الفكرة الأساسية التي لم يتم الاتفاق عليها منذ بداية عملية تدوين التاريخ هي (( مهد الحضارة )).
ومعنى فكرة مهد الحضارة أي أين وجد الإنسان وترك بصمة تاريخية وصلت إلينا تدل على عمل فكري أو حضاري فإذا أخبرنا اليوم عن الصين بأنها المهد فغدا هي أمريكا وبعده ربما إثيوبية وبعده نيوزلندا الخ.... وذلك نتيجة الكشوفات الأثرية.
القضية المطروحة أنه لا يوجد معرفة حقيقية لآدم اللاهوتي فإن كان إنسان فأين كان؟
ولذلك هذا موضوع بحث لا جدوى منه لعدم وجود مصدر لمعرفة أين آدم أب البشر .
وسأتكلم عن الأديان التي ظهرت بالشرق الأوسط اليهودية المسيحية الإسلام مع كل الاحترام لها ولجميع المؤمنين بها.
بدأت القصة في شبه الجزيرة العربية 6000.ق.م حيث الإنسان هناك كان يعيش حياة شبه بدائية معتمدا على التقاط ولم يكن يعرف ما يسمى بالزراعة وفي هذه المرحلة كانت التغيرات الجغرافية قد حولت الجزيرة العربية إلى صحراء وبدأت الهجرات من شبه الجزيرة العربية ونشأ أول مجتمع زراعي في وادي الرافدين وأود الإشارة إلى أن أقدم وثيقة دينية مكتشفة في الشرق الأوسط كانت في مدينة (نينوى) والتي تقول إن الله طردنا من الجنة إلى حياة العذاب ويعود تاريخ هذه المخطوطة إلى 3971ق.م أي قبل اليهودية.
كانت منطقة الرافدين منطقة تجمع حضاري عقائدي وثني وعرف فيها ما يسمى بالقصص الديني
أو فلسفة وثنية سومريين أركاديين آشوريين آراميين الخ..
وأما قصة النبي نوح أو ما يسمى بنوى والطوفان فهي قصة رواها كاهن اسمه نوى أو نوح نجا من فيضان نهر الفرات وكان آرامي نقل القصة لكنعانيي الداخل وعاش عندهم ونقل معه الموروث العقائدي والفلسفي وكانت هذه القصة أيضا من أبرز القصص الدينية التي دونت وبطبيعة الحال كان الكهنة يكتسبون قداسة في تلك المجتمعات لتقربهم من الآلهة إلى أن ظهر حمو رابي الذي شرع قوانين وجودية بحتة لا تخضع لقدسية الالهه والمعروف بأنه أول مشرع إنساني.
وهنا نبدأ :
أتى موسى عليه السلام بدعوته في مصر ولكننا نعرف قصته وبأنه لم ينجح بشيء حتى ذهب إلى بلاد الشام وعاد إلى مصر حيث تعلم الكهنوت المختلف عن مجتمعه. بالإضافة إلى تأثره الشديد بأفكار وتشريعات حمورابي القاسية فكانت دعوته ذات أحكام وتشريعات قاسية وتدعو إلى شيء لم يكن موجودا عند الفراعنة وهو الله مخالفا بذلك اعتقادهم بروح الشمس وحافظ على فكرة الحياة بعد الموت التي يعتقد بها الفراعنة ووعد بالجنة وفكرة الحساب والنار الخ......
وبعدها أتى نبي المحبة والسلام يسوع المسيح الذي كان بمرحلة انتشرت اليهودية في فلسطين والتي كما ذكرت سابقا كان دين ذو أحكام قاسية جدا فجاءت دعوة المسيح إلى التسامح والمحبة كثورة على الدين اليهودي الحمورابي بأغلب محاكماته للأمور ...
وبعدهم نبي الإسلام محمد الذي كان كحل وسط بين اليهودية والمسيحية فكانت رسالته قمة القسوة وقمة التسامح بحسب تعريفه لله.......
وأما إن كان كل هؤلاء أنبياء أم لم يكونوا فهناك تحليلات كثيرة فكل منهم جاء أولا بشيء مخالف لما هو معروف في مجتمعه فموسى طالب بالعدالة المفقودة وعيسى طالب بالمحبة المفقودة ومحمد طالب بالأمرين واعتبر نفسه خاتم المرسلين وتحدث في كتابه عن جميع الذين سبقوه كما فعل الذين سبقوه
أي موسى عيسى عليهم السلام الذين تحدثوا عن من سبقهم وبما أنهم أي جميعا كانوا مفكرين عظماء بغض النظر عن كونهم أنبياء أو غير أنبياء فموسى القاسي رأى أنه بعد تحقيق عدالته المرجوة لابد من أن يأتي أحد ويطالب بشيء آخر وكان بعده المسيح الذي طالب بأن يكون ملك اليهود والمشرع الجديد لهم (يسوع ملك اليهود) فهو يريد أن تنتشر المحبة وكانت فلسفته تقول إن الله محبة وليس كما رآها موسى أي تعريف موسى لله العدالة المجردة من أي مفهوم آخر ومحمد أراد أن يأتي بدعوة شاملة تشمل الجميع بحسب وجهة نظره.
وما جاء بدعوته إلا لبعد سفره إلى بلاد الشام أيضا وإلمامه بكل القصص والأساطير والعقائد الموجودة وبعدها جاء بدعوته.
كل الأنبياء على الإطلاق جاؤوا بمعتقدات مخالفة للموجودة في مجتمعاتهم وكلهم كسبوا الفقراء أولا لأنهم يطرحون أفكار تحرر الفقراء من الفقر .
كلهم هدفوا إلى نشر المبادئ الإنسانية السامية ووضعوا قوانين اجتماعية ونظم للتعامل ولكن المحاسب هو الله.
ومن يخالف فإلى جهنم .......وهنا السؤال أنهم طرحوا فكرة شيء مغيب يحاسب ويأخذ الحقوق ووضعوا الخطوط الحمراء أو القوانين التي يجب إتباعها فأين هذا الشيء المغيب؟؟؟
وعلى كل حال فأنا لا أستغرب من هؤلاء المفكرين أو الأنبياء أن يقوموا بأعمال تبدو وكأنها معجزات فهم علماء بالنهاية ولغرض الإقناع سيقولون إن الله هو مدهم بالقوة....
وهذه مجرد وجهة نظر و أتمنى أن أؤمن بالله
مع الاحترام للجميع وأتمنى أن لا أكون قد أسأت لأحد
