عرض مشاركة واحدة
قديم 16/03/2009   #4
صبيّة و ست الصبايا جـدل
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ جـدل
جـدل is offline
 
نورنا ب:
Jul 2007
المطرح:
هناك حيثُ أنت
مشاركات:
696

افتراضي



صحت عصافير الجيران في السادسة صباحا.تابعت تقاليد الغناء المحايد من وجدت نفسها وحيدة مع بدايات الضوء.لمن نغني في زحام هذه الصواريخ؟تغني لتشفي طبيعتها من ليل سابق ،تغني لها لا لنا....هل كنا نعرف ذلك فيما مضى؟لقد شقت الطيور فضاءها الخاص في دخان المدينة المحترقة.


كانت سهام الصوت المتعرجة تلتف على القنابل وتشير إلى أرض سالمة في الفضاء،

للقاتل أن يُقتل،للمقاتل أن يقاتل .وللعصفور أن يغني.......

ولكني أكف عن طلب الكناية ،أكف تماما عن التأويل...

لأن من طبيعة الحروب أن تحقر(تشديدوكسر القاف)الرموز،وتعود بعلاقات البشر والمكان والعناصر والوقت إلى خاماتها الأولى،لنفرح بماء يتدفق من ماسورة مكسورة على طريق،لأن الماء هنا يتقدم معجزة

من قال إن الماء لا لون له ولاطعم ولا رائحة؟للماء لون يتفتح في إنفتاح العطش..

للماء لون اصوات العصافير،الدوري بخاصة ،العصافير التي لاتكترث بهذه الحرب القادمة من البحرمادام فضاؤها سالما.

وللماء طعم الماء

ورائحة هي رائحة الهواء القادم بعد الظهيرة من حقل يتموج بسنابل القمح الممتلئة في إمتداد متقطع الضوء كبقع الضوء المخطوفة التي يتركها وراءه توتر(تشديد وضم التاء الثانية)جناح الدوري وهويطير طيرانا واطئا على حقل

ليس كل مايطير طائرة...

ولعل أسوأ الكلمات العربية هو أن الطائرة تأنيث الطائر...

الطيور تواصل غنائها وتثبت(تشديد وكسر الثاء)أصواتها وسط هدير المدافع البحرية.

ومن قال إن الماء لا طعم له ولا لون ولا رائحة..

ومن قال إن هذه الطائرة هي تأنيث الطائر؟

ولكن العصافير تصمت فجأة،تكف عن الكلام وعن التحليق الروتيني في هواء الفجرمنذ هبت عاصفة الحديد الطائر.

أمن هديرها الفولاذي سكتت،أم من تشابه غير متعادل في الشكل والإسم:جناحان من حديد وفضة في مقابل جناحين من ريش،حيزوم من حديد وفضة في مقابل منقارمن نشيد...

حمولة من صورايخ مقابل حبة قمح وقشة،

توقفت العصافير عن الغناء،واكترثت بالحرب ،لأن أرض سمائها لم تعد سالمة

السماء تنخفض كأنها سقف إسمنتي يقع.

البحريتحول إلى يابسة ويقترب.

السماء والبحر من مادة واحدة.

البحر والسماء يضيقان علي الخناق.

ادرت مفتاح الراديو لأعرف أخبار السماءلم أسمع شيئا،

تجمد(تشديد الميم)الوقت،جلس علي ليخنقني

،مرت الطائرات من بين أصابعي إخترقت رئتي.

كيف أصل إلى رائحة القهوة،

كيف أموت يابساً بلا رائحة القهموة،

لاأريد...لاأريد،فاين إرادتي؟

وقَفَتْ هناك على الطرف الثاتي من الشارع،

يوم أطلقنا النداء المضاد لتزحف الخرافة علينا من الجنوب....

يوم كورَ(تشديد وفتح الواو)الحم البشري عضلة الروح وصاح:لن يمروا...ولن نخرج...

إشتبك اللحم مع الحديد وتغلب(تشديداللام) على علم الحساب العسير،

فتوقف الغزاة على السور...

هناك وقت لدفن الموتى وهنالك وقت للسلاح ،

وهناك وقت ليمر الوقت على هوانا ....لتطول البطولة،فنحن

نحن أصحاب الوقت...

كان الخبز يصعد من التراب .

وكان الماء ينجبس من الصخر.

كانت صواريخهم تحفر لنا آبار الماء

وكانت لغة قتلهم تغرينا بالنشيد:لن نخرج،

وكنا نرى وجوهنا على شاشة الآخرين تغلي بالوعد العظيم

وتخترق الحصارات بشارات نصر لاتنكسر

لن نفقد شيئا منذ الآن ،مادامت بيروت هنا،

ومادمنا هنا في بيروت وسط هذا البحر...

على بوابة هذه الصحراء أسماء لوطن مختلف،

وعودة المعاني إلى مفرداتها.

قلْ هُوَ الحُبُ
كَأَنَّ اللهَ لا يَحْنُوْ عَلى غَيْرِكَ
لا يَسْمَعُ إِلاَّكَ
ولا فِي الكَوْنِ مَجْنُونٌ سِواكْ.
لَكَأَنَّ اللهَ موجُودٌ لِكَيْ يَمْسَحَ حُزْنَ النَاسِ فِي قَلْبِكَ،
يَفّْدِيْكَ بِمَا يَجْعَلُ أَسْرَارَكَ فِي تَاجِ المَلاَكْ.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04791 seconds with 11 queries