عرض مشاركة واحدة
قديم 29/10/2009   #33
شب و شيخ الشباب DARKNESS
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ DARKNESS
DARKNESS is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
In ThE DaRk
مشاركات:
1,755

افتراضي


اليوم نحن مع أسطورة جميلة و كئيبة نوعا ما مع أسطورة البنفسج و تعبيره الحزين

بنفسجة ايتها الوردة الكئيبة .....




إنك تقرأ لوح الكآبة

لوح قصة الحب التي أبكت الآلهة ...

القصة التي ذرف الحجر لها الدموع ...

بكت لها الجبال ، اهتزت لها الأم الأرض ....

جفت لها الينابيع ....

إنك تقرأ قصة نوّرا و حبيبها ميكيّل ...

كانت نوّرا حسناء من مدينة الشمس غوندور .....

من ضحكتها تنمو الزهور من بسمتها تغرد الطيور ...

المدينة كلها تفرح لرؤيتها و لامارتا آلهة النور باركت ولادتها ....

في يوم كانت نوّرا و صديقاتها تمرح في مروج غوندور الخضراء

تملأ السهول ضحكا على طول المدى و من نور وجهها الأبيض تضيء قطرات الندى

شعرها الأسود كالحرير يتمايل مع نسمات الهواء كجدول من ماء مسحور

لمحت نوّرا بعينيها اللامعتين الخضراوتين شابا بجمال بلورات الثلج

وجهه كالبدر في ليلة حلكاء

جسده رشيق كغزال في غابات القدَر

فٌتِنتْ العذراء بجمال ميكيّل

إقتربت مع صديقاتها لترى هذا الشاب عن كثب

انه يروي حصانه من بحيرة غوندر الشفافة كالكريستال السحري

لمح ميكيّل الفتيات و هن قادمات إليه

و لفت نظره وجه نوّرا المنير

لم يعرف ميكيّل إن كان ما يراه بشر أم آله

إنها بجمال حوريات معابد الآلهة في نينورتا التي تحاك حولها الأساطير و لكنه يراها أمامه

و كأي شاب وسيم تثاقل على الفتيات و أعرض عنهم

فهو فارس محارب و لا هم له في اللعب مع العذارى

انه الصياد القوي ابن باران الذي باركه المخدوم ذو الصلب العظيم

كانت الحسناوات تتردد كل يوم على سهول غوندور يلعبن و يركضن و يضحكن

و كان الفارس يأتي كل يوم يروي حصانه و يتفيأ تحت الأشجار متأملً البحيرة الأسطورية

و نوّرا الفاتنة ترمقه بنظرات الحب و الإعجاب

و هو يتابع مثاقلته و تهربه مع أن قلبه مكوي بنار الحب و الهيام

تحدثه احاديث الحب و الجمال و هو يضحك مدعيا عدم الأكتراث

و يحدثها عن الأبطال من الآلهة و يروي لها قصص يان و إيّبو و أبوّ .. الأبطال من الآلهة المخلدين

