- نتكلم عن هذا فى يوم أخر . أما اليوم , فلا أريد أن اغير الموضوع . اريد أن افهم الألم .
عانيت الألم البارحة , واكتشفت انه يقودك الى اللذة . وعانيته اليوم وشعرت أنك وجدت السلام . لذا أقول لك , لا تتعوديه , انه مخدر خطير ندمته . انه يواكبنا فى حياتنا اليومية وفى عذابنا الخفى , فى استسلامنا وفى انهيار أحلامنا , لكننا تحمل الحب مسؤللية الأمدا على الدوام . الألم مخيف عندما يكشف عن وجهه الحقيقى , لكنه ساحر عندما يكون تعبيرآ عن التضحية او التخلى عن الذات أو الجبن . يستطيع الكائن البشرى أن يتجنب الألم , كما يستطيع أن يجعله ملاذة الأمين , ويسعى لأن يجعله جزءا من حياته .
- لااعتقد ذلك , لا أحد يرغب فى العذاب ...
- اذا استطعت ان تفهمى أنك قادرة على العيش دون عذاب , فهذا يعنى أنك قمت بخطوة كبيرة الى الأمام . لكن لا تظنى أن الأخرين سيحذون حذواك . لا أحد يرغب فى العذاب . ومع ذلك , فان الجميع أو الغالبية العظمى , يبحثون عن الألم والتضحية فى عيون أولادهم وأزواجهم والله . فنتخل عن التفكير بذلك الان . أعلمى فقط أن ما يحرك الكون ليس السعى وراء اللذة , بل التخلى عن كل ما هو جوهرى . ألا يذهب الجندى الى الحري ليقتل العدو ؟
لا , يذهب ليموت فناء بلاده . ألا تحب المرأة أن تعبر لزوجها عن الحد الذى تشعر معه بالرضى والاكتفاء ؟ لا , تريد أن يرى الى أى حد تتفانى ونتعذب لكى يكون سعيدآ . الا يذهب الزوج الى العمل وهو يسعى لأن يحقق تألقه الشخصى ؟ لا , يبذل عرقه ودموعه من أجل عائلته , وهكذا دواليك . يتخلى الأولاد عن أحلامهم لكى يدخلوا السرور الى قلوب أهاليهم . ويتخلى الأهل عن الحياة ليدخلوا السرور الى قلوب اولادهم . ويصبح الألم والعذاب الدليل على ذلك الشئ . الذى يفترض به الا يؤذى الا الى الفرح , وهو الحب .
- توقف .
"من رواية احدى عشرة دقيقة لباولوا كويلو"
لا أحتاجُ لتوقيعٍ .. فالصفحةُ بيضا
وتاريخُ اليوم ليس يعاد ..
اللحظةُ عندي توقيعٌ ..
إن جسمكِ كانَ ليَّ الصفحات
|