ممممممممممم ياسمينة شامية من المتحمسات للرمزية!
مع أنك لم توغلي كثيراً في أدغال غامضة ويبدو المغزى الذي رميتي شباكك إليه مفهوما
وصورك فنية جميلة
إلا أنني تمنيت لو تفوح كتابتك بأريج الياسمين على أرض الواقع وليس في أعالي بحار الخيال
نعم تجود الرمزية في بعض الأحيان بالنفيس، وأبدع الراحل محمود درويش بها معظم تحفه، إنما تغرقنا المطبوعات اليوم بفيض من الغث حتى صرنا نهرب من السطور الأولى لنص رمزي خوفاً من ضياع الوقت على لاشيء!
تصوري أننا عائلة من إحدى عشر أخ وأخت وجميعنا لم نتوائم مع المذهب الرمزي أبداً في كافة المراحل العمرية
والسبب بسيط لأن الرمزيين طيور تحلق في السماء وتشطح في أعالي التهويمات وأغلبها ضبابية ورموزها تخضع لذوق كاتبها في الأعم الأغلب (ليست معيارية)
وهذا يخلق فوضى عارمة لأن ما يرمز إليه كاتب رمزي بمفردات معينة (أو تعبير محدد) قد يستخدمها كاتب رمزي آخر للرمز إلى شيء مناقض تماما
واتحمل أيها القارئ إذا بتتحمل
وحيث أننا في عصر السرعة لذلك يفقد القارئ أعصابه أيضا بسرعة وهو يلاحق رموز متضاربة في صفحات أدباء رمزيين مختلفين ويعاني كثيرا قبل بلوغ مقاصدهم في زمن أغرقونا فيه بكل مكان بطوفانات من المعاناة.
من ناحية ثانية بما أن الواقع مزري ويحتاج زنود لترميمه كان لا بد من بقاء أقدامنا على أرض الواقع وأقلامنا أيضا لأنه بدون ذلك سيبقى الواقع على حاله بينما الأرواح تحلق بعيدا عنه
وهكذا جذبت الواقعية جميعنا إلا واحدة منا غرقت في متاهات الرومانسية ولا تزال (والله يشفيها)
والحمد لله ما عاد فيه للمذهب الكلاسيكي (الاتباعي التقليدي) أتباع متحمسين وإلا لكانت الشغلة هاصت ولاصت واتبهيظت
ويبقى كلامي مجرد رأي غير مُلزم لأحد كما يقولون
تحيات عطرة
