الاسباب الإجتماعية :
تمثلت في النظام الطبقي الذي كان يعاني منه الشعب الفرنسي منذ العصور الوسطى , والذي كان بعيداً عن أبسط قواعد العدالة , فالامتيازات العقيمة الضارة كانت قد عمت جميع انظمة المجتمع وهيئاته , وكانت وقفاً على :
1_ طبقة النبلاء : الذين كانو يمثلون 5و1% من سكان فرنسا , نحو 400 ألف شخص ورثو حقوقاً وامتيازات كثيرة تجاه الدولة واتجاه المواطنين , فقد كانت مناصب الدولة في الجيش والادارة وقفاً عليهم , ويحافظون على امتيازاتهم بالاعفاء من أكثر الضرائب المباشرة التي تفرضها الدولة .
2_ طبقة الاكليروس ( رجال الدين ) : التي تأتي مباشرة بامتيازاتها بعد طبقة النبلاء , فقد كانت الكنيسة الفرنسية تملك نحو خمس أخصب الاراضي الزراعية الفرنسية , وكانت تملك هذه الطبقة امتيازات الاعفاء من الضرائب أيضاً , وتملك حق فرض ضرائب الكنيسة التي تجبيها من الشعب مباشرة .
3_ الطبقة الوسطى : تألفت من العمال والفلاحين وكانت هذه الطبقة لا تتمتع بأي امتيازات , وعليها كل الواجبات .
إلا أن دور هذه الطبقة بدأ يتزايد في الحياة الفكرية والاقتصادية في فرنسا , وبدأت تتشكل طبقة برجوازية موسورة ضمن الطبقة الثالثة , إلا أن الحكومة الملكية بدءاً من عام 1781 حظرت على أبناء الطبقة الثالثة الحصول على رتبة ضابط في الجيش الفرنسي , كما أن سياسة الدولة الاقتصادية أخذت تعيق نشاطها وتلحق اضراراً بالغة في كثير من الاحيان, كذلك زادت عدد العاطلين عن العمل , كل ذلك جعل العمال والبرجوازية تحقد على مواقف الدولة الفرنسية المؤيدة لطبقة النبلاء ورجال الدين . واستياءها من الوضع القائم وهذا ما جعلها تطرح قضية اعادة توزيع السلطة السياسية في فرنسا , توزيع ينسجم مع دورها في الاقتصاد والمجتمع الفرنسي .
اضافة الى ذلك المشكلات الاقتصادية التي قامت في عهد لويس السادس عشر ولا سيما أزمة 1789 الحادة التي أدت إلى ارتفاع المواد الغذائية الاساسية الشعبية 100 % وأثار ذلك الاحقاد أطلقت في فرنسا صراعاً طبقياً مريراً , وقامت فتن خطيرة , مما هيأ الأجواء لتوسع قاعدة المتزمرين وانضمامهم للثورة الوشيكة .
سلاماً ... سلاماً يا وطن الخمر والعواهر والاسنان المسوسة ......
|