بعد ما اعتبره من اهم الانتصارات بحياتي وهو الانتصارعلى والدي رحمه الله لم يعد اخاف شيئا ولا احسب حسابا لاي شيء فانطلقت كثور هائج يفلح بارض كبيرة الحجم عدت الى الفول ووسعت قاعدة الخضار وربطتها باللقصص والمجلات ابتدأت اشعر ان هذا لايكفي اصبح فولي يوميا بدل ان يكون اسبوعيا القصص وكلت بتنظيمها احدى اخواتي لانني لم اعد املك الوقت والعقل للاحاطة بكل شيء شيئا فشيئا اصبح دخلي اليومي يعادل دخل ابي الشهري وانا لا توجد لدي اي مسؤوليات اعطيت بيت العائلة اغلب ارباحي ولكنني دائما احتفظ برصيد ضخم للزنقات ابتدأت اشعر انني يجب ان اتوسع فكان ان اتيت بابن الجيران ليجلس يوميا على بسطة صغيرة للفول والكازوز بالشارع ثم قلت لنفسي لم اشتري الخضار من بياعين المفرق فهجمت على سوق الجملة واجهتني مشكلة انه احيان يتعين علي ان اشتري كمية كبيرة من الخضار بناء على طلب احدى العائلات الخضار المعروفة كانت محلولة بان اشتريها بالجملة فاشياء كالبطاطا او البندورة اشتري سحارتين تلاتة وكلو ابيعه ولكن اذا ست بيت جاية عبالها تطبخ كوسا محشي لا استطيع شراء سحارة من سوق الهال لكي تطبخ حضرتها كوسا محشي فاضطرت ان اتعامل مع سوق الجملة والمفرق ثم ببعض الاحيان كان بعض الخضار تخرب قبل ان ابيعها مما جعلني افكر ان اعود فقط الى سوق المفرق وبالنهاية قلت لنفسي اي بسيطة افتح بسطة خضرا بالاضافة الى الفول والكازوز وفعلا افترشت الرصيف كأي بائع خضار ولكن بائع خضار مميز مثقف ظريفة هذه حيث كنت ابيع القصص والمجلات ايضا على البسطة مع استمرار كل نشاطاتي السابقة ومضاعفتها كل اسبوعين تلاتة يزداد الزبائن ودائما اوصل للبيوت افضل الخضار وبنفس اسعار سوق الخضرا بل انتقي لهم افضل الخضار اصبح لدي ولدين اصغر مني بسنتين تلاتة يعملون عندي بالبسطة واصبحت ادير اعمالي فارسل فلان الى عائلة فلان وهكذا ثم شعرت بالمال يجري بين يدي بشكل هائل لا افهم الى الان كم هو المتعلم مظلوم ببلدنا فغير معقول ان يصبح بائع فول اغنى من طبيب ما علينا واجهت مشاكل مع الحكومة نكدوا علي عيشتي حيث اصبحت بسطتي مصدر رزق لرجال البلدية والشرطة كل يوم والتاني ما عندك رخصة ويرموا ببضاعتي بالشارع ويضربون الصبيان الذين يعملون لدي لم يتجرؤوا بالتهجم علي لانهم يعلمون انني انا الذي ادفع لهم فكانوا يرونني قوتهم عبر التعرض لمن يساعدني ولكنني كنت ثورا هائجا فقررت العمل على المكشوف فرفضت بشكل قاطع ان يضربوا الصبيان ويتعرضوا لهم وقلت بم معناه ان ضربتمومهم كفا واحدا ساقطع عنكم الجمعية وانقل نشاطي الى شارع اخر فحصل اتفاق على رشوة معينة للشرطة والبلدية وكانوا يخبرونني سلفا بايام معينة كي لا افتح بسطتي فيها حيث يكون هناك كبسة خارجية او من ضابط عالي الرتبة فكرة ان انقل نشاطي الى شارع اخر اثناء تهديدي لرجال الشرطة