عرض مشاركة واحدة
قديم 22/03/2006   #4
صبيّة و ست الصبايا whiterose
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ whiterose
whiterose is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
مشاركات:
4,570

افتراضي


أما القلعة فتوجد فيها حامية عثمانية كبيرة من الجنود و عائلاتهم ، تحت إمرة أغا القلعة ، الذي يخضع مباشرة للباب العالي في استانبول ، و لا سلطة لباشا حلب عليه .

- و كانت المقبرة العامة الوحيدة للمسلمين - الموجودة داخل الأسوار - في محلة الجبيلة ، و توجد مقابر عديدة خارج الأسوار ، و كانت مقابر المسيحية تقع بين الجديدة و البساتين .

- تزود المدينة بالماء من نبع في قرية حيلان ، و تنقل المياه بواسطة قناة جر ، معظمها مكشوف ، و بعض أجزاءها مغطاة .
و توجد بقاياها المؤلفة من أقواس حجرية ، على جانب طريق السجن المركزي أمام مزرعة العادلي .
و تدخل القناة المدينة من جهة بساتين باب الله (بالقرب من دوار الشعار حاليا ) لتمر على بساتين الجانكية ( مكان مؤسسة المياه و مبنى نادي حلب الصيفي حاليا ) لتدخل محلة الشيخ فارس ( الهلك حاليا) ، و لتمر بالقرب من مقام الشيخ أبو بكر ( المشفى العسكري القديم ) لتدخل المدينة .
توزع المياه بواسطة أقنية فخارية و رصاصية ، لتصل إلى الأحواض العامة و الحمامات و السراي ، و البيوت الخاصة التي تدفع مبالغ لقاء هذه الخدمة .
و تنظف القناة سنوياً في شهر أيار ، و تقطع المياه لمدة عشرة أيام عن المدينة ، و تغلق الحمامات خلال هذه الفترة .
أما البيوت التي تقع في مناطق عالية ، و البيوت العادية فتحصل على المياه من السقاءين ، الذين ينقلونها من الأحواض العامة .
كما يحصلون على المياه من آبار تحفر في البيوت و تسمى ( جب ) ، و هي على نوعين (جب نبع ) ،و (جب جمع )، حيث تسلط مياه الأمطار التي تسقط على الاسطحة عبر مزاريب ، لتجمع في (جب جمع ) يسمى الصهريج ، لتستعمل غالبا في أعمال التنظيف .
و يقيم أهل الخير سبيل ماء مجاني للشرب ، و يكون قرب الجوامع و الأسواق عادة ، و هو مؤلف من بناء صغير ذي نوافذ ، و توضع المياه في خزان رصاصي ضمنه ، و يوضع بجانبه كوب نحاسي صغير مربوط بسلسال .
و توجد حنفيات عامة نحاسية لملء الدلاء بالماء ، بالقرب من السبل .

- أما الحمامات فهي قليلة ضمن البيوت ، و أغلب الناس يستحمون في الحمامات العامة ، و التي يستعمل روث الحيوانات في تسخين مياهها ، و يجمع الروث بساحة خاصة بالقرب من الحمام ، و تحرق في مكان يسمى القمين ، و تفوح منها الروائح الكريهة .

- القيساريات : و تكون مخصصة لصناعة أو حرفة ، و تقع داخل المدينة ، و قد تستعمل كخان .

الناس
قبل مائتي سنة كان عدد السكان حوالي الثلاثمائة ألف نسمة ، فيهم مائتا ألف مسلم ، و ثلاثون ألف مسيحي ، و خمسة آلاف يهودي تقريباً
.
و اللغة العربية باللهجة الحلبية هي الدارجة ، و يتكلم علية القوم و الحكام اللغة التركية ، على اعتبار أنها لغة الحكم .
فئات المجتمع :
و يشكل المجتمع ، الذي ينقسم إلى عدة فئات قومية ، و إثنية ، مثالاً رائعاً على التلاحم و الوحدة الوطنية ، فالمجتمع الحلبي كان يضم
:


- العصملية : و هم الباشا التركي و حاشيته ، و يمثلون السلطان العثماني .

- الافندية : و هم العلماء ، و يتكلمون التركية و العربية ، و هم من أهل حلب ، و يشكلوا طبقة الموظفين .

- الأغوات : و هم مستأجري الأرض من السلطان العثماني ، و يتكلمون العربية و التركية ، و يشكلون طبقة الإقطاع الزراعي

.
- الأشراف : و الذين يعود نسبهم إلى قريش و آل البيت ، و عمائمهم خضراء ، و لهم مزايا خاصة ، و يرأسهم نقيب الأشراف


- التجار و الصناعيين : و عددهم كبير جدا ، و تجارتهم و صناعتهم صغيرة ، و لا يتميزوا بالغنى .
- المسيحيين : منذ مائتي سنة توجد عشرة طوائف مسيحية في حلب ، و كلها متعايشة مع بعضها ، و مع الطوائف الأخرى :
ستة طوائف كاثوليك ، و أربع طوائف أرثوذكس ، و جميعهم عرب سوريين حلبيين ، و لكن تأثرت طوائفهم بكنائس الروم و الأرمن و السريان و الموارنة و اللاتين و اليسوعيين، و حديثا نسبيا أضيفت طائفتي بروتستانت.
و يؤدون عباداتهم و صلواتهم باللغة الارمنية و السريانية و اليونانية ، التي يتقنها رجال الدين فقط ، و يتكلمون جميعا اللغة العربية باللهجة الحلبية .
- اليهود : و يقطنون في حي بندرة اليهود الذي هدم ،و أقيم مكانه مشروع باب الفرج حاليا ، و يوجد لديهم كنيس واحد تم ترميمه و هو مغلق حالياً و يقع خلف السجل العقاري في محلة السبع بحرات ،و يحجون إلى كنيس موجود في قرية تادف ، و يعملون في مجال الصرافة و التجارة ، و الفقراء منهم يعملون في مجال السمسرة و البقالة .
- البدو : يقطنون الضواحي في بيوت و خيم متواضعة ، و يعمل رجالهم كعمال عاديين ، و تعمل بعض نساؤهم كمرضعات .
- التركمان : يقطنون الضواحي ، و يعملون في الزراعة ، و كحداة للجمال ( الحادي هو من يقود الجمل ) ، و يتكلمون التركية بلهجة خاصة بهم .
- الأكراد : و يقطنون في الضواحي في حارة الأكراد ، و يضعون على رؤوسهم غطاء خاص من اللباد ، يسمى القاووق ، و يلفونه بشاش ابيض .
- الجنكنا : أو القرباط ، و يسكنون الخيام، و يتكلمون لغة خاصة بهم فيها مفردات عربية ، و يعتقد أنهم من قبائل الغجر التي تجوب العالم .



لا تـــحــــزن لأن الحزن يزعجك من الماضي
ويخوفك من المستقبل ويذهب عليك يومك
لا تحزن لان الحزن يقبض له القلب
ويعبس له الوجه وتنطفي منه الروح
ويتلاشى معه الأمل لان الحزن يسرُّ العدو
ويغيظ الصديق ويُشمت بك الحاسد
ويغيِّر عليك الحقائق
سعود الشريم
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.08475 seconds with 11 queries