سوف تأتي في كلِّ الأحوال، يا أيها الموت –
فلِمَ ليس الآن؟
إنني أنتظرك وقد نفدَ صبري.
من أجلكَ أطفأتُ الأضواء
وفتحتُ الباب –
يا بسيطًا كأعجوبة.
فتعالَ، من فضلك،
تعال في أيِّ قناعٍ ترغب:
انْفجِرْ فيَّ كمثل قنبلة غازيَّة
أو تسلَّل واسْرقني على غرار رجل عصابة،
سمِّمْني بدخانك التيفوسيِّ
أو كُنِ الأسطورةَ التي حلمنا بها أطفالاً
– التي ألِفَها الجميعُ حتى الاشمئزاز –
الأسطورةَ التي ألمح فيها طَرَفَ معطف أزرق باهت
ووجهَ خادمٍ شاحب من فرط الخوف.
لم يعد ثمة ما يهمُّني بعد الآن...
فنهر "الينيسي" يجري
ونجمة الشمال تلتمع
والرُّعبُ الأخير يُبهِتُ
البريقَ الأزرقَ للعينين المعشوقتين.
سوف أشرب نخبًا أخيرًا لمنزلنا المدمَّر،
لحياتنا التَّعِسَة،
لوحدةٍ عشناها اثنين.
وسأشرب نخْبكَ أيضًا:
نخبَ خداع شفتيك اللَّتين خانتا،
نخبَ جليد عينيك الميت،
نخبَ هذا العالم الوحش،
ونخبَ إلهٍ لم يعرف أن يخلِّصنا.
|