تَاريخُنَا؟!
ثَوَانٍ وَعُصُورٌ
أقْوَى مِنُ نُهودِ الحَاضِر والغَدِ،
مُشْرَئِبٌّ يَتلفَّعُ بَرَاءَةَ الرِّيحِ،
يَلفْحُ جِهَاتٍ دَائِرَةِ الأضْدادِ،
يَسْحَبُ بِِقسْوةٍ
ارْتِجافَاتِ ذهولِ ضوءِ مِلحِ الجَسَدِ:
مَاءُ النَّارِ بِأجِنَّةِ الذَّاكِرَة.
نَارتِيُّونَ[2] أنْجَبُوا مِن عَلى صَهيلِ جِيَادِهِمُ
غُبَاَرَ طَلْعٍ للجَليِدِ،
فنَبَتَتْ
زَهْرَةٌ –
أنْثَى الينَابيعِ الكبريتيَّةِ –
فَحَلَّتْ عَليهم اللَّعْنَةُ
...
اللَّعْنَةْ؟!
لغةٌ بَدْئيَّةٌ، إذِ السَّمَاءُ انْسَدَلتْ،
تَتفتَّحُ نُذُرًا فِي بِئْر حُرُوفٍ مَوْجُوعَةٍ
تُجرجِرُ النِّدَاءَ:
لا،
لا تُوقِفِ الزَّرْعَ،
وَلا الرَّسْمَ،
وَلا العَزْفَ.
لا تَصْمُتْ، يَا وَتَرًا مَشْرُوخًَا، مُتَوَشِّحًا إنْسَانا –
يَا صَوْتَ ذَاكِرَتِنَا الحيَّةِ.
غُبَارُ الطَّلْعِ
اكتَسى بتُوَيْجَاتِ المعنى:
فَلترْحَلِ اللعْنَةُ
وَتَسْكنْ جُحْرَ العَتْمَةِ،
تَرْتُقُ أثوَابَ العَنَاكِبِ
...
... ...
أيُّها الوجَعُ الطَوْطميُّ، العَالِقُ بِجَسَدِ الليلِ،
هَنَاكَ، فِي بِئرٍ بَعِيدٍ عَمِيقٍ،
رُمَّانَتانِ،
جَمْرَتَانِ:
شَتَاتُ حُلمِ البَارِحَةِ.
ضَاقَ الصَّمْتُ بهما
واخُتَنَقَ بأبويَّةِ الكَلامِ.
رَاحَ هَمْسُ الحُريَّةِ فِي وَحْشيِّ اللَّظى...
نَهَارَانِ، بِقَلبِهِمَا ليْلٌ حَزِيرانيٌّ
طويِلُ المَدَى،
يَحُوكُ
عِنَاقَ عَشْتارَ وتموزَ،
يُبَلِّلُ جُرْحًا
بِقَطْرَةِ نَدَى –
والنَّدَى مِطْيَافُكِ، إنانا،
عُصَارةُ حِكمَةٍ مُعْتَكِفَةٍ،
مَنْثورٌ، مَنْذورٌ غُبَارُ طَلعِهَا
فِي
قَشْعَريِرةِ أرْضٍ
وَنُفُوسٍ مُسْتَوْحِشَةٍ
فِي
أنثويَّةِ الدَّمِ.
فَأبْقِي لِسَارقِي النَّارِ
جَمْرَ القَصِيدِ.
لا تَحْرمِي الجَلِيدَ
نَارَ الولادَةِ
بِغُبَارِ الطَّلْعِ
مِنْ جديدْ
...
... ...
... ... ...
__________________________
إنانا: كاهنة الحكمة والأم الأولى في الأساطير الشركسية والسومرية
النارتيون: سارقو النار بحسب الأساطير الشركسية
بريهان قمق
وجعي تراث الناي يشرب من دمي بوْح الغروب و صُفرة الأهدابِ
أمرُّ باسمكِ إذ أخلو الى نفسي