مفتتح ثالث
هل قلتُ ان الأرض أقربُ من دمى
أن الدم الفوار طمى من خرائطها
ومشوىُ ُ من القرميد يدفُقُ بالسلالات القديمة
والرفات من الخرائب ِ ؟
قلتُ صلصالُ ُ وفخارُ ُ هو الدمع المبادر والمقيم
قلتُ البلاد قريبة ليست تمر الشمس من دونى
ولا ترمى الرياح عباءة الغيم الرحيم
إلا وكنت تشقق الألوان فى شفق انهمار الفجر
والإيقاع فى الأمطارِ ,
ليست مولجات النوم فى الرؤيا وليل الخلق
فى صبح السديم
إلا خطاى الباحثات عن البلاد المستكنّة فى البلاد
قلت البلاد قريبة ...فيداى مُنسربُ لمحض اللمسِ
فوق خلائق الملكوت فيها بين طلع شهوةِِ ِ
متوقد الودق العميم
_ فالريح حبلى والدم اللونىّ معقود ُ ُ سلالاتِ ِ
وأنساباً تواشج خفقة الطيب المقدس _
وانفجار الأرض بالميلاد
بين الماء والجذر القديم
والأرض أرخت ظلها المكدود من طمث وخلق واشتهاء
ويداى منسربُ ُ لمحض اللمس
عشر من نوافير الحواس
هذى هى البطن التى استرخت قباباً
يعروها سوى حمى يدىَّ
فيما بيننا بحرُ ُ وصحراءُ ُ ومشبوبُ الجنون
والأرض أقرب من دمى ..فأنا اختيار الأرضِ
والأرض اختيارى , والمواثيق التى انعقدت
_ بغيب النذر فى الأصلاب – يشهد مغزل
الأفلاك والفجر المرفرف تحت عرش اللّه أن
النطق بالإشهاد مختومُ ُ بوشم دمى وطينى
النطق يشهد أن رَقّ الموثِقِ المعقود ما
بينى وبين الرب يفتح أضلعى فى لوحة المحفوظ ..
فانطق يا يقينى
وانفخ دمى فى الصّور , ولتشهد يمينى
أن المدائن والمدافن تحت محض اللمس يرجف ُ
من رواجفها انفجارُ المشهد اليومى بالرؤيا ...
شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
|