الهمتني بفتح بسطة اخرى بشارع اخر وفعلا فعلت ذلك بنفس الاسلوب طبعا مع رفيقي الاول الفول وهكذا تعرفت الى رجال شرطة جدد ورجال بلدية جدد واحب ان اخبركم خلال ستة اشهر كان لي خمس بسطات كل واحدة فيها دخلها اليومي يعادل دخل ابي الشهري واصبح لدي حوالي عشر صبيان يعملون بين المنازل وبين البسطة واجهتني مشاكل اهلية بمعنى ليس مع الحكومة بل مع باعة الخضار اصحاب الدكاكين في الاحياء الشعبية فقد تعرضوا لبسطتي وضربوا الشباب وكسروا كل شيء وعدة مرات احترت ماذا افعل مع هؤلاء وهذا الامر واجهني بالبسطة الثانية تحديدا لانها كانت خارج الحي الذي اقيم فيه الذي لم اواجه فيه مشكلة كون عائلتي تعيش بالحي والجماعة اصحابنا ولكنني فعلا كنت اسحب البساط من تحت بياعين الخضار الجماعة دفعوا ثمن محل لياتي ولد مثلي فلعوص يفتح بالشارع ويرشي الشرطة والبلدية ويبيع اكثر منهم بفضل نشاط التوصيل للمنزل عبر شبكة من الاولاد المهم لم اعرف كيف اتصرف فهم ليسوا كالحكومة لالعب بهم بشوية نقود فهم اهل البلد وناسها كان حلي الهوبليسي هو الصدام والمواجهة استعنت باخوتي ومعارفي من الشوارع الكثيرون حيث دخلت الى محل صاحب الخضار الذي كسر بسطتي لوحدي واضعا سكين كباس بشكل واضح وجعلت اربعة خمسة يقفون خارج المحل ينظرون شذرا لصاحبه وكلنا شباب صغار اول طلعتنا ولكن يبدوا علينا التهور والمراهقة واللامبالاة مما يخيف الرجال العقلاء وفعلا خاف صاحب المحل على نفسه شرحت له ان الرزق على الله واننا لم نتقصد ان نقلل زبائنه ولكن هذا سوق فليبع ما يريد وليتركنا نبيع نحن ايضا شرح لي انه رب عائلة وانه دفع ثمن دكانه هديك الحسبة وانه لن يقبل ان اقطع رزقه وقال ابتعد ببسطتك عن دكاني فوعدته بتنفيذ طلبه ثم قلت له انني لن ارضى بقطع رزقه ولكنني لا اقبل باي شكل بان يتعرض الى بسطتي واضطررت الى دفع تعويض اسبوعي لكل صاحب دكان خضار بالشارع الذي اضع به بسطتي فقد وجدت انه من المعيب فعلا ان اسرق زبائنهم واقطع عيشهم فكان الحل الوسط بان اعطيهم اتاوة لانني افتح على الرصيف ولكن بنفس الوقت اظهر قوتي وشويرعيتي بعصابة من الصيع اولاد الشوارع اصدقاء لي آتي بهم بين الحين والاخ الى كل حي لكي لا يتعرض لي احد حفظت سوق الهال ولمعلومكم لا يمكن الا ان يغشوك بسوق الهال ولو كنت هوبليس الهوبليسين فاللعب بالوزن تشتري السحارة عشرة كيلو بتروح عالبسطة بتطلع ثمانية اللعب بالنوعية السرقة اثناء التحميل السرقة بعد النقود السرقة بكل شيء كنت افرح حين اتعرض لسرقة واحدة فقط باليوم فهذا انجاز ما علينا تعلمت دائما ان هناك نسبة يجب ان تضعها عند بيعك ما اشتريت نسبة عشرين بالمية ضائعة لسبب ما فان اشتريت عشرة كيلوا اقوم بحساباتي على انها ثمانية كيلو عند التسعير وهكذا
عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
|