عرض مشاركة واحدة
قديم 08/10/2006   #21
شب و شيخ الشباب tiger
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ tiger
tiger is offline
 
نورنا ب:
Mar 2006
المطرح:
الجنة
مشاركات:
2,700

افتراضي وفاء إمرأة - إحلام مستغانمي


بدءا"
عكس الناس,كان يريد ان يختبر بها الاخلاص. ان يجرب معها متعة الوفاء عن جوع,ان يربي حبا وسط الغام الحواس.

هي لاتدري كيف اهتدت انوثتها اليه.
هو الذي بنظرة,يخلع عنها قلبها, ويلبسها شفتيه. كم كان يلزمها من الايمان, كي تقاوم نظرته!

كم كان يلزمه من الصمت, كي لاتشي به الحرائق!
هو الذي يعرف كيف يلامس انثى . تماما, كما يعرف ملامسة الكلمات. بالاشتعال المستتر نفسه.

يحتضنها من الخلف, كما يحتضن جملة هاربة,بشيىء من الكسل الكاذب.
شفناه تعبرانها ببطء متعمد, على مسافة مدروسة للاثارة.

تمران بمحاذاة شفتيها, دون ان تقبلاهما تماما. تنزلقان نحو عنقها, دون ان تلامساه حقا". ثم تعاودان صعودهما بالبطء المتعمد نفسه. وكأنه كان يقبلها بأنفاسه, لاغير.

هذا الرجل الذي يرسم بشفتيه قدرها, ويكتبها ويمحوها من غير ان يقبلها, كيف لها ان تنسى ...كل مالم يحدث بينه وبينها؟
في ساعة متأخرة من الشوق , يداهمها حبه.

هو , رجل الوقت ليلا, يأتي في ساعة متأخرة من الذكرى. يباغتها بين نسيان واخر.
يضرم الرغبة في ليلها ...ويرحل.

تمتطي اليه جنونها, وتدري: للرغبة صهيل داخلي لايعترضه منطق. فتشهق, وخيول الشوق الوحشية تأخذها اليه.

هو رجل الوقت سهوا. حبه حالة ضوئية. في عتمة الحواس يأتي. يدخل الكهرباء الى دهاليز نفسها...يوقظ رغباتها المستترة...يشعل كل شيء في داخلها ...ويمضي.

فتجلس في المقعد المواجه لغيابه, هناك.... حيث جلس يوما مقابلا لدهشتها. تستعيد به انبهارها الاول.
هو...رجل الوقت عطرا. ماذا تراها تفعل بكل تلك الصباحات دونه؟ وثمة هدنة مع الحب,

خرقها حبه. ومقعد للذاكرة مازال شاغرا بعده..وابواب مواربة للترقب...وامرأة..ريثما يأتي,تحبه كما لو انه لن يأتي. كي يجيء.
لو يأتي...هو رجل الوقت شوقا. تخاف ان يشي به فرحها المباغت.....
ان يأتي , لويأتي...

كم يلزمها من الاكاذيب, كي تواصل الحياة وكأنه لم يأت! كم يلزمها من الصدق, كي تقنعه انها انتظرته حقا!

لو.......
كعادته , بمحاذاة الحب يمر, فلن تسأله اي طريق سلك للذكرى, ومن دله على امرأة,
لفرط ما انتظرته, لم تعد تنتظر...

لو....
بين مطار وطائرة , انجرف به الشوق اليها فلن تصدق انه استدل على النسيان بالذاكرة.
ولن تسأله عن اسباب هبوطه الاضطراري....
فهي تدري, كنساء البحارة تدري , ان البحر سيسرقه منها وانه رجل الاقلاع...حتما.

ريثما يأتي.
هو سيد الوقت ليلا..سيد المستحيلات..والهاتف العابر للقارات...والحزن العابر للامسيات..
والانبهار الدائم بليل اول.

ريثما يعود ثانية حبيبها, ريثما تعود من جديد حبيبته, ما زالت في كل ساعة متأخرة من الليل تتساءل...ماذا تراه الان يفعل؟

اليوم عاد..

هو الرجل الذي تنطبق عليه دوما, مقولة اوسكار وايلد"خلق الانسان اللغة ليخفي بها مشاعره"...مازال كلما تحدث تكسوه اللغة, ويعريه الصمت بين الجمل.

وهي ما زالت انثى التداعيات.تخلع وترتدي الكلمات عن ضجر جسدي..على عجل.
هيذي عارية الصوت...تكسو كلمات اللقاء بالتردد بين سؤالين.
تحاول كعادتها ان تخفي بالثرثرة بردها امامه.

كادت تسأله: لماذا ألبس ابتسامته معطفا للصمت, اليوم بالذات, بعد شهرين من القطيعة؟

ثم فكرت في سؤال اخر: أينتهي الحب عندما نبدأ بالضحك من الاشياء التي بكينا بسببها يوما؟
وقبل ان تسأل. بدا لها وكأنه غير مكترث الا بصمتها امام ضحكتها.لحظتها فقط تنبهت الى انه لم يكن يرتدي معطفا.

الحزن لا يحتاج الى معطف مضاد للمطر. انه هطولتا السري الدائم. وبرغم ذلك , هاهي اليوم تقاوم عادتها في الكلام. وتجرب معه الصمت, كما يجرب معها الان الابتسام.

الابتسامة الغائبة, صمته. او لغته الاخرى التي يبدو وكأنه يواصل بها الحديث الى نفسه لا الى الاخرين. ويسخر بها من اشياء يعرفها وحده.
الذي يخفيه عنها, كثيرا ما أثار حزنها. اما الذي يثير فضولها, فلماذا تخلى عنها ذات يوم بين جملتين ورحل؟

تذكر أنه , يومها اطبق على الحزن ضحكة ومضى. دون ان تعرف تماما ماذا كان ينوي ان يقول؟

لاتريد ان تصدق انه تخلى عنها, لانها رفضت يوما ان ترافقه الى مشاهدة ذلك الفيلم الذي كان يستعجل مشاهدته.
سألته أهو فيلم عاطفي.....اجاب "لا" .
سألته أهو فبلم ضاحك...اجاب "لا" .
ولماذا تريد ان نذهب لمشاهدته اذن؟
لانني احب كل ما يثير فيي البكاء.....
ضحكت يومها. استنتجت انه رجل غريب الاطوار, لايعرف كيف يتدبر أمر حب.

وهي لاتصدق ايضا ما قاله مرة, من ان مأساة الحب الكبير , أنه يموت دائما صغيرا.
بسبب الامر الذي نتوقعه الاقل.

أيعقل ان يكون حبها قد مات , فقط لانها لم تشعر برغبة في ان تبكي معه , في عتمة صالة سينما ؟
وانما كانت تفضل لو دعاها الى مكان أمن , بعيدا عن فضول الاخرين , يمكنهما فيه ان يعيشا اشتعالات عالية.....

ما تعتقده , هو كونه اراد اذلالها , كي يضمن امتلاكها....وربما ظن ان على الرجل اذا اراد الاحتفاظ بامرأة, ان يوهمها انه في اية لحظة يمكنه ان يتخلى عنها...

أما هي, فكانت دائما تعتقد ان على المرأة ان تكون قادرة على التخلي عن اي شيء لتحتفظ بالرجل الذي تحبه...
وهكذا تخلت ذات يوم عن كل شيء وجاءته.


فلم تجده..........

فادي حداد

في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

في البدء كان الكلمة .....

مملكتي ليست من هذا العالم .....
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05343 seconds with 11 queries