24 حزيران
لقد اكتشفت , في السنوات الأربعين الماضية , أمراً واحداً عن نفسي و هو أنّي ضعيف . أقول هذا من دون ادّعاء و لا رياء , و لا تواضع زائف . أنا في الواقع إنسان ضعيف فيَّ حاجة إلى من يفتديني . في زمن حماسيّ , بعد أن دخلت المدرسة الإكليريكية , اعتدت أن أقدم لله نهاري ساعة أستفيق من نومي . كنت أعده بيوم " لا نقص فيه " , بيوم كامل في الحبّ و الخدمة . و في صلاتي المسائية كنت أقدم له ندامتي . و قد طال بي الزمن قبل أن يخفّ اتكالي على قدرتي و تقوى به ثقتي فألقي حياتي بين يديه.
لمّا تجرّأت على الإقرار بحقيقة ضعفي , آنذاك فقط بدأ الله يحوّلني إلى شخص يتمتّع بقوّة خاصّة . في ضعفي تظهر قوّته . و قد دفع بي إلى قبول تحدّي التلمذة المكلف . كما أنّه أتى إليَّ في الصلاة يملأ إرادتي برغبات جديدة . من المهمّ جدّاً , نفسياً و روحياً , أن تكون لدى الإنسان رغبات واضحة . فما من إنجاز في التاريخ , رأى النور إلاَّ من خلال رغبة واضحة في قلب إنسان شجاع .
يأتي إليَّ في أوقات صلاتي و أنا أُنصت إليه , فتندفع قوّته فيَّ , و تتعمّق الرغبة عندي في الانتماء إليه , في أن أكون " منفعة عامّة " , " مضخة ماء " لخدمة الملكوت , تماماً كالمسيح أيّام سكن في ما بيننا .