لم تيأس نوّرا من حبيبها المتثاقل فهي ترى الحب في بريق عينيه

و كانا يلتقيان كل يوم في السهل بالقرب من البحيرة الكريستالية

و يتحدثان و يتجادلان و نوّرا تتكلم عن الحب و ميكيّل يتكلم عن البطولة

في يوم من الأيام كان ميكيل ذاهباً في رحلة صيد

و أخبر نوّرا كم هو متشوق لهذه الرحلة و هو يغيظها مظهرا ان الرحلة أهم منها

وَدْعتْ نورا و صديقاتها ميكيّل و أصحابه و داعاً طيبا

و وعد الشبان الفتيات بصيدٍ وفير

صنعت نوّرا لميكيّل تاجا من الزهور و وضعته على رأسه

و واعدته على اللقاء في نفس المكان الذي كانا يلتقيان به

لم يعلم العاشقان بالفاجعة التي تنتظرهما

قرر ميكيّل أن يبوح لنوّرا بحبه فور عودتِه

و ودع حبيبته و في عينيها تلمع الدموع كحبات ماس منثور

قررت نوّرا ان تعد مفاجأة لميكيّل حين يعود

جاء اليوم المرتقب و الشبان سيصلون

نورا تخطط ليوم اللقاء

لبست فرو دب سميك و غطت وجهها المنير

و ذهبت الى المكان الموعود و أختبأت بين الأشجار

كانت تريد المزاح مع ميكيّل و اللهو معه فهي تعرف ولعه بالوحوش

و أرادت أن تريه بأنها خشنة كما يحب و يريد

عاد ميكيّل و قبل أن يتجه الى المدينة كان قلبه يلتوي بنيران الشوق لنوّرا

نال منه الحب ... فَتك بأعصابه الفراق .... دمره البعد

توجه فورا للمكان الموعود

لم يأبه للعودة الي البيت

لم يأبه لترك سلاح الصيد

لم يأبه للأصحاب

كل ما يريده لقاء المحبوبة

نعمته من الآلهة

لم يكن يعرف لما هو مٌقبلٌ عليه

اقترب ميكيّل من مكان اللقاء و لكنه لمح من بعيد وحش مختبئ بين الأشجار

لم يدري بأن هذا الوحش يخفي ورائه نوّرا الحبيبة

ظن انه سيخرب عليه اللقاء

و بشكل غريزي إستلَ الصياد قوسه و صوب إلى قلب الوحش و أطلق سهمه الملعون

أخترق السهم جسد نورا الرقيق بلمحِ البصر

كما يخترق الحقد بيت الأحلام الجميلة

كما يبث السم من انياب الأفاعي المجلجلة

اخترق السهم نورا المسكينة

ركض ميكيّل الى فريسته و عندما اقترب منها ضربته الصدمة كالبرق

لم يصدق عينيه

لم يستوعب ما فعل

نوّرا

صرخ بأعلى صوته

حمل ميكيّل جسد حبيبته المضجر بالدم

الدموع تنهمر من عينيه

نورا تلفظ أخر أنفاسها

ميكيّل يخاطبها ... نوّرا ماذا فعلتي ... لماذا يا نوّرا .... ماذا فعلت يداي

قالت نورا بصوت خافت يصارع الصمت الذي يسود

ميكيّل العزيز لم أرد الا أن تحبني أيها الغالي

ميكيّل العزيز أنت كل ما لدي في هذا العالم

ميكيّل و الدموع تنهمر على خديه


نوّرا العزيزة اني أحبك أنني لاأتخيل هذا العالم من دونك

أرجوك لا تذهبي

نوّرا تقول اني أسعد مخلوقة في هذه الأرض أنه يحبني لقد قالها لي

لا أريد شيئا أخر من الحياة و تبتسم بسمة منيرة كالشمس

ثم يسود صمت رهيب على المكان .....

نوّرا بسمة النور ماتت

قتلها حبها ...

لا أحد في الكون يستطيع وصف شعور ميكيّل

لقد قتل أهم ما في عالمه بيديه

ما أصعبها من لحظة ما أصعبه من موقف لقد قتل الفتاة التي يحب

يصرخ بصوت يائِس

نوّرا نوّرا و يكرر النداء و لكن ما من مجيب

بكى ميكيّل و بكى و ندِمَ ندمً لم يندمه أحد قط

يندب حظه و يلوم نفسه يقول في صوت باك حزين

آه يا نوّرا يا بسمة النور آه مني ما فعلت لك لقد أحببتك ضِعفَ ما أحببتني

أسف يا حبيبتي أسف يا نوّرا أسف

لقد ظلمتكِ يا عزيزتي

لقد قتلتكِ يا ملاكي

أطفأتُ النجمة التي أنارت حياتي بيدي

يالي من أحمق غبي

سامحيني يا نوّرا سامحيني

بكى ميكيل حتى صار الدمع دما

ثم قتل نفسه بطعنة خنجر مسنون

فعقله لم يعد يستحمل فكرة أنه قاتل من أحب

بكت الأشجار و الأنهار و الأرض لموت الشابين اللذان لم يبصر حبهما النور

وصل صوت النحيب إلى مدينة نينورتا مضجع الآلهة و مسكن المخدومين

فُجِعت لامارتا بموت نوّرا بسمة النور و وجه الضياء

لم يستطع أحد من الآلهة كبت دموعه حتى المخدوم نفسه لمعت عيناه

لكن لن يستطيعوا فعل شيء فما هو مكتوب في ألواح القدر مقرر و لا نقاش فيه.

المخدوم رفع نوّرا و ميكيل بين النجوم

قامت الآلهة بتخليد هاذين العاشقين بزهرة تبكيهما للأبد ...

من دم نوّرا .... و دم ميكيّل .... نبتت زهرة البنفسج الحزينة

البنفسجة الحزينة

التي فيها بسمة نوّرا ...

التي فيها عيون ميكيّل ...

من براعمها تكاد ترى عاشقين متعانقين ...

منذ ذلك الوقت قامت آلهة الحب بتغيير مفاهيم الحب تكريما لذكرى ميكيّل و نوّرا

فالشاب هو الذي يحب و الفتاة هي المتثاقلة دوما



نحن ننتظر الضياء و لكننا نرى الظلام

---------------------------------------------------------------

ذو العينين البراقتين ......... الذي يقرر المصائر .............


DaRkNeSs LoRd

Lord Of DarkneSs

Lord Of The Sweet Sadness
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04193 seconds with 11 queries