[lostman1]

يمسك عمر"السيجارة" بين السبابة والإبهام، يضعها ببطىء في فمه ويبتلع الدخان الذي سحبه، وينفث بضع دوائر بالهواء ثم يقول موجهاً الحديث للفافة "ما بيعرف الواحد قيمتك لينحرم منك". مع اليوم الأول من رمضان لم يستطع عمر الصيام إلا خمس ساعات فقط من أصل 14 ساعة متهماً "السيجارة" بأنها ستكون السبب في دخوله جهنم, فيقول "هذه السنة السادسة التي لا أستطيع الصيام بها لعدم قدرتي على الإقلاع عن التدخين، فبعد مرور خمس ساعات أصاب بألم شديد برأسي لا يزول إلا بعد إنهاء ثلاث أو أربع سيجارات متواصلة، خاصة أني أدخن (باكتين) من الحمرا الطويلة باليوم". حال عمر تشبه العديد من المدخنين مع بداية شهر رمضان لكن هناك من يبرر لنفسه التدخين في فترة الصيام ومنهم أبو أسامة: "الصيام هو أن يمتنع الصائم عن الأكل والشرب، والتدخين ليس أكلا أو شرباً فلما الإقلاع عنه, هل لتعقيد الأمور على الصائم؟ ". بينما يخالفه أكرم الذي يعتبر أن هذا الشهر هو "فرصة لضبط الأهواء والنزعات لينساب هذا الضبط إلى الروح. والتدخين أحد أهم المغريات بالنسبة إلي وسأحاول أن يكون هذا الشهر فرصة للإقلاع عن التدخين نهائياً ". "بعد الآذان ندخن أضعاف ما ندخنه باليوم العادي " كثير من المدخنين يعتبرون أن الإقلاع عن التدخين أمر ليس صعبا وخاصة لمدة 14 ساعة فقط, وتقول هيام "أنا مدخنة من 22 عاما, ومع ذلك أكمل صيامي دون تذمر لكن أحاول أن لا أنظر إلى (الباكيت) وأن أشغل نفسي بأي شيء". غياث (مدخن منذ 15 عاما) يقول "في هذا الشهر تتأزم صحتي كثيرا لأنني أدخن بين الإفطار والسحور, ضعفي ما أدخنه في الأيام العادية". أما وسام طه ( مدخن منذ ثلاث سنوات ) فيرى أن "أجمل شعور هو تدخين "السيجارة" بعد 14 ساعة انقطاع, فأشعر أن رأسي يدور وشيء ما يدغدغ جسدي، وهذا العام هو صيامي الأول بعد انقطاع لمدة سنتين بسبب التدخين ". وتابع " أحاول أن يكون شهر رمضان للمغفرة والرحمة لكن عندما أشعر بالحاجة إلى التدخين أفقد في بعض الأحيان السيطرة على أعصابي وأزعج من حولي". خالد ,صاحب أحد الأكشاك المخصصة لبيع السجائر, أكد أن "المدخنين يضاعفون عدد السيجارات المدخنة بالفترة التي تلي أذان المغرب مستنتجاً ذلك من ازدياد حركة البيع خلال هذا الشهر". "الدراما السورية تسهم في عذاب الصائم المدخن" يحاول أكرم الحاج الذي أن يشغل نفسه بالمسلسلات عن التدخين دون فائدة, فيبقى طيلة فترة الصيام في "صراع لنسيان اللفافة ", ويقول "كيف يمكنني الانشغال على السيجارة والدراما السورية تذكرني بها كل دقيقة". من جهته أخبر رائف (مدخن منذ 12 عام ) سيريانيوز عن معاناته: "الصيام بالنسبة للمدخن عذاب بكل معنى الكلمة, فحين أحاول السير بالطريق لنسيان التدخين أشاهد أشخاص يدخنون، وحين أجلس أمام التلفاز تظهر الدراما السورية لتبدي أن التدخين أمر مشرع وعادي جدا، ولا يسعني سوى الانتظار لوقت أذان المغرب لانهال على ( الباكيت ) ". أخصائي بالجراحة العامة يحذر من التدخين الكثيف بعد الإفطار وبنفس الموضوع قال أخصائي الجراحة العامة الدكتور أنطون الحلاق إن "مضار التدخين عديدة لكن أخطرها المواد المسرطنة وثاني أكسيد الكربون والنيكوتين، والتدخين المفاجئ لكمية كبيرة يسبب دخول المواد السامة دفعة واحدة إلى الجسم". وعن سبب آلام الرأس لدى المدخنين خلال الصيام قال د. الحلاق "عندما تنقص مادة النيكوتين لدى المدخن يحدث لديه تخبط وعائي ومن ثم توسع مما يسبب الم بالرأس وضيق وانزعاج ". وأضاف " التدخين عادة اجتماعية أكثر منه إدمان, فالمدخن في حال أقلع عن التدخين لمدة أسبوع كامل لا يعود الجسم بحاجة إلى النيكوتين، وما يبقى هو التعود على حمل السيجارة في أوقات معينة، فمن فوائد رمضان أن يكمل المسلم صيامه عن التدخين حتى بعد رمضان". سلاف إبراهيم _ سيريانيوز