عرض مشاركة واحدة
قديم 13/08/2008   #2
شب و شيخ الشباب phoenixbird
عضو
 
الصورة الرمزية لـ phoenixbird
phoenixbird is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
بالاستديو
مشاركات:
3,019

افتراضي


في محاولة لفك الاشتباك بين المواطنة والسياسة


لماذا يعزف الشباب السوري عن العمل السياسي..؟!


تحقيق : وائل قدور



عندما ذكرتُ أمامي كلمة "مواطنة" للمرة الأولى شعرَت أنها كلمة غريبة، ومباشرة قفزت إلى ذهني كلمة "الانتماء" التي لم تكن للأسف أقل غرابة، أليس معنى أن تكون مواطناً هو أن تنتمي لشيء ما في هذا الوطن، لمجموعة من البشر، لمجموعة من الأفكار، لمجموعة من القناعات والآراء وبالتالي السلوكيات والمواقف، أليس معنى المواطنة أن تكون فاعلاً وفعالاً؟؟
مع بداية الأزمنة الحديثة وعودة التأكيد على الفرد باعتباره الخلية الأولى والأهم في بناء المجتمعات، فقد عاود الفرد انتقاله من خانة المتلقي إلى مساحة الفاعل، وأكثر ما عبّر عن هذه النقلة وعن هذه المساحة من الفعل هو الفعل/الانتماء السياسي للفرد، فقد أصبح هذا الانتماء معياراً ومؤشراً على درجة تشاركية الفرد مع وبما يجري من حوله في المجتمع، فهو المعني الأول والأخير بما يجري في بلده ولبلده. هل تقودنا هذه الأسطر إلى طرح السؤال التالي؟:
لماذا تتميز الغالبية العظمى من فئة الشباب في سورية بأنها فئة "لا منتمية" إن صح التعبير، أي أنها لا تنتمي إلى أي حزب أو مؤسسة أو تيار سياسي؟... كتلة، تجمع، لجنة، جمعية... الأمر نفسه ينسحب على مؤسسات العمل المدني والأهلي والتطوعي... إلخ.

دعونا نذهب إلى الوجه الآخر للسؤال: لماذا تتميز هذه الغالبية بانتمائها إلى دخان سجائرها؟.. تمسّكها العنيد بأجهزتها النقالة.. دفاعها المستميت عن مكانها في المقاهي.. رفضها التنازل عن حصتها اليومية من المعلف التلفزيوني؟!
بين هذين التساؤلين سقطنا على متاهة حلزونية من الأجوبة والاحتمالات.. حاولنا البحث في ما وراء دخان السجائر عن نمور زكريا تامر المتسكّعة في شوارع وأزقة المتاهة.. ولكننا في النهاية.. دعوا النهاية لوقتها.. واسقطوا معنا..
ظلال أحزاب..
لنفترض – على سبيل الافتراض – أن الشاب السوري يمتلك وعياً اجتماعياً وسياسياً خاصاً به والعديد من الأفكار التي يتوق إلى التعبير عنها من خلال القناة السياسية المناسبة. ودعونا نطرح مجموعة من الأسئلة.. المشروعة! هل تمارس الأحزاب الموجودة في سورية نشاطاً إعلانياً للتعريف بأهدافها وخطط عملها؟ ماذا يعرف الشاب السوري عن الأحزاب الموجودة في بلده؟ وهل يوفّر له مناخ التربية وعياً سياسياً يمكّنه من محاكمة قرار انتسابه لأحد الأحزاب وتنفيذه؟!
كثير من الشبان يقولونها صراحة بأن ليست لديهم أدنى فكرة عن الأحزاب في سورية، أو أنهم منتسبون إلى حزب البعث العربي الاشتراكي لأن أغلبية الطلاب عندما كانوا في المدرسة أملوا استمارات انتسابهم.
دلال (طالبة إرشاد نفسي)، ورود(المعهد التجاري) ومنال (هندسة زراعية) أجمعن على الرأي التالي: "لسنا منتمين لأي حزب، ولا نمتلك أي فكرة عن الأحزاب في سورية. في كل الأحوال نعتقد أن البنات لا يهتممن بالسياسة كالشباب، إننا نهتم بأمور أخرى كالمكياج واللباس. يكفي أننا منتمون إلى سورية!".
مصعب أسعد (كلية الآثار): "لم أعش أي تجربة سياسية في سورية، فالحياة السياسية في نشاطاتنا الجامعية غير واضحة رغم انتمائي لحزب البعث، وأغلب الأحزاب مُنعت من العمل لفترة قريبة، أيضاً كان الحزب الشيوعي في حارتنا هو (مسبّة) اجتماعية!. ليست لدي أي فكرة عن الأحزاب الأخرى ولا حتى بالأسماء، ولا يوجد حزب يلفت الانتباه حتى أنتمي إليه.".
ربا (أدب عربي): "أنا عضو عامل في حزب البعث، ولكنني لا أمارس النشاط السياسي، دخلت إليه منذ 5 سنوات مثل كل الطلاب، تعرفت على مبادئ الحزب وتحمست في البداية، ولكني شعرت فيما بعد أنه لا يشكل منبراً ليعبر فيه الشاب عن رأيه وطموحه. اليوم أصبح التزامي شكلياً لأنني لا أريد أن أُفصل، فالمنتسب إلى الحزب يُعطى امتيازات في فرص العمل والترقيات، لا أعرف شيئاً عن الأحزاب الأخرى إلا بعض أسمائها".

تعجز الأحزاب في سورية عن جذب الشباب إليها، ما السبب؟! يجيبنا د.جمال شحيد باحث ومدرس في المعهد الفرنسي للدراسات العربية قائلاً: "تضم الجبهة الوطنية تسعة أحزاب لا نستطيع أن نقول أبداً إنها تمثل الشعب السوري، فعدد المنتمين إليها قليل جداً وهي –أي الأحزاب- أصبحت بعامة تنتمي إلى التراث القديم، ولا تمتلك وجوداً أو نشاطاً فعليين على الساحة، ولا تعبّر عن آمال وتطلعات الناس. وإذا قمنا بمقارنة مع غيرنا من الدول، فإن بلداً يمتلك هذا العدد من السكان يجب أن يكون فيه على الأقل حوالي 60 إلى 70 حزباً. ونحن ننتظر بفارغ الصبر القانون المتعلق بالأحزاب.".
عضو مجلس الشعب المهندسة رهام بشور تشارك د.جمال رأيه قائلة: "أجل الشباب عازف عن المشاركة في العمل السياسي وهذا مرده إلى جملة أسباب أحدها عدم وجود قناعة بأن الأحزاب الموجودة ملبية للطموح حالياً وقادرة أن تشكل بوتقة حاضنة لهذا الجيل الذي غزته العولمة بأبعادها الاقتصادية والثقافية.. عندما أسعى لتنسيب الشباب ورفد حزب الاتحاد الاشتراكي بالدم الشاب، دائماً توجه لي أسئلة من قبلهم وهي: من أنتم وما هو برنامجكم للمرحلة المقبلة؟ أنا مع التوجه لتطوير الإيديولوجيا في أحزاب الجبهة بحيث تستوعب متطلبات المرحلة الجديدة.. يجب على الأحزاب أن تمتلك أداة عمل جديدة ورؤية جديدة أيضاً".

الخوف.. والشباب اللاهث..
هل نفترض أن الشاب السوري لا يمتلك أساساً أية أهداف أو رؤى اجتماعية تحتم عليه الاندفاع إلى تفريغها والتعبير عنها في أي قناة سياسية أو أهلية أو تطوعية، وبالتالي ليس هناك من موجب لتحديد انتماء ما! من المحتمل أن يتواجد شباب من هذا النوع ولكن هل نستطيع تقبل هذا الافتراض بنوع من البراءة والتسليم؟ هل عدم الاهتمام بالسياسة أو بالشأن العام هو ظاهرة تميّز المواطن أو الشاب السوري؟
نعود لنذكّر بأحد أسئلتنا: لماذا الشاب السوري لا منتمٍ وبعيد عن العمل السياسي؟ يقول د.جمال شحيد: "لابد أن نقول إن هناك شباباً سوريين منتمين، وإن هناك مجموعة كبرى من الشباب غير منتمية، ولكن هذه العبارة (غير منتمي) يجب توضيحها، فخلال السنوات الطويلة الأخيرة تم خلق نوع من الرعب والخوف لدى الشباب مما أدى إلى ابتعادهم عن السياسة، ولكن عقدة الخوف بدأت تنكسر منذ سنوات قليلة. والإنسان كما يقول أرسطو هو حيوان سياسي، أي أن السياسة هي جزء من حياة الإنسان، ولذلك فإن كلمة الانتماء أو عدمه غير دقيقة، فغير المنتمي في الحقيقة هو منتمٍ ولكنه منتمٍ خائف، وعندما تحين الفرصة سيعبّر عن انتمائه بشكل واضح.".
هل يمكن تلخيص المشكلة بأن الشباب –أو معظمه– خائف من الخوض في العمل السياسي؟! أليس من الممكن أن القصة قد لا تتعدى أن مشاكل حياة الشاب وهمومه المادية لا تترك له متنفساً أو دافعاً أو رغبة في الانخراط في عمل يُعنى بالشأن العام؟!
لنكن الآن واقعيين أكثر.. دعونا نحاول تجميع صورة تقارب المنطق والواقعية للشاب السوري الذي يعيش في سورية... سنتجاهل الحالات المتطرفة والاستثنائية من حيث العامل المادي أو الظرف الاجتماعي.
إنه ذلك الشاب الذي يحاول عبور الشارع المزدحم بالسيارات للوصول إلى كليته التي لا يعرف إلى الآن لماذا دخل إليها، ففي أحد الأيام ألقت به بطاقة المفاضلة الجامعية على هذا الرصيف وعاودت طيرانها كبساط الريح. أم أنه ذلك الشاب الذي يقود سيارة الأجرة في الشارع نفسه، يدخّن علبة كاملة من السجائر أو علبتين يومياً ولا يشغّل عداده إلا إذا طالبه الراكب بذلك مع بعض الإلحاح، وهو أيضاً لا يكاد يتذكّر ما الذي أوصله إلى وراء هذا المقود، فكل ما يذكره أنه كان في الماضي يعبر هذا الشارع للوصول إلى كليته. أم أنه ذلك الشاب الذي يقف بين خمسين أو ستين من (زملاء السلاح) في خلفية سيارة عسكرية ضخمة تعبر الشارع نفسه، لم يستطع إلا أن يشارك زملاءه الصراخ والزعيق لدى رؤيتهم لإحدى الفتيات وهي تحاول عبور الشارع، فشاء قدرها –السيء جداً- أن يراها هؤلاء الشباب قبل أن تصل إلى كليتها. هل هي تلك الشابة سيئة الحظ التي لم تعِر الصرخات أي التفات، ربما لأنها تفكر ملياً في الشهرين القادمين حيث ستنهي امتحاناتها وتوضع تحت الإقامة الجبرية، فهي تتذكر جيداً كلمات والدها قبل أربع سنوات عندما تدخلت العائلة كلها لإقناعه بجعل ابنته تكمل دراستها الجامعية.. "ماشي الحال... درسي جامعة يا بنت الكلب.. بس والله العظيم يوم طلعة واحد بعد ما تخلصي لا تحلمي فيه.. بتنقبري بالبيت لحتى يجي نصيبك...". أم أنه ذلك الشاب الذي التقاها عند باب الكلية، انتبه إلى شرودها الشديد فأخذ نظرة فاحصة للأجزاء الظاهرة من جسدها، أطلق تنهيدة عميقة، ثم انطلق إلى دوامة المقاهي اليومية..
نستطيع القول أن تركيبة الحياة الاجتماعية والمعيشية للشباب لم تترك لهم سوى هامش ضئيل نسبياً من الوقت والقدرة على التفكير في مجالات أخرى. إن معظم الشباب اليوم لم يمنحوا الفرصة لاتخاذ قرارات حياتهم الخاصة، وبالتالي فرصة تجربة قدرتهم على الدفاع عن قراراتهم وأفكارهم. ولكن التاريخ يشهد أن العمل السياسي والعام غير مرتبط تماماً بالأحوال المعيشية للمواطنين، فهناك الكثير من الدول الفقيرة اقتصادياً شهدت حراكاً سياسياً واجتماعياً بالمعنى العريض للكلمة.. مظاهرات، اجتماعات، بيانات، إضرابات، إسقاط حكومات وتشكيل أخرى، الضغط على الحكومات لاستصدار قرارات تهمّ الصالح العام، فكل الهموم الاجتماعية لم تكن لتلغي شعور الفعالية لدى المواطن.
ما القصة إذا؟ لماذا ينحو الشباب السوري باتجاه اللانتماء وحالة السكونية؟
رهام بشور: " شبابنا محبط.. مثقف ومتعلم ولكنه عاطل عن العمل، ما يهمه بالدرجة الأولى -وهذا مهم جداً– هو تحقيق وجوده الاقتصادي، وأحزاب الجبهة لا تمتلك توجهاً اقتصادياً، الآن حزب البعث ينحو باتجاه اقتصاد السوق الاجتماعي ولكن آلية التطبيق لا تزال في بداياتها وغير واضحة الملامح والمجتمع متخوف مما هو مقبل..".
من جهة أخرى يذهب د.الطيب تيزيني إلى الإشارة لما يعتبر الظاهرة الأكثر خطورة: "هناك إنتاج للأقنية البديلة عن العمل السياسي أو المدني الديمقراطي تتضخم في حياة الشباب وتلتهم إنتاجهم الثقافي والابداعي وهي القنوات الفنية الهابطة وقنوات الأفلام والمنوعات والرياضة.. قنوات تفضي إلى تحويل الشباب إلى هياكل لنظام اجتماعي سياسي لا يهتم بهم أو بخصوصيتهم. من المؤسف أن جيلاً بأكمله لا يملك مشروعاً نهضوياً تنويرياً واضحاً.".

الرهان على (الضحية)..
رغم تداخل الأجوبة والاحتمالات إلا أننا سنفترض أن الشاب اختار اللاانتماء من حيث هو موقف يعبّر من خلاله عن رفضه لكل ما هو موجود وسائد من أحزاب وتيارات سياسية في بلده. ومرة أخرى نتساءل: هل هناك وجود فعلي لمفهوم العمل السياسي ولكن الشباب يتجاهلونه؟ أم أن اللاانتماء هو سمة عامة لجيل كامل ليس فقط في ما يتعلق بهذه المجالات؟ أم أن السببين يتضافران معاً لخلق حالة ضبابية بامتياز!
هناك إرث كامل من العبارات والأمثال التي فتحنا أعيننا على هذه الدنيا ووجدناها موجودة، وتم تلقيننا إياها بكثير من التروي حيناً أو من خلال تجارب شخصية أحياناً أخرى(أنا ما دخلني... مو ناقصني وجع راس... حط راسك بين هالروس وقول يا قطاع الروس... مين ما تجوز إمي بقولو عمي) كل هذا وأكثر يؤسس لبناء ذهنية شخص يرى أن الأمور تسير من حوله كيفما اتفق، وعليه ألا يبحث أو يدقق.. شخص يجد نفسه مستبعداً عن صناعة الآليات التي تسيّر الأمور من حوله، مستبعد عن تبنيها أو رفضها، يرى أن لا جدوى من أي شيء، ولا فائدة من التغيير حتى إن كان هناك قدرة وفرصة لذلك التغيير أو لم يكن، يشعر بمسافة تزداد تدريجياً بينه وبين ما يجري من حوله من أحداث، يشعر أنه غير معني بالأمر لا من قريب ولا من بعيد، مكانه هو خارج اللعبة، عنصر متلق لا أكثر.
لا بد هنا من ترك الكلام للشباب أنفسهم، ولكننا سنعرض بدايةً الجواب الذي تلقيناه من (الكبار) حول إن كان الشاب السوري قادراً على بناء علاقة انتماء مع وطنه أياً تكن قناة التعبير عن هذا الانتماء، وما شروط تحقق هذا الفعل؟.
يقول د.جمال شحيد: "سوف يعود الشباب للعمل السياسي بمجرد خلق المناخ السياسي المناسب، وهو بدون شك مناخ ليبرالي، وهذا يفترض وجود حريات عامة، حرية التفكير والتعبير، الديمقراطية في طرح القضايا ووجهات النظر المختلفة. وهذه الأمور حتى الآن غير متوفرة أو منقوصة على الأقل. وأعتقد أن التغيير في علاقة الشباب بالعمل السياسي سيحدث بسرعة بمجرد توفر هذا المناخ، فالناس متعطشون للتعبير عن وجودهم كمواطنين وليسوا كرعايا، فالإنسان الذي يمتلك الكرامة سيشعر حتماً بالظلم عندما لا يستطيع التعبير عن رأيه بالموافقة أو المعارضة إذا لزم الأمر. وإذا كانت سورية لاشك مقدمة على حراك ديمقراطي وحراك اجتماعي، فعليها أن تؤمّن مناخاً مناسباً لحرية الناس وحتماً ستكون النتائج سريعة."
من جهته يرى د.الطيب تيزيني أن: "القيام بالإصلاح يبدأ بالملف السياسي الذي يؤسس للملفات الأخرى الاقتصادية والثقافية. إصلاح يبدأ بالحرية والتعددية ومنح الجميع ما عليهم أن يملكوه من حرية التعبير عن الرأي والمشاركة الفاعلة وإلغاء الأحكام العرفية واستصدار قانون مدني للأحزاب. مشكلة سورية الأساسية ليست مع الامبريالية أو العولمية.. المشكلة أنها لم تكتشف بعد شعبها كقوة حقيقية للتقدم الاجتماعي، إن الرهان الأعظم هو على الداخل ولعل هذا الداخل يتسم بالحيوية الهائلة آخذين بعين الاعتبار التفوق العددي والحيوي لفئة الشباب على بقية الفئات الأخرى. الشباب هم الضحية ولكن هم من يتوجب عليهم أن يؤسسوا للمشروع الجديد!".
لنستمع الآن إلى آراء بعض الشباب حول انتماءاتهم السياسية –إن وجدت – وحول خيار اللاانتماء إن اعتبرناه خيارا.
تقول لمى العبد المجيد: "أنا من أنصار (بعّد عن السياسة وغنيلها).. مهما حاولت أن أفهم فإنني لا أفهم. أستطيع أن أقول أننا في هذا البلد لا نحبّ بعضنا البعض أكثر من أن أقول بأننا بلد غير ديمقراطي، الكل مختص في العمل السياسي من شوفير الميكرو إلى رئيس مجلس الشعب. نحن محكومون بما هو مزيف.. السياسة لها ناسها ونحن مهتمون بأشياء أخرى، يجب على كل شاب أن يفكر بما يهمه، أن نهتم بالأمور البسيطة الحياتية حتى نستطيع أن نبني مجتمعاً عنده وعيه السياسي الحقيقي. نحن جيل تعود على الشعارات، نحاول الخروج منها ولا نستطيع.".
بينما تذهب ليال حسن (دراسات مسرحية) للإشارة إلى "عبثية" فعل من هذا النوع قائلة: "لا أمارس العمل السياسي، عندي ردة فعل، لأنني عرفت أشخاصاً مارسوا قناعاتهم السياسية وعوقبوا، لست خائفة، ولكنني أشعر بعبثية الموضوع، فرغم أنهم ناضلوا وسجنوا لم يتغير شيء في الوضع... كما أن الأحزاب المعترف بها في هذا البلد هي تحت جناح السلطة، وبالتالي ليس لديها أي مجال لتمارس عملها بشكل حر. لا أقتنع بالانتماء إلى أي حزب، ربما أقتنع بالانتماء الإنساني أكثر، فهناك حركات ناشطة مثل رابطة النساء السوريات قد أؤيدها لأنها فاعلة حيث استطاعت أن تحصل على مشاريع وقرارات نتيجة الضغط على مجلس الشعب. إنني مع الحركات الاجتماعية التي قد تحدث تغييراً في المجتمع.".
أما ربا (أدب عربي) تعزو المشكلة إلى الانقسام الطبقي الحاد بين طبقات جيلها فتقول: "يوجد فجوة كبيرة في جيلنا، هناك قسم مرتاح، وقسم آخر متعب، قسم سار باتجاه الانفتاح والتكنولوجيا لأنه ينتمي لطبق ة غنية، وقسم متوسط الحال ما زال يتعب ليؤمن لقمة العيش" ولكنها تعود فتطلق صفة عامة على كامل جيلها قائلة: "ولكن القسمين يشتركان بعدم حبهما للعمل، ويفضلون الراحة فلم تعد لديهم القدرة على الرفض.".

ديمة أباظة (أدب إنكليزي): "أعتقد أننا أتينا في زمن نشعر فيه أن السياسة ليست جزءاً منّا ولا من ثقافتنا أو سلوكنا. لقد تفاجأت بعدد الأحزاب الموجودة في سورية عندما قرأت ملفاً عن الأحزاب في الصحافة، ولكن أين نشاطها؟! برأيي أن جيلنا هو جيل الثقافة الواحدة، فكل ما يصلنا من معلومات يبقى ضبابياً، والأخبار لا تعنينا. لا أحب أن أنتمي لأي حزب، ولا أشعر بضرورة ذلك".
هل هؤلاء شباب خائفون؟ أم ضجرون؟ ما مدى الأمل الذي نتلمسه من خلال كلماتهم؟ وهل هناك ملامح لسبل تجسيد هذا الأمل بطريقة ما؟ ما مدى الخوف الذي يظهر ويختفي بين سطورهم؟ إذا كان هناك بعض الإيمان بجدوى فعل ما لدى هؤلاء الشبان، فإن عقدة الخوف تفعل فعلها في القضاء على فتات الإيمان. وفي المقابل، إذا كان هناك بعض الشجاعة والجرأة في اتخاذ خطوات لعمل ما، فإن الإحساس بعبثية أي فعل من أي نوع ستقنع صاحب الجرأة أن يوفر طاقته وجهوده لمجالات قد تكون أكثر جدوى.. هل هذا ما يسمونه حلقة مفرغة؟.. هي كذلك إذاً.
والآن وصلنا إلى النهاية.. حاولوا الخروج!

وحياة سواد عينيك يا حبيبي غيرك ما يحلالي
we ask syrian goverment to stop panding akhawia
نقسم سنبقى لاننا وارضنا والحق اكثرية
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.29349 seconds with 11 queries