عرض مشاركة واحدة
قديم 26/09/2008   #1
صبيّة و ست الصبايا نسمة حيفا
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ نسمة حيفا
نسمة حيفا is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
حيفا / دالية الكرمل
مشاركات:
142

افتراضي إني لم أخترك يا وطني ..


اتنهد عند ذكر اسم الشعب العربي على مسمعي ، ويعتريني اليأس لوجود شعبي ووطني العربي بما يسمى "اللاوجود ". حيث يعيش ويتكاثر في تلك القوقعة المنبوذة ، يدعس بقدميه على آلامه ويصرخ فقط ليسمع صراخ نفسه ..

شعبي العربي شعب متميز باللاشيء .. ودقيق بأعلى درجات اللامبالاه .. وحريص على التواجد دائما ما بين القعر والقبر .. وبارع بتركيب المشاعر الجياشة التي تتناسب مع القضية المنسية المسماة " بالوطن" .. وخبير بممارسة العنف العاطفي والارهاب الاجتماعي والعهر السياسي والذل الإعلامي، ليعيش بكرامة عارية من الكرامة ، في ظل سندريلا وطنية تدعى " إستقلال"!

شعبي العربي يرضع الإستسلام من أثداء واقع الحال ، ويشرب نتائج القرارات السياسية بكؤوس مطليّة باللاوطنية ، ولكنه سرعان ما يثور ويكسر تلك الكؤوس،ويغوص في فجوة حطامها ليبحث عن مفتاح ضميره الضائع،فيفتعل المظاهرات الطربية والإعتصامات الهشة ، ليجد بعد ذلك المفتاح.. لكنه لا يجد للضمير أثر..!

شعبي يمجد الوسادة والبطانية التي يتعرى تحتها من همومه ومشاكله ، فتصنع له مستقبلاً في الهواء مبني على اساس الهدم ، فيغوص بأحلامه الوردية ما بين الإستقلال والحرية .. ويصحو بعزيمة قوية يقاتل هبوب الريح .. ويطالب بحقه في تقرير مصيره المذبوح قبل ان يولد..!

وطني أنا وأنا وطني .. وكلنا فداء الوطن .. والمزيد المزيد من الشعارات الرنانة التي تزودنا بجرعة سكوتٍ يقطر ذهباً في كنوز ما وراء المحيط..!

هيا يا شعبي الجبار .. سأمضي معك قدماً نحو الوراء ولن التفت للأمام ، وسأستمر معك بالسعي جاهدةً للتخلص من عبىء الوطن والعروبة بتخطي حدود الكرامة والوصول الى هناك .. حيث اللاوطن .. حيث يُنعشني إنتمائي لكل شيء هناك إلا لنفسي .. حيث أرفرف بلا أجنحة فوق سماء سوداء تخنق سماء وطني .. حيث أطالب الصمت بإنسانيتي التي سلبها مني عندما كان سيداً لوطني .. طريقي نحو اللاوطن يرميني داخل وطني ، فأصغر كلما تكبر قسوة وطني .. وأعيش باحثة عن مستقبل يحمل لي الكرامة ،ولكن عروبتي رمت به الى أسفل السافلين .. ليصبح كما أصبح ماضي وطني المجيد .. تحت أقدام الشرفاء ..!

وداخل حدود الأنا .. اكبر وأكبر وأصبح على حافة الموت .. ومازلت أرضع الخضوع من أثداء سياسة وطني المسيطرة التي تدعو لنشر الديمقراطية على أرض وطن ينطوي على نفسه ويتمرد على شعبه .. احتضنني فكسّر لي ضلوعي.. واتشبث به لأنه الوطن والمنفى .. والعراء والمأوى .. ذاك هو وطني .. تسحبني ذكراه لترمي بي تحت ظل واقعه وهمومه الموجعة .. فأبقى وشعبي ساكنة على الهامش هناك .. ليبقى وطني..كما كان وطني..!
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03877 seconds with 11 queries