عرض مشاركة واحدة
قديم 24/06/2007   #74
صبيّة و ست الصبايا The morning
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ The morning
The morning is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
Chicago
مشاركات:
7,423

افتراضي


أحلام مستغانمي: الوردة تنادي على قاطفها
يا اللّه.. كم أتمنى لو استطعت يوماً، ولو قبل موتي بيوم، أن أوثّق للتاريخ كلّ الكمائن التي نُصِبَت لي ووقعتُ فيها، أحياناً بملء إرادتي، وبرغبة في التغابي.

التغابي ترف ليس في متناول الجميع.. يلزمه استعداد مسبق للخسارة مقابل ابتسامة تهكُّم لا يراها غيرك.

لا تحزنني فخاخ المال. أختي كانت تردّد: "أحب أن أدفع لأعرف حقيقة مَن أُعاشر". البعض جاهز ليخسرك من أجل القليل. قيمته تساوي بالضبط ما أعتقد أنه أخذ منك. لذا، حتى الخسارة الماديّة، هي في حقيقتها فاجعة أخلاقية.

تحزنني فخاخ المحبَّة. فكم عرفت منها ولم أتعلّم. نحنُ دائماً ضعاف أمام المحبة في سخائها وبراءتها الأُولى. الفخاخ تأتي لاحقاً.

احــــذروا المحبَّة العجلَى.. إنها غالباً ما تُغادر باكراً. لا وقت لها لانتظار الموسم المقبل. هي تفضّل القطف السريع.

كنت سأنصحكم بأن تحجبوا ورودكم عن عابري السبيل، لولا أن العطر سيشي بكم. الوردة تنادي على قاطفها ليسرقها.


الأَسرَّة الخاليّة للراحلين باكراً


الموت أُنثى. لو لم يكن كذلك، لَمَا اختار أكثر الرجال وسامة وفتوّة وبهاء، وخطفهم من زوجاتهم وحبيباتهم وأمهاتهم بذريعة أنه يُفضّلهم شهداء.


يبثُّ التلفزيون اللبناني هذه الأيام صوراً لأولئك الجميلين الذين ذهبوا، يغطّيهم علم لبنان، وتزفُّهم الأناشيد والورود إلى التراب: رفيـق الحريري جبران تويني، سمير قصير وبيار الجميّـل، ورفاق الخاتمة الواحدة، وكلّ الجنود الوسيمين الجميلين الْمُقبلِين على الحياة، والمستريحين الآن في مجد أبديّ ما كانوا مهيّئين له.

يعودون كما في شريط إعلاني بعد أن كبرت سوق الموت. يطلّون علينا بين البرامج ووسطها، قبل أغنية وبعدها، ليروّجوا لبضاعة غالية الثمن تُدعى "الحقيقة".

نحاول أن نعتذر لهم بأكاليل الورد والدموع. في كلِّ إطلالة نستحضر مآثر راحلين لا نعرفهم، ولا يعرفون أننا نبكيهم.


نحاول أن نفهم، كيف حدث ذلك؟ ولماذا؟


أكانوا وهم يتكلّمون، ويبتسمون، ويتوعّدون، ويَعِدون، ويقسمون، ويتحدّون، لا يتحدّون في الواقع أُنوثة الموت، ولا يتحرّشون إلاّ بها، كأنهم يستدرجونها وينبهونها بما أُوتوا من غرور الرجولة.. إنهم هنا؟

صديقتي التي مالت سابقاً إلى وسامة جبران رحمه اللّه، التي تنحاز اليوم إلى بسالة الجيش اللبناني، من دون أن تنسى وسامته.. مقارنة بجيوش أُخرى، هاتفتني وهي ترى شهداءه الذين يسقطون كل يوم ضحايا كمائن عصابات الموت في مخيم نهر البارد. قالت بغصّة البكاء الصامت: "هل رأيت جيشاً أجمل من جيشنا؟ بربّك قولي.. أرأيت مثل هذا العنفوان؟". وقبل أن أوافقها الرأي، واصلت: "الأُنثى التي كَادَتْ لهم، أخذتهم من إناث الأرض لتستحوذ عليهم هناك. قولي لي ماذا تفعل بهم حيث هم؟ (يا ضيعانهم!)".




أمّا وقد..


"أيتها الأرض!


إنّ جزيتك جدُّ ثقيلة


تفترسين الشبيبة


وتتركين الأَسرَّة خالية"



من أشعار نساء البشتون


في أفغانستان


من يومها صار القمر أكبر :)

______

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04797 seconds with 11 queries