عرض مشاركة واحدة
قديم 10/08/2009   #8
post[field7] ساكنة الروح
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ ساكنة الروح
ساكنة الروح is offline
 
نورنا ب:
Jun 2009
مشاركات:
12

افتراضي


للاسف لقد أصبح الجنس في هذه الأيام تماماً مثل العَطْس...
مجرّد إنتاجٍ وتخزينٍ لطاقة الحياة ثم تفريغها بدقيقتين...
بدايةً بما عندك من كبْت وما تراه من الفَلْت على الشاشات العربية والعالمية... ونهايةً بالعلاقة الجنسية بين الشريكين التي لم ترتقي عن عطسة قصيرة وانتهى الأمر... ثم يأتي الشعور بالخطأ أو بالقَهر... ويأتي بعدَ شهرِ العسلِ الطعمُ المرّ.....

الجنس هبةٌ من الله وهدية من الطبيعة لكي يشاركها الإنسان فرحتها وبركتها الدائمة... لكن بدلاً من ذلك نجد أنه قد انفصل عن طبيعته تماماً... وأصبحت أول خطوة شيئاً يدعو إلى الحيرة.. وطَلب المشورة!

إن ما تُحسّ به في نهاية العملية الجنسية والذي تُسمّيه "نَشوَة" ما هو إلا تحرير وهدر للطاقة... أي أنه مجرد عطسة... وهي ظاهرة موضعيّة جداً مُقتصرة على الأعضاء الجنسية أو قد تصل إلى الذنَب على الأكثر...!

هذه العطسة سلبيّة لأنك ببساطة تخسر الطاقة... أما النشوة الجنسية الحقيقية أو الرعشة الجنسية الكاملة ليست تفريغاً للطاقة... بل شيء مختلف ذو بعد آخر تماماً...

إنها صلاةٌ ووَصلةٌ تصلك بالمحيط الكوني المتجدّد...
ومن بعدها تشعر بالنشاط لا بالإنهاك.

آآآآآآه يا إنسان هذه الأيام

لو تفهم وتختبر ما هي النشوة الحقيقية للجنس
إنها الحالة التي تشعر فيها أنك لا تشعر!
أنك غير موجود... تَسبح وتُسبِّح في الوجود...
عندما يصبح جسدك كتلةً كهربائية لا محدودة...

عندما يتجاوز حدود المادة ويرتعش بكامله كأمواج من الطاقة...
كالكهرباء تماماً... رعشةٌ عميقة جداً... تتدفّق من روحك وتنتشر إلى كل كيانك...
عندها يتّحد العاشقان مع الله المعشوق الأبدي...

وهذا بالضبط ما يحصل وما تكتشفه أثناء الرعشة الجنسية الكاملة التي تأخذك إلى أعمق طبقة في جسمك.... فتختفي المادة تماماً... ولا يبقى إلا الأمواج المهتزّة...
وتتحوّل أنتَ بها إلى رقصةٍ طاقيّة كونيّة تتجاوز بها كل الحدود... ولا تزال تشعر بنبضك يتوحَّد مع نبض المحبوب لكنه ليس مادياً أبداً... إنه نبض الكون... نبض الحياة...

وما هذه إلا لَمحةٌ وصَفعة وصَحوة من خلال الرعشة الجنسية الحقيقية... تصهرُ طاقاتك المتجمّدة لتُوحِّدك مع الأكوان والرحمان... مع المرأة والرجل... مع الأشجار والنجوم... وحتى مع الصخور... مع النور الموجود في كل ذرَّة من ذرات الوجود...

ومع أن ذلك يدوم للحظات قصيرة فقط... لكنها كافية لكي تخترق حاجز الموت إلى الحياة الحقيقية المستمرة في كل آنٍ ومكان... وتختبر فيها وعياً مختلفاً تماماً عن وعيك المعتاد... عن الوهْم الذي خُدعتَ به وظننتَه الحقيقة...

إنها تمنحك لمحاتٍ من الوعي الكوني الأبدي المقدَّس... لأنها تأتي إليك من الكليّة... من الله... وهذا هو حال الوجود دوماً... رقصةٌ كونية مع الأكوان والمكوِّن

منقول
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03937 seconds with 11 queries