الموضوع: الشراكس
عرض مشاركة واحدة
قديم 28/11/2008   #229
صبيّة و ست الصبايا fofo besset syria
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ fofo besset syria
fofo besset syria is offline
 
نورنا ب:
Apr 2007
المطرح:
هنيك...ايه هنيك...
مشاركات:
1,310

إرسال خطاب MSN إلى fofo besset syria
افتراضي


التعارف والزواج
الاجتماعات بين الأقارب والجيران، تشبه أن تكون اجتماعات عائلية، يقصد منها من جملة ما يقصد التعارف وتعليم الصفات الحسنة، ونادرا ما ينتج عنها أكثر من ذلك كالزواج مثلاً" لأن العادة المتبعة في معظم قبائل القفقاس عدم تشجيع الزواج من الأقارب، وكانوا يستهزئون بأغانيهم من المتزوجين من بنات عماتهم وعمومهم وحتى في بعض القبائل لا يذكرون كلمة ابنة عم وابنة عمه، بل يقولون أخي وأختي من عمي فلان، وكأنهم أدركوا بطبيعة المخاطرين، ضرر هذا الزواج على صحة النسل، وكذلك يعدون الجيران كالأقارب بسبب انتشار الرضاع بينهم، ولكي يتعرفوا على غير أقاربهم وإخوانهم في الرضاعة، شجعوا ونظموا الرحلات الرياضية إلى القرى المجاورة، حيث يقيمون المباريات والمسابقات المختلفة من رياضية وأدب وغير ذلك، فهذه الفرق التي دربت أحسن تدريب تنتقل إلى القرى المجاورة، لتقيم مع فتيانها المباريات، وفي أثناء ذلك يحاول كل فتى وفتاة أن يظهر براعته في الألعاب، وكذلك في الأدب والشهامة وحسن التربية فإذا ما تم الفتى لفتاته، من جراء هذه الرحلات التي تبدأ في مطلع الربيع، وربيع قفقاسيا، زهر وعطر وجبال يتوجها الغمام، وسهول هي مثال الخصب والنماء، يبدأ الفتى بالتردد على منزل فتاته ليختبرها وتخبره، وتتعرف على أخلاقه وخصاله، على علم من أهلها، وفي حرية تامة، وتكون هذه الفترة من أسعد الفترات في حياتهما، يتذوقن نعيمها في شبابهما ويعيشان على حلاوة ذكراها مدى الحياة. ثم يقررا الزواج بالخطف

الزواج بالخطف
فما أن يتناها إلى الشاب خبر عزمها على الهرب معه، حتى يتفق واياها على موعد، وفي أكثر الأحوال تكون والدتها على علم بذلك، فيأخذ بتهيئة الخطة لهذه العملية التي هي محك قدرته وشجاعته وفروسيته، فيسر الأمر إلى أصدقائه الخلص، فيهبون لنجدته ويتطوعون لمعونته، فيأخذون بدراسة الطرق المؤدية إلى قرية العروس، ايها يسلكون في ذهابهم وإيابهم؟ وهل قريبة تقوى على قطعها الخيل دفعة واحدة، أو بعيدة تحتاج إلى تبديلها؟ وعن مراكز الكمين لمنع تقدم المطاردين، وعدد المدافعين، وعند من سيضعون العروس، ومن يستجيرون به، فإذا ما عرفوا من ذلك كله، امتطوا ظهور جيادهم، وخرجوا من قريتهم خلسة، وذهبوا في الساعة المتفق عليها من الليل، فيتقدم العريس ويحمل العروس التي تكون بانتظاره على حصانه، ثم يقف ورفاقه على حدود القرية، ويطلقون العيارات النارية الثلاثة المتفق عليها بين القبائل، ايذانا لشباب القرية بخطف العروس منهم فيهب الفرسان من نومهم ويلبسون عدة القتال ويسرجون ويلجمون خيولهم في دقائق معدودة ويلحقون بهم، عندما يقتربون من الكمين الموضوع ولاعاقة اللاحقين، ينذرهم بإطلاق عيار ناري عليهم وتقضي التقاليد عند ذلك بوجوب الانصياع لهذا الإنذار وعدم اجتياز هذه الطريق، والتفتيش عن غيرها. ولكن قد يوجد – ونادرا ما يكون ذلك – بين المهاجمين من تأخذه العصبية والحمية، فيصر على سلوك هذه الطريق، غير مبال الكمين، فينذرهم الكمين ثانية، ولكن بأسلوب آخر وهو قتل جواد المغير بعيار ناري، فإن لم يعودوا لصوابهم، ويكرمون التقاليد المتعارف عليها، وأصر أحدهم على اقتحام الكمين، فيحق للكمين أن ذاك أن يدافع عن نفسه ويقتل المهاجم، ولا يطالب أبداً بدمه، وما زال قد أنذره أولاً، وقتل جواده ثانيا وإذا وقع اختلاف وسوء تفاهم في ذلك، عرضه الطرفان على كهول الفرسان ممن لهم خبرة سابقة، ليحكموا بينهم، وحكمهم هو القول الفصل، وعلى الجميع أن يقبلوه بدون اعتراض.

تمارين لفرسان ليوم الخطف
عار وأي عار أن يمسك الخاطف أو أي فارس من رفاقه، إذ يعامل عند ذلك بجميع أنواع الازدراء والاحتقار، وحتى التعذيب والتشهير، ويطوفون به في الأزقة، الحال التي لا تتحملها أعصاب أولئك الرجال، اللذين تربوا على الآنفة والعزة فمن الصعب أن نتصور عريسا يفرط بتسليم عروسه، أو فارسا بتسليم نفسه، إذ أنه يفضل الموت على ذلك. ويصدف في بعض الأحيان أن يضطر أحدهم لتسليم نفسه، وإنما لسبب من الأسباب خارج إدارته، ففي مثل هذه الحال يطلب منهم إعطاؤه الأمان، وأن لا يهينوه ولا يحتقروه قبل أن يحاكموه وألا سيضطر للدفاع عن كرامته وحقوقه لآخر رمق من حياته، فيعطوه الأمان الذي طلبه، وبعدها يحاكموه، فإذا أثبت أنه قام بما تمليه عليه واجبات الرجولة، فإنهم يقدرونه ويعفون عنه وإذا لم يتمكن من ذلك أهانوه وعذبوه وجعلوه عبرة لغيره من الشبان، ولأجل ذلك أدخل شباب الجركس بتمارينهم وألعابهم تمرين خاص يمثل خطف العروس وذلك بجمع الفرسان خارج القرية، وتقسيمهم إلى قسمين، يعطون القسم الأول علماً أو جلدا من النرو لينهزم به ويتبعهم القسم الثاني ليأخذ العلم أو الجلد من حامله، فيحمي وطيس المهاجمين ودفاع المنهزمين بشكل حماسي منقطع النظير. وفي بعض الأحيان يضطر حامل العلم أن يجازف بنفسه وحصانه، لكي لا يفرط بتسليم علمه، لأن العلم هذا يمثل العروس التي سيخطفها في يوم من الأيام.

يا خسارة...عيب والله عيب

One thing you can be sure of I'll never ask for more than your love

Shine your light on this heart of mine
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03544 seconds with 11 queries