الموضوع: ثلاثائيات
عرض مشاركة واحدة
قديم 24/03/2009   #218
شب و شيخ الشباب yass
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ yass
yass is offline
 
نورنا ب:
Jul 2004
المطرح:
الآن... هنا
مشاركات:
9,461

افتراضي


-29-


الصباح


ست سنوات مضت منذ أن سقطت أولى القذائف الغازية على أرض عراقنا الجريح..

ست سنوات سوداء قاتمة...

موت..

دمار..

ست سنوات أصابت مستقبل العراق في مقتل.. و لكنها قتلت ماضيه كذلك.

ست سنوات جعلت من الطاغية المجرم شبه قدّيس, و جعلت العراقي لا يعرف أي عصور الألم يفضّل.. فتاريخ بلاده هو تاريخ عذابها

لكن دجلة ما زال يجري.. و الفرات يباريه

بغداد ما زالت بغداد... و البصرة تنطق مخارج الحروف و كأنها تتغزّل بها..

و تظل عتابا العراق تصدح... فوق صوت الحديد و أزيز النار...

و ليكن غداً أجمل...



الظهر

كارثة في بحيرة زرزر -الزبداني.

كان الموت بانتظار العديد من طالبات مدرسة عين جالوت و ثانوية زملكا للفنون النسوية عندما غرق المركب الذي كان يقلّهن في نزهة ضمن رحلة مدرسية, و اختطف ثماني طالبات و صاحب المركب و شاب حاول إنقاذ الغريقات فغرق بدوره بسبب طبيعة أرض البحيرة الوحلية و كثرة النباتات المائية التي تلتف حول السيقان كشباك المصيدة.

هناك و لا شك العديد من إشارات الاستفهام, بعضها يدور حول حالة المركب الذي أكد الكثير من الحضور أنه لم يكن مؤهلاً لحمل حتى نصف عدد الركاب الذين حملهم, أو حول تجهيز هكذا منطقة سياحية بوسائل الإنقاذ, و لكنني أعتقد أنه علينا ألا ننجرّ وراء مشاعرنا بطريقة انتقامية, فالحادث أليم و يمكن أن يحدث مشابهه في كثير من دول العالم رغماً عن وسائل النجاة.

لا أريد أن يكون كلامي عذراً للإهمال إن وجد, لكن من الخطأ برأيي البحث عن وجهة انتقام ضمن حرارة المشاعر, و أؤكد على أنني أعتقد بوجوب قيام الجهات المعنية بالتحقيق بشكل موسّع و دقيق لتصفية المسؤوليات و اتخاذ الإجراءات اللازمة , كل الإجراءات اللازمة, لمنع تكرر هكذا حادث.

لديّ عتاب على سيريانيوز لطريقة نشرها للخبر و توابعه لأنني أعتقد أنها لم تكن موفّقة بأسلوبها الذي أراه صفراوياً, فقد نقلت على لسان إحدى الطالبات الناجيات عبارات لسائق المركب (الذي توفي أيضاً) و هو يستهتر و يسخر من تخوّف إحدى الطالبات عندما رأت الماء في قعر المركب, و لست أقول أن هكذا موقف لم يحدث و لكنني لا أعتقد أن نشره هكذا أمر جيّد فهو يترك انطباعاً بأن سائق المركب كان هو المستهتر و المهمل, و يجعل منه وجهة للعنات و الانتقامات اللفظية (لأنه لا يمكن أن يكون هدفاً لانتقامات أخرى للأسف) و لا شك أن له دوراً لكنني أعتقد أن الحادث كان نتيجة لسلسلة من سوء التصرّف من قبل جهات عديدة.

أما عن نشر هذا الموقع الالكتروني لمقطع فيديو صوّره أحد الحضور و تظهر فيه لحظة الغرق و يمكن سماع صراخ الطالبات الغريقات فأعتقد ببساطة أنه تصرّف ساديّ لا داعي له, فليس هناك أي مراعاة لمشاعر الأهالي بنشر هكذا مقطع في خبر منفصل بعد يومين و شرح تفاصيل ما يظهر فيه بطريقة دعائية تشويقية, فهذا المقطع هو دليل قضائي ربما, أو مادّة هامة للجهات التي ستقوم بالتحقيق, و لكنه ليس للنشر و خصوصاً بهذه الطريقة (طبعاً هذا رأيي الشخصي المبني على فكرتي عن مفهوم الصحافة, فقط لا غير).

