عرض مشاركة واحدة
قديم 21/09/2008   #33
صبيّة و ست الصبايا The morning
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ The morning
The morning is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
Chicago
مشاركات:
7,423

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : ooopss عرض المشاركة


كان يوم خميس و كانت عقارب الساعه تقبّل بعضها على شرفه الرقم 6 , يدخل أحدهم و يضع حقيبه سوداء متوسطه الحجم الى الارض ثمّ يشعل الضوء و يفسح مجال لي لادخل ..
أناوله بضع قروش و اتجه نحو المرآه حامله بيدي حقيبتي الصغيره ,اسندتها الى الكرسي و اتجهت اكتشف المكان. كنت حريصه على التأكد من نظافته و جهوزيته الكامله لاحتياجاتي فالليله كانت الاهمّ . اسندت كامل خوفي الى الكرسي و جلست ارسم ملامحي ثمّ أنتهي بوضع احمر الشفاه كما لم اضعه من قبل ويبدو و كأنّ شيئا ً سيذوب على شفاهي احتراقا بذاك اللون الوردي المحمر ..
انتهي من ارتداء ملابسي و رفع شعري الحبري اللون كـورده جوريّه تتفتح بخجل مـُلبك أمام شفاه فراشه.
بدى كلّ شيئ كما اردت له ان يكون , غالفت الوقت بنظره اخيره الى المرآه التي أكدت لي بأن كل شيء على ما يرام لذا سارعت الى المسرح الخلفي حيث قابلت رجلين عرفا عن نفسيهما بمدير المسرح و مسؤول اداري آخر ثمّ و بين الدقائق الضائعه , اصدمت به. كنت احاول افساح الطريق لمهندس الصوت و آلاته فتراجعت الى الوراء بحركه لا اراديّه لاصدم به.
داس على حذائي!
كان يحاول الّا يقع بي الى الارض و كانت الضحيّه هي الحذاء .
-آسـَـف , قال لكني لم استطع الرد بقول ايّ من العبارات التي كانت لتشعره بأن الامر ليس بمزعج لأنّه خرّب لي موسيقى حذائي و جعله يبدو حذاء كباقي الاحذيه اليتيمه الموسيقى و بدأ الحفل الذي انتظرته مطولا يبدو لي تهريجا هزلا .
هكذا شعرت حينها و ودتُ لو يعرف ذلك فيعزرني و يعلم باني لا اتهمه انما اغتيال حذائي كان حدث يدوي في اانحاء رغبتي بأن يكون كل شيئ على احسن ما يمكن له ان يكون لكني لم اكن بقادره على اخباره أيّ من ذلك فآثرت الصمت و النظر اليه بحيره ثمّ هممت بالابتعاد. فأمسكني من يدي و عاود الاعتزار .. و في هذه المرّه لم استطع أن اذكر حذائي و موسيقاه المغتالين تحت رصاص خوفه عليّ و على هندامه. حاولت تزكّر غضبي و انا انظر اليه ,علني احافظ على توازني ,لكني لم استطع فقد كان الدفئ الذي يحمله في باطن كفه كالدفئ الذي تنصهر عنده انفعالاتي !
- لم أكن أنظر اليك و تفاجأت بك تهوين باتجاهي كجناح نسر يصفق جوعا ًو ..
- لا بأس !
قلتها على عجل و انسحبت من المكان متأكده بأن حذائي ما عاد ملكي !
أحرقت سيجاره على قارعه احدى الارصفه الخلفيه للمسرح و حاولت عدم الاحتراق معها عندها عاودت النظر الى حذائي .. يؤسفني انّ كل محاولاتي لجعل كلّ شيئ يسير على ما يرام باتت بالفشل و بأن الصدف شاءت بأن تعصف ارادتي تلك بمعصيتها ..
فلتكن مشيئه الصدف و ان ضاق بي الادمان سأرقص حافيه القدمين .
عدت الى المسرح و كان قد بدأ المُـعدّ بتوزيع العازفين و لاجل احدى الصدف الاخرى فقد كان هو آخر من لا شريك له و كنت انا المتأخره فكان هو نفسه العازف الذي سيرافق ضجيجي .. ابتسمت و ابتسم و عاود الاعتذار ثمّ ساد صمت لم اشأ و بدى لي بأنه لم يشأ بأن نعكّره فللصمت حديث روحي جميل قبل الرقص بأدمان و بتنا كذلك الى أن حان موعد تطفلنا على المسرح .. خرج هو اوّلا ثمّ و بعد ان بدأ العزف بدأت بالظهور و الرقص على ايقاعاته رقصه الفراشه التي كنت اجيدها في تلك الليله كما تجيد الفراشه اشعال غيرتي .
عