الوسائل المعينة ــ والتفرغ للدرس والتحصيل العلمي
--------------------------------------------------
كانت المدرسة مجهزة بما يعين للطلاب على الدرس والتحصيل ويساعد الاساتذة على الشرح والتوضيح؛ فالحقت بالجامعة
مكتبة
عامرة اهداها الخليفة المستنصر اليها، وكانت تضم ثمانين الف كتاب بالاضافة الى ما حمل عليها من ذلك، وكانت دار الكتب هذه يقوم عليها خزنة من العلماء والافذاذ والمؤرخين المشهودين، وتضم عددا من الناسخين والمناولين للكتب الذين يقومون على خدمة الطلاب.
وضمت الجامعة مستشفى يدرس فيه الطب؛ حيث تقترن الدراسة النظرية بالتطبيق ومعالجة الحالات المرضية، واجراء الفحوص والتجارب.
اما التفرغ للدرس والتحصيل العلمي يتفرغ القائمون عليها والملتحقون بها للدراسة والتحصيل، لا تشغلهم اعباء الحياة عن مواصلة البحث ولا يلههم التفكير في لقمة العيش عن متابعة التحصيل، وقد خصص لنظارها وشيوخها ومدرسيها ومعيديها واطبائها وطلابها وكل العاملين بها ما يكفيهم من الطعام والنفقات، ورتبت لهم البيوت والمساكن، وكانت الاطعمة توزع يوميا مطبوخة على طلابها المثبتين في المدرسة، بالاضافة الى ما كان مجهزا لهم من الحصر والسراج والزيت والورق والحبر والاقلام، وكان يقدم لهم في الصيف الماء البارد وفي الشتاء الماء الساخن، وكان رجال الادارة والتدريس توزع عليهم كميات كبيرة من الخبز واللحم والخضروات التي تكفيهم وتكفي ضيوفهم، بالاضافة الى ما كانوا ينالونه من هبات وعطايا. وكانت الاراضي والضياع التي اوقفت على الجامعة تدر دخلا يكفي للنهوض بها والقيام برسالتها، حتى قيل: ان قيمة ما وقف عليها يساوي الف الف دينار، وان واردات هذه الاوقاف بلغت نيفا وسبعين الف مثقال من الذهب في سنة، وكان القائمون على وقف المستنصرية في كل شهر يتقاضون مرتبا نقديا من الدنانير الذهبية تختلف باختلاف منازلهم وقد اهتم المستنصر بالطلاب فوقف على المدرسة وقفا جليلا، واجتهد أن يرفه عنهم بأمور لم يسبق إليها ليتمكنوا من التفرغ للبحوث العلمية، فرتب لهم كافة ما يكفيهم من الأطعمة والأشربة، والنفقات ورتب لهم فيها البيوت والمساكن فكانت الأطعمة توزع عليهم يوميا مطبوخة زيادة على الحلوى، والفاكهة، والصابون، وما كان يهيأ لهم من الفرش والسرج، والورق، والأقلام للاستنساخ وعدا الماء البارد الذي كان يهيأ لهم في الصيف، والحمام الساخن الذي كان يهيأ لهم في الشتاء ..