القيود الاجتماعية في مجتمعنا السوري هائلة, و هو امر طبيعي في مجتمع تسيطر عليه التقاليد و القيم الموروثة و يلعب فيه الدين عنصرا أساسيا في تكوين الثقافة و الوعي الاجتماعي لعموم فئات و شرائح المجتمع .
و ينعكس هذا الواقع بشكل مباشر على الشباب, نظرا لضيق هامش الحرية الذي يمنحه المجتمع للأفراد بدأً من حرية التعبير و التصرف و انتهاءاً بحرية الاعتقاد, كون الشباب هم الفئة الأكثر انفتاحا على الافكار الجديدة و تبنياً للآراء الغريبة عن محيطهم.
و الغريب في مجتمعنا السوري, انه يقف مراراً موقف التناقض من أمور متعاكسة, فالتدين مستهجن و كذلك الالحاد و التزمت مذموم و كذلك التحرر , و الاجماع الوحيد الذي يظهر عموما هو الموقف من العمل السياسي و طرح الافكار التي تتناول الشأن العام, فكل ذلك مستهجن و مذموم و مكروه.
أما في ما يتعلق بالتمييز ضد المرأة فحدث ولا حرج, فهي عنصر مهمش لا يعتد برأيه و لا يؤخذ بأمره, و المبكي في واقع المرأة السورية خصوصا و الشرقية عموما أنها تمعن في الانصياع و الطاعة حتى درجة الرضى و الموافقة فلا تعترض إلا في ما ندر ولا تثور و لا تطالب بحقوق إلا في حالات فردية, على جميع الصعد, حتى أن التمرد و المطالبة بالحقوق, أو حتى تصور واقع آخر لا يظهر جلياً حتى في الأدب النسائي.
جميع هذه المواضيع تتشعب , و تحتاج إلى الكثير من النقاش و التداول, علّ في ذلك سبيلا للاصلاح
مية خسة
يا عبد متى رأيتني في الضدين رؤية واحدة, اصطفيتك لنفسي.