عرض مشاركة واحدة
قديم 20/03/2009   #30
شب و شيخ الشباب أسامة نعيمي
مسجّل
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ أسامة نعيمي
أسامة نعيمي is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
مشاركات:
23

افتراضي حقيقة الأديان


يا شباب:

خلينا مرة نرتقي بفكرنا، وننسى عاداتنا وتقاليدنا اللي ورثناها من غير ما نفكر فيها. وخلينا نفهم وجهة النظر من السؤال؟

في فكرة معينة، قرأتها واقتنعت فيها بعد تفكير... إقرأوها وشوفو شو رأيكم.
الموضوع إسمه (Progressive Revelation) يعني التدرّج في نزول الوحي.
يبدأ طرح الفكرة بإعطاء مثال صغير:
أنت والد لطفل عمره 4 سنوات، وتريده أن يصبح إنساناً ناجحاً في المستقبل، لنقل طبيباً، ماذا تفعل؟ هل تضعه في كلية الطب في هذه السن؟ أم تبدأ معه بخطة تدريجيه، قد تأخذ وقتاً لكنها في النهاية تؤدي للوصول إلى الهدف الذي هو في مصلحته. يدخل الطفل المدرسة، ويتعلم الحروف، وبعد ذلك، يطلب منه أن يغادر الصف، ويصعد إلى صف آخر ليتعلم أشياء جديدة. قد لا يرغب الطفل بذلك، ويقول أنه مرتاح في صفه، وأنه لا يريد أن يبذل الجهد ليتعلم من جديد، ولكن الأب يصر على الطفل حتى يصل إلى مرحلة نهاية السنوات الدراسية في المدرسة. عندها تصبح هناك نقلة نوعية كبيرة في حياة الطالب، عندما يصل إلى الجامعة، ويكتشف كم كبير من المعلومات، وطريقة مختلفة في الدراسة، ونمط حياة جديد. هل يا ترى سيرضى الطالب في الجامعة بأستاذ يعامله كطفل في الصف الأول؟؟؟

الأديان كذلك، نزلت من رب العالمين، لهدف واحد، هو ترقية الجنس البشري، وإيصاله إلى مقامه الكامن فيه. ولكن هذا يحصل بالتدريج، لذلك تدرّجت الديانات في كشف الحقائق الروحية للإنسان. ومن هذا المثال نعرف أن الأديان كلها واحد، وجاءت من مصدر واحد (الله) وتهدف إلى شيء واحد (ترقية الإنسان).

في الماضي كان هناك فلاسفة عظماء، أمثال أرسطو وأفلاطون، ومن يقرأ كتاباتهم يكتشف أنهم توصلول لحقيقة وجود إله لهذه الأرض، وكان هذا أرقى فكر للبشر في ذلك الزمان، ولا يمكن لإنسان أن ينفي مكانتهم. ولكن هل يمكن أن تكتفى بمعلم الروضة أستاذاً لك؟

الأنبياء لم ينزلوا على العرب وحدهم. فسيدنا موسى وسيدنا عيسى (عليهم السلام) أنزلوا إلى بني إسرائيل. والصابئة والزرادشتية والبوذية نزلت على أقوام آخرين. كلهم من الله ويهدفوا إلى ترقية البشر. لكن المشكلة عندما يتمسك البشر بمعتقد واحد، ويقولوا أنه وحده هو الصحيح. تماماً كالطالب الذي رفض أن يصعد من الصف السادس إلى الصف الذي يليه.

غاية الله هي توحيد البشر. فالله واحد، والأديان واحدة، والبشر أيضاً هم واحد. حتى لو اختلفت ألوانهم وأفكارهم وجنسهم، فهم يبقوا كزهور مختلفة في اللون والشكل والرائحة، ولكنهم منتمين إلى حديقة واحدة.

علينا أن نطهر العين لكي ترى النور الحقيقي، نزكي أنفاسنا لنستشم رائحة مسك المعاني، ولا نحرم أنفسنا من مشاهدة الجمال في قرن الأنوار هذا.

والسلام خير ختام

رأس الإيمان: هو التقلل في القول والتكثّر في العمل
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03559 seconds with 11 queries