عرض مشاركة واحدة
قديم 16/06/2005   #91
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي تازة ..تازة...


تازة الله الوكيل ....






كان المفروض أن يكون مفتاح أستراحة الضيوف الوزارية مع موظف الأمن و لكن موظف الأمن لم يكن موجودا عندما وصل موكب الزوار و أضطر معاون الوزير أن يفتح مكتبه ليجلس الضيوف لم يكن من المناسب أن يجلس الضيوف في مكتب بعد رحلة جوية استغرقت ساعات كانوا بحاجة الى الراحة و لكن موظف الأمن أختفى فجأة و بدأت عمليات البحث المضني عنه و خلال هذا الوقت كان السائق الذي يعرف بعض الأسبانية يجاهد ليشرح للأسبان سبب الجلوس في المكتب و خاصة أن العفاريت بدأت واضحة في عين المعاون حنقا على موظف الأمن الذي غادر موقعة بدون عذر.تبين أن موظف الأمن كان في المطعم المجاور يحضر عشائه و عندما سئل عن المفتاح تردد و تلعثم و أعترف أنه كان ينام في الأستراحة و أحيانا يحضر اصدقائه و يحضر بعض النساء و فهم من حديثة أن الأستراحة الآن في وضع يرثى له من الفوضى مما أضطر المعاون لأستعانة بخادمة منزلة لتقوم بعمليات التنظيف.طبعا بدأ الوفد بالتثاؤب و مد اليدين و الرجلين و حتى أن أكبرهم سنا بدأ رأسة يسقط على صدره فيما يشبه نوبات النوم.

لم تكن عمليات التنظيف مرضيه فقرر معاون الوزير أصطحاب الوفد الى أحد فنادق الدرجة الأولى منعا للحرج و تحرك الوفد ثانية و بدأ الترجمان عملية تفسير مضنية لوضعيات التماثيل الكثيره المضائة التي تتوسط الساحات في المدينة طبعا التماثيل كلها تمثل شخصا واحد بوضعيات مختلفة.مادا يده أو مبحلقا بعينية أو جالسا و يديه على ركبيته في وضع أقرب الى حركات اليوغا.ابدى الوفد أعجابا بدقة صناعة التماثيل و ضخامة هياكلها و اشكال المياه المنسابة حولها.كان معاون الوزير خلال عمليا ت الشرح و الأيضاح يفرك كفيه و ينفخ من منخريه كالتنين خوفا من ردة فعل الوزير في اليوم التالي فهو ولا شك سيغسله بكلمات بذيئة و سيلومه على التقصير الواضح ولا شك أنه سيذكره بالمبلغ الكبير الذي دفع لإنشاء القاعة و سيذكره بالأموال العامة و الهدر الكبير الذي سيحصل كنت أستعرض المشهد و أتخيل المعاون يقف بين يدي الوزير كالتلميذ الكسول و هو يكيل له السباب و الأتهامات سأجلس سعيدا مزهوا و ستزداد مكانتي لدى الوزير لأنه عندها سيشتكي لرؤسائه من حماقة مساعده و قد تكون هذه أول الخطوات لزحلقة هذا المعاون.و ربما يساعد هذا الحدث أبو مكنى في عمله.

"عمل أبو مكنى" حتى هذه اللحظة لم أفكر مل بفعل أبو مكنى و ما بالظبط العمل الموكل أليه كل ما أعرفه أنه يستحثني للآيقاع بالمزيد من الناس كان في البداية متحفظا ومصرا على أن أقول أشياء صحيحة تؤدي الى تهمة حقيقة ولكنه تخلى عن ذلك سريعا و أراد المزيد من الضحايا و لسبب لا أعرفة يفضلهم من أصحاب الكراسي و لذلك كان شديد الضغط علي لأجد أشياء ضد معاون الوزير.طبعا هذه المره لم أشك لحظة في أنه سيستخدم كل ما يملك ليضعني في منصب معاون الوزير أذا نجحت في الإيقاع به و يمكنني القول أنه أصبح قاب قوسين أو أدنى من الوقوع فبعد قصة مدير الشؤؤن الهندسية و فبركة الرحلات الخارجية لا بد أن نقطة سوداء سجلت في سجلة و مهما كانت الجهة المسانده فأنها لن تسنده في حالات التجسس أو حالات الفساد الواضحة التي يعرف بها الجميع.و يجب أن أستغل موضوع الوفد هذا لأدق آخر مسمار في نعشة غير مأسوف على غباوته التي تقترب من الحمرنة.

وصل الوفد الى الفندق بعد أن تجاوزت الساعة منتصف الليل بكثير و بدا واضحا أن أعضاؤه في منتهى التعب و الأعياء بعد هذا التطواف الممل و المتعب و ربما كانت شروحات السائق عن معالم العاصمة ساهمت في مزيد من الأرهاق لأنه لا شك استخدم دراسته عن الأشتراكية الدولية في الشرح و كان يسهب مستخدما الكثر من المفردات العربيه حين تخونه الأسبانية فيأتي شرحة خليطا غير واضح ولا يؤدي أي معنى و لكن الضيوف كانو مشدودين أليه بحكم المثل العربي " العين مغرفة الكلام" و يبدو أن هذا المثل قد نقله طارق بن زياد معه الى أسبانيا فيما نقل .

كان من المقرر أن يزور الوفد ثلاث مواقع متفرقة من ريف المدينة أختارها بشكل مسبق السيد معاون الوزير و بالتالي سيختار الوفد أحداها ليقام علية مشروع الري المنتظر و تموله بالكامل الحكومة الأسبانية و تقوم أحدى مكاتب الدراسات الأسبانية بتصميم المشروع ثم ينفذ بأيدي محلية تحت أشراف أسباني ثم يدار بالكامل محليا. المشكلة أن حيازات الأراضي ضغيرة جدا و مساحة المشروع كبيرة نوع ما لذلك يجب ضم مجموعة حيازات الى بعضها البعض لتدار بشكل مشترك ,طبعا هذا النوع من أدارة الأراضي لا يتوافق مع فلاحي هذه المنطقة و لا أي منطقة أخرى فنحن نتعامل مع أراضينا الزراعية كما نتعامل مع المطابخ في بيتوتنا يمنع الأقترلااب منها أو مسها أو حتى المرور الى جوارها. أرسلت سائقي "القواد أبو قادر" الى اصحاب المناطق المستهدفة و قلت له أن يخبرهم أن المشروع قد ينزع الملكيات منهم لتصبح تحت أدارة الدولة و قد يطردون منها بعد أن يجبروا على بيعها ولم أشك ابدا في دخول هذه الأفكار الساذجة في عقول فلاحينا المعتادة على نمط وحيد من الخطاب و أسلوب واحد في التفكير فهم لا يثقون بالحكومة و لا بأي موظف ينتمي أليها و يترصدون أي حركة من هذه القبيل ليكون رد فعلم عنيفا و مؤثرا و قريبا من سلوك القطة التي أخذ منها ضغارها.

وصول الوفد المتأخر أربك الخطة و تأخر موعد الزيارات يوما كاملا مما زاد حصة البهدلة التي سينالها السيد المعاون من وزيره.و هذا ما حصل فعلا و حرصت أن أكون حاضرا ففي الساعة الثامنة صباحا بالضبط كان المعاون يقف بذل و أنكسار أما الوزير الذي كان يدور حولة كما كان محمد علي كلاي يفعل و يلقي عليه اقسى و أحد الكلمات و المسكين مستسلما و خانعا لا يردد ألا كلمة واحدة و كأنه لا يعرف غيرها:

- حاضر أستاز...

و بين كل "حاضر استاز" و التي تليها كانت زخات الكلام البذيء و حتى أتهامات التخوين تجد مفردات جديدة لتنزل كالشواكيش فوق رأس المعاون. و ختم الوزير معزوفته البذيئه بقولة:

- بتنط بسرعة بتاخد الجماعة و بتشوفوا كل المواقع اليوم بدي الوفد ياخد قرارو بكره الصبح أجتماع مجلس الوزراء بكره الساعة سته مساء لازم يكون عي شي للأجتماع مفهوم.

كانت كلمة مفهوم كالسحر وجد فيها المعاون متنفسا و كأن نفسه عادت أليه فخرجت الكلمات من فمة سريعة و متلاحقة و راجية بنفس الوقت:

- ما عاد تتكرر أستاز و أنشالله اليوم نبيض وجهك..

رد الوزير و كأنه تذكر أشياء اخرى يجب أن تقال فعاد الى الحدة التي بدأ فيها موشح السباب:

- الله يسود وجهك أساسا من يوم ما شفت وجهك ما شافت هالوزارة يوم منيح أركض لشوف و لا تجي ألا ومعك قرار الجماعة.

كنت خلال هذا الموشح أتشاغل بأوراق و اقلام في طرف الغرفة و أتصنع عدم الوجود و يبدو أن الوزير كان يتقصد أن يبالغ في أهانة معاونه أمامي لأنه كان يلتفت ألي بطرف عينه بين الشتيمة و الأخرى و كأنه يتأكد بأنني استمع جيدا و كان يعيد الشتيمة مرتين أحيانا و بصوت أعلى ليفهمني أنه يقصدها ولم تخرج منه بشكل عفوي.ولكن بصراحة فقد برهن هذا الوزير الذي يشبه المصارعين في كبر جثته أنه آفة من آفات البذائة و قلة المستوى و لكنه طبعا لا يصل الى ركبة أبو مكنى الذي يستحق ميدالية أو كأسا بهذا الخصوص.

طبعا لم أرافق الوفد في طلعاته الأستكشافية و طلبت من لينا أن لا تذهب و أعطيت توجيهاتي لسائقي "أبو قادر" أن يظل بعيدا لأنني أعرف ماذا سيحدث.

يتبع...

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04178 seconds with 11 queries