الموضوع: ثلاثائيات
عرض مشاركة واحدة
قديم 31/03/2009   #229
شب و شيخ الشباب yass
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ yass
yass is offline
 
نورنا ب:
Jul 2004
المطرح:
الآن... هنا
مشاركات:
9,461

افتراضي


-30-


الصباح


تكرّم علينا الحكّام العرب و أعفونا من تحمّل يوم آخر من البؤس و المهانة العربية عندما قرروا اختصار القمة العربية في الدوحة و إنهائها في يوم واحد بدل يومين كما كان مخططاً, و أعتقد أنهم فعلوا خيراً طبعاً لأن الشيء الوحيد الذي أعتقد أن الجمهور العربي كان ينتظره, "الوصلة الفنية" للقذافي, قد حصل في اللحظات الأولى, فالأخ العقيد القائد "إمام المسلمين و القائد الأممي و ملك ملوك أفريقيا" يعلم أن "الجمهور عايز كدا" و لذلك فقد استعجل البدء بدوره النجومي مقاطعاً الكلمات الافتتاحية كي يوفّر على "الفانز" معاناة الانتظار.

من الأمور التي لفتت انتباهي و أعتقد أنه على من يهمه الأمر أن يستخلص العبر منها أنه حتى ساعة كتابة هذه السطور لم تدخل أي تدوينة في موقع المدوّن (مجتمع المدوّنات السورية) تتحدّث عن القمة العربية, و لا أتوقّع أي تحليل خارجٍ عن إطار التهكم و السخرية على مبدأ "شرّ البليّة ما يُضحك" و هو الإطار الوحيد الذي أعتقد أنه يلاءم المشهد البائس المخجل.

عدا عن المضمون الفارغ منذ عقود فمن المخجل فعلاً أن المظهر أشد فراغاً و تسبباً للخجل, فمقاطعة الرؤساء لبعضهم و الحوار المتدنّي في مستواه و الانسحابات "الحردية" لا تتناسب مع جلسة "شلة شباب" في مقهى شعبي, فما بالك باجتماع قمّة على مستوى رؤساء الدول, و هذا للأسف يذكّرني بمقولة لقائد صهيوني (لا أتذكر بالضبط أي واحد من هؤلاء المجرمين هو) و الذي قال أنه لن يخاف العرب حتى يراهم قد تعلّموا احترام الدور في طابور موقف باص.

يؤلمني أن العالم يستثمر وقته في تحليل الشؤون الإستراتيجية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و يصل لنتائج إيجابية, بينما سنقضي نحن الأيام و الأسابيع ربما في تحليل كلام القذافي, هل هو إهانة ثم اعتذار, أم إهانة تبعتها إهانة أكبر, أم ماذا؟ و غالباً لن نصل إلى نتيجة قطعية.

هل علينا أن نتساءل أكثر من ذلك عن سبب تخلّفنا؟



الظهر

يفترض أن تبدأ اليوم رسمياً ولاية الجزّار الصهيوني القديم \ الجديد بنيامين نتنياهو, و سوف يستلم منصبه و يسلّم الحقائب الوزراية على أنغام هديّة استمرار طرح مبادرة السلام العربية.

لن أكرر ما كتبته سابقاً عن هذا التغيير الحكومي, فهو شيء روتيني قد يغيّر الأمور شكلاً و ليس مضموناً, فكلّهم مجرمون و قتلة و سفاّحون, الفرق أن بعضهم يغطي الساطور بمنديل حريري و البعض الآخر يتباهى بلمعان النصل.

لن أتحدّث كذلك عن مهزلة استمرار تحميل المقاومة مسؤولية "الهجرة نحو اليمين" التي قام بها المجتمع الصهيوني في هذه الانتخابات, لأنني أعتقد أنه تكفي قراءة بسيطة لتاريخ الحكومات الصهيونية لمعرفة أن الناخب الإسرائيلي يعاقب من يحارب دائماً, و ليس لأنه حارب بل لأنه لم يكن دموياً بما فيه الكفاية.

ينتهي غداً عهد إحدى أكثر الحكومات الصهيونية دمويةً و إجراماً, و مع ذلك هناك ما لا يزال مصرّاً على أن فرصة للسلام قد ضاعت, و للأسف لا يمكن فعل شيء لإقناع الأعمى الذي لا يريد أن يرى بجمالية مشهد ما, أو بشاعته.