و ليرحم الله المتوفيات... و الصبر و السلوان للأهالي في هذه اللحظات المؤلمة و الحزينة...



العصر

"بصفتك رمز الأمة و حاميها نعتقد أن الظروف غير مهيأة (لحضور القمّة العربية المقبلة في قطر) و بالتالي يمكن أن يقوم بالمهمّة أشخاصٌ غيرك".

هذه الكلمات هي جزء من نص الفتوى التي أعلنت عنها هيئة علماء السودان, و تمنع بموجبها الرئيس السوداني عمر البشير من السفر خارج البلاد خوفاً على حال الأمة إن تعرّض "رمزها و حاميها" للاعتقال.

هذه المسرحيّة الرديئة ليست إلا - برأيي- استكمالاً لفصل "الزعبرة" الكلاميّة للطاغية السوداني, فبعد أسابيع من التحدّي الكلامي لقرار المحكمة الدوليّة و التظاهر بالشجاعة و القوة ستاراً للخوف و الرعب من إمكانية الاعتقال تخرج هذه الفتوى لتعطي للبشير ذريعة لعدم السفر إلى الخارج في حال لم يتلقّ تطمينات كاملة من الدولة المضيفة, ليس خوفاً من الاعتقال و إنما احتراماً لقرار علماء المسلمين كما سيزعم, و هذا لعمري استغلال دنيء للدين و مكانته الشعبية لمقصد سياسي و دعائي.

من الطبيعي أن يتخوّف شعب السودان من قرار محكمة مسيّسة و مسخّرة لخدمة مصالح القوى الدولية الكبرى, محكمة تكيل بمكيالين أو خمسة أو عشرة, و كنت قد تحدّثت عن رأيي في هذا الشأن في مناسبة سابقة, و لكن -مرة أخرى- رفض المحكمة و قراراتها لا يعني براءة البشير, و ها هو يستغل إفساده للخطاب الديني لإحاطة نفسه بهالة من القداسة لا يستحقها, و تصرّفه هذا خطير جدّاً, فمعارضته يمكن أن تتحوّل من سجال سياسي إلى نزاع ديني يمكن بسهولة بالغة أن يتطوّر إلى ما لا تحمد عقباه.

يقول الشيخ الكواكبي في كتابه (طبائع الاستبداد و مصارع الاستعباد): "... حتى يقال إنه ما من مستبدٍ سياسي إلى الآن إلا و يتّخذ له صفة قدسيّة يشارك بها الله أو تعطيه مقامَ ذي علاقة مع الله. و لا أقلّ من أن يتّخذ بطانة من خَدَمة الدّين يعينونه على ظلم الناس باسم الله".

رحم الله الشيخ الكواكبي.. كم كان بارعاً في وصفهم و وصف ألاعيبهم...

و السلام.. كل السلام.. للسودان و شعبه.



المغرب

في افتتاحية فعاليات احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 يثبت الصهاينة مرّة أخرى أنهم همج (في حال كان هناك شك), فقمعهم لكل محاولات المثقفين الفلسطينيين لممارسة حقهم في مدينتهم ليس إلا دليلاً جديدة على أنهم يخافون من الكلمة خوفهم من الرصاصة, يظنون -ويا لغبائهم- أن خنق الكلمة و إسكات الحرف ممكن..

رغماً عنهم, إن شاءوا و إن أبوا, القدس عاصمة الثقافة العربية اليوم

حتى لو حاصروا.. حتى لو خنقوا.. حتى لو لاحقوا و اعتقلوا و عذّبوا... لن ينتصروا

عندما وصل التتار إلى بغداد رموا بكل المخطوطات و الكتب في نهر دجلة حتى جرت مياهه داكنة أياماً...

و اندثر التتار... و بقيت بغداد...

و غداً... ستبقى بغداد... و ستبقى القدس...

و تتار اليوم سيتقيؤهم التاريخ



الليل

يا من بحنجرتك صرختُ

و بجناحيك حلّقتُ فوق ياسمين جمالك..

يا ثورةً حررتني من طغيان صمتي

و دحَرَت استبداد البرد

هذا الذي سجن أملي بين قضبان الجليد

و استعمل معي سياسة الحرف المحروق

خذي أحلامي حاشية...

عينيّ حرّاساً

أنغامي دستوراً..

اجعليني وزير دولة لشؤون الليل

و ابعثيني في جولة في أرجاء مملكة شعرك السعيدة..

لأتفقّد أحوال العباد..




Yass

أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06280 seconds with 11 queries