية والبلدية الأمر الذي يجعل من "سلوكيات المستوطنين" قراراً سياسياً مقصوداًَ وعن سبق إصرار وترصد مسئولة عنه حكومة الاحتلال الصهيوني 100%، هذا فيما يتعلق بتفاصيل القضية الفلسطينية الهامشية.

أما عن التفاصيل المحورية والهامة والتي ينبغي التركيز عليها في مثل تلك المناسبات الوطنية فهي المتعلقة (بانقلاب حماس) وإفشالها للحوار الوطني باشتراطها شروطاً تعجيزية!
وعلى الرغم من إفشال حماس للحوار لازال سيادته متمسكاً بالحوار باعتباره خياراً استراتيجي لحركة فتح كما أكد سيادته اليوم، طبعاً الغربان تستطيب لقاء الجيف ولذلك أكد وسيؤكد قادة حركة فتح متحدثيها على هذه النقطة في محاولة مكشوفة للعبث بوعي المواطن الفلسطيني الذي يعلم يقيناً ومن خلال ما أكدته حركة حماس في مؤتمرها الصحفي على أنها لن تذهب للحوار والاعتقال السياسي لقادتها وعناصر في الضفة الغربية لازال يسير على قدم وساق على يد أجهزة السلطة باعتباره وسيلة للضغط على حركة حماس للقبول ببعض بنود المبادرة المصرية التي تحفظت عليها حركة حماس رغم قبول الحركة للمبادرة وتمسكها بالحوار وسيلة لمعالجة هذه التحفظات.

وتحقيقاً لوحدة شقي الوطن في عقل ووجدان السيد الرئيس أرسل سيادته برقية لشعبه في قطاع غزة، وطلب منهم الصبر بوصفهم آل ياسر، ووعدهم بأن موعده معهم قريب، ورغم أن برقية سيادته لقطاع غزة مبهمة غير واضحة إذا ما كان يقصد بها الصبر على الحصار والانتهاكات الصهيونية، ووعده باللقاء يؤكد عزمه على كسر هذا الحصار، أم أنه يقصد الصبر على (انقلاب حماس) ووعده باللقاء يعني أن هناك ثمة ترتيبات جديدة سينهي من خلالها سيطرة حركة حماس وحكومتها ومجلسها التشريعي المنتخب عن قطاع غزة بشكل أو بآخر!
رغم أن برقيته مبهمة إلا أنه واضح من خلال السباقات التي ذكرت فيها هذه البرقية أنه يقصد الاحتمال الثاني، وهذا ما يفسر تعثر خطى المصالحة وازدياد وتيرة الاعتقالات في صفوف حركة حماس في الضفة الغربية عشية اجتماعات الحوار في القاهرة بهدف إجبار حماس على رفض الذهاب للحوار في ظل هذه الظروف، أو القبول بهذه الوقائع الجديدة ومن ثم فتح الباب أمام فرض الرؤى والتصورات التي يريدها سيادته ومن ضمنها اشتراط القبول ببرنامج منظمة التحرير وإلتزامتها كشرط جوهري لدخول الانتخابات الرئاسية والتشريعية!

أخر النقاط التي تناولها سيادته في كلمة اليوم تتعلق بالمشروع الخياني الذي تقدمت به حركة حماس للحكومة السويسرية والذي تنازلت بموجبه عن الأرض والقدس واللاجئين على حد زعم سيادة الرئيس، وكما هو معلوم للجميع أن حركة حماس المحاصرة في غزة من قِبل رباعية الشر في هذا العالم وفريق الاعتلال العربي ليس بسبب تمسكها بالثوابت الفلسطينية وبهدف إجبارها على دخول بيت الطاعة كما الآخرين، بل بسبب دخولها في سباق السيطرة على الفضاء بعد أن عقدت العزم على نقل الشعب الفلسطيني للعيش في كوكب زحل التزاما منها بالمشروع التفريطي الذي تقدمت به لإمبراطورية العصر الحكومة السويسرية على سن ورمح والذي تنازلت بموجبه عن الأرض والقدس واللاجئين كما أكد سيادة الرئيس اليوم.

حقيقةً كنت أود التعليق على كلمات أخرى لمن تحدث اليوم في احتفالية قتل عرفات لكن وبعد أن أمعنت النظر فيما ورد اليوم من كلمات اكتشفت أنها أدنى بكثير من مجرد التعليق عليها خاصةً ونحن نتحدث في ذكرى تهافت التهافت، وحرصاً مني على وقت وعقل القارئ الكريم سنترفع مرة أخرى عن ذكر الهوامش وكلماتهم.

كما العادة أختتم هذا المقال بدعاء الله عز وجل أن يُلحق قرضاينا الفلسطيني بسابقه عاجلاً غير أجلا وأن يجمع البقية الباقية من أتباع الشيطان الرجيم في نار الدنيا قبل الآخرة وما ذلك على الله بعزيز، اللهم آمين.

إن تراب العالم لا يغمض عيني جمجمة تبحث عن وطن!

19 / 6 / 2007
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04071 seconds with 11 queries