سنرى بعد أيام أو أسابيع صور ليبرمان و هو يزور مصر و يُستقبل بكل حفاوة, هو الذي كان يطالب بقصف سد أسوان رغم علاقة مصر المميزة مع إسرائيل, و ليس هذا هو المهم, بل ما يؤلمني هو أننا سننظر إلى هذه الصور بلا مبالاة تامة لأننا لن نرى شيئاً خارج المألوف و المتوقّع.

لا أدري ما أقول...

فلأصمت إذاً... فلا حياة لمن تنادي



العصر

أقيمت منذ أيام ندوة إلكترونية (باستخدام تويتر و وسائط أخرى) تدوينية مع السفير الصهيوني في اسبانيا بحضور عدد من المدونين اعتادوا على تنظيم هذا النوع من الندوات.

أحد هؤلاء المدوّنين صديق و زميل لي, و أخبرني بها قبل موعدها بعدّة أيام عارضاً عليّ المشاركة "لأن السفير لم يضع شروطاً مسبقة و وعد بالإجابة على كل الأسئلة و يمكنك استغلال الفرصة لمقارعته", و بطبيعة الحال رفضت المشاركة أو حتى متابعة هذه الندوة بصمت رفضاً قاطعاً, و عللت له قراري بقولي أنني لن أتبادل الحديث مع مسؤول في كيان غاصب يحتل جزءاً من بلدي, و لا أريد أن أنزل إلى مستوى مجرم, و استعملت كلمة مجرم بلا تردد لأن من يدافع عن قتل الأبرياء هو مجرم كمن قتلهم تماماً, عدا عن أنني لا أستطيع مشاركة سفير كيان في حالة حرب مع بلدي فهذا أمر غير مقبول قانوناً, و شكرته على رغبته بأن "أفش قهري" في هذه الندوة و وعدته بعد إصرار من قبله بالمشاركة في مناقشة التدوينة التي سيكتبها هو لاحقاً عن اللقاء في مدوّنته.

وفيت بوعدي لنفسي و لم أفتح موقع اللقاء لأنني لم أرغب بأن تكون حتى نقرتي على رابط الموقع موافقة رمزية على أن يكون هناك منبر لتبرير الجرائم الإرهابية, و حاولت التملّص من المشاركة في مناقشة تدوينة صديقي حتى ألحّ عليّ و طالبني (نعم طالبني) بأن أدافع عن قضيتي و أن أعرّي حجج السفير إن كنت أرى لذلك سبباً (و طبعاً السبب أكثر من موجود).

كانت الندوة حدّية نوعاً ما, فأغلبية المدوّنين المشاركين هم أصحاب توجّه يساري و وضعوا السفير في أكثر من موقف محرج استخدم فيه "اللسان الحلو" للخروج و الهرب, لكنه أجاب على كلّ الأسئلة و طلب منهم إعلامه بجميع النشاطات المشابهة لكي يشارك بها "بسعادة بالغة" (أفعى حلوة اللسان).

في مدوّنة صديقي علّقت على جملة قالها السفير استفزتني بشدّة, و ربما كان سبب استفزازي هو أن بعض الموجودين رأى في الجملة كلاماً "معقولاً".

كانت الجملة هي رد على أحد المدوّنين الذي قال له أنه يستغرب كيف يمكنه الحديث ببرود عمّا حدث في غزّة بعد الكم الهائل من الأبرياء الذين قتلوا تحت أطنان القذائف الصهيونية, و رد السفير بقوله: "في عالمٍ مثالي لا يمكن الموافقة على أن يموت أي إنسان برئ, و لكننا للأسف لا نعيش في عالمٍ مثالي".

