[قرصان الأدرياتيك]

لماذا يغيب صوتك عن مسمعي ..ويظهر في مناماتي..
لماذا طيفك يطارد كلماتي..يأن فوق اوراقي..يستفز قلمي ان يكتب..
لماذا..؟
تحاول ان تكون ..وانت موجود..؟
منذ زمن اجهله..وليتني اعرفه وليتني اعرفه..؟
لأدرك ..
لماذا انت..؟لماذا جئت..؟واين كنت..؟
اضعت السنين بالتحدي..
اضعت التحدي..بالوقوف..
اضعت الوقوف..بانحناءات روحك..لماذا..؟
لماذا اضعت كل الذي اضعت ..لماذا اذن جئت..لماذا ايقضت من شاؤوا ان يعانقوا كبواتهم..ويرحلون..؟

يغيبُ الصّوتُ لأنّي أخشى عليكِ منه، ويظهرُ في المنام لأنَّ الهدوء أنسبَ منه بكثير!

ولأنَّ طيفي مربوطٌ من عنقِه إلى حبل كلمتك، يبكي ألماً من تعب السّفر بين الأوراق، فيركل من فرط وجعه قلمَك ليكتبَ ويكتب،
ويبقى هو مشدوداً إلى وثاق الكلمة التي لا تزول!
نعم... أحاولُ أن أكونَ لأنَّ وجودي ليس يدلُّ الجمعَ على حضوري، فإن أنا حضرتُ امتلأ فراغُ هذا الوجود!
لن تعرفين الأزمانَ فإن غادَرَتْنا كانت من الماضي وإن مرّت بنا أحالتنا إليها ورأينا آثارَها تسبقنا إلى البعيد، فأمّا إن انتظرناها فقد لا تأتي!
تعتقدين أنّك أضعتِها، لكنّك في الحقيقة لم تضيّعي شيئاً منها، صرفتِ وقتاً فكسبتِ زمناً حييتِ فيه وكبرتِ وتعلّمتِ ورأيتِ ذاك التحدّي الذي سقطَ صريعاً في معركة العنفوان!
إنَّ التحدّي يفرُّ من بين الأصابع وخدود العقلِ وبنات الأفكار، إن اعتزلَ صاحبُه فرمى السّلاح ورفعَ رايةً بيضاءَ تسخرُ من كلّ ما فيه!
والرّوح المنحنية ترغبُ في كلّ شيءٍ فتضيّعَ فرصَ الآخرين، فأمّا لماذا، فجوابُه عندَ المشاعر!
أضعتِ...! لا لم تضيّعي شيئاً لا يستحقّ أن يكونَ لكِ! وجئتُ كي أخبرَك عمّا حدث وواقع الأمور المخفيّة،
فأمّا الإيقاظ لأنَّ النائمين هم الضائعون الحقيقيّون.
الآنَ يُمكنك الرّحيل .