استفزتني هذه الجملة بشدّة, فرددت بقولي أن كلامه هذا هو جناية حسب قانون العقوبات الإسباني, لأن هذا القانون يعاقب "دعم الإرهاب و تبريره" و على هذا الأساس تم حظر عدد من الأحزاب القومية الباسكية مثل باتاسونا لأنهم كانوا يرفضون المصادقة على تصويتات إدانة جرائم هذه المنظمة الإرهابية و يكتفون بإصدار بيانات "تأسف لموت مواطنين", و هذه حالة مشابهة تماماً و لذلك يجب التعامل معها بالمثل و لذلك أستغرب أن يقبل البعض هكذا عذر هو من الذنب أقبح. فرد أحد المعلّقين و يبدو من طريقة استخدامه لضمائر المخاطبة أنه أرجنتيني أن كلامي ضرب من ضروب الديماغوجيا لأنه من الغباء (كلام حرفي) مقارنة مشكلة بلاد الباسك بقضية "أمن اسرائيل" (أعتقد أنه يهودي أرجنتيني من الذين هاجروا إلى إسرائيل و ينشطون في الوسط التدويني باللغة الإسبانية للدعاية للكيان الصهيوني). فرددت عليه بأنني أحد هؤلاء الحالمين الذين يستوي عندهم موت إنسان برئ في بلباو أو سان سيباستيان أو غزّة, فالإنسان قيمة أسمى من كلّ إيديولوجيا و لا يبرر قتله أي فكرٍ و حقه في الحياة الكريمة لا يحتمل أي نسبية حسب حيثيات الحالة, فبدأت هنا مشادة قصيرة (لم تكن نقاشاً بل كانت تبادل قذائف كلامية أأسف لأنني دخلتها و لكنني لم أستطع تمالك نفسي أمام هكذا وقاحة) انتهت بأن نعتني بالعنصري و الفاشي و المعادي للسامية, و عندها انسحبت لأنني رأيت أن الزملاء المتضامنين معي قد استلموه, و رفضت حتى عرض صديقي بحذف التعليق الذي يحمل هذه الإهانات لأنني كنت مهتماً بأن يبقى شاهداً على إفلاسه الفكري.

القصد من رواية هذه الواقعة أنني أرى أن السفير الصهيوني يستحق الراتب فعلاً من أسياده, فطيلة فترة قصف غزّة الوحشي عمل باستماتة على المشاركة في جميع البرامج و الحوارات الممكنة, و حتى بعد نهاية العمليات الإجرامية ضد القطاع بأكثر من شهرين و بعد أن نسيها العرب قبل العجم فإنه يشارك حتى في ندوات تدوينية بسيطة كهذه لتسويق تبرير الإرهاب الذي يمارسونه, في حين خيّم صمت القبور و يخيّم على أغلب السفارات العربية (لن أقول جميعها خوفاً من أن أظلم أحداً رغم أنني أشك في ذلك), و لا أعتقد أن راتب السفير الإسرائيلي أكبر من رواتب السفراء العرب, إن لم يكن أقل حتى.

و بعد كل هذا ما زلنا نحتج على التفوّق الإعلامي الصهيوني...



المغرب

يبدو أن يوم أمس كان مخصصاً للحداد و الوداع...

سوريّاً و عربياً فارقنا الفنان ناجي جبر (أبو عنتر) بعد صراع طويل مع مرض السرطان و ترك ذكرى محفورة في ذاكرة أجيال كثيرة من الذين تابعوا لهجته الدمشقية المميّزة و مظهر "القبضاي" الذي كان بارعاً في إظهاره.

الفنان الراحل من رواد المسرح الكوميدي السوري الحديث و شريك عمالقة آخرين مثل دريد لحّام و الراحل نهاد قلعي في نهضة السينما و المسرح الكوميدي السوري.

أما عالمياً فقد رحل أحد عمالقة الموسيقى الكلاسيكية في القرن العشرين و خصوصاً الموسيقى التصويرية السينمائية, فقد توفي الموسيقار الفرنسي- الأمريكي موريس جار عن عمر يزيد عن الثمانين عاماً متأثراً بالسرطان كذلك, و الراحل هو مؤلف روائع موسيقية سينمائية كموسيقى "لورنس العرب" و "دكتور جيفاغو" و كلاهما للمخرج ديفيد لين, كما تعامل كذلك مع مخرجين كبار آخرين مثل ألفريد هيتشكوك, جون هيوستون و لوتشينو فيسكونتي.

يرحلون و قد تركوا بصمة و أثراً لن تقدر السنين على مسحه... تغمّدهم الله برحمته

مقطوعة "لارا" من فيلم الدكتور جيفاغو للموسيقار موريس جار, أعلّقها كوداع رمزي للفنانين الراحلين (انقر هنا)



الليل

كنت أتمنى منذ صغري أن أتعلّم العزف على آلة موسيقية, لكنني كنت مقتنعاً أنني لا أملك موهبة العزف و لا أتمتّع بأذن موسيقية مرهفة تساعدني على الإبداع على أوتار النغم, و لكن هذا التمنّي اختفى عندما اكتشفت أنني أستطيع أحياناً أن أجعلكِ بابتسامتك تعزفين ما لم يكن بيتهوفن و لا موزارت قادرين على تأليفه, و تطلقين أنغاماً لو سمعها هوميروس لعدّل أحداث إلياذته و جعل أوديسيوس يستسلم لسحرها و يوقف سفينته في جزيرتك..

قيثارة روحي... لا تبخلي عليّ بالنغم...



Yass

أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05720 seconds with 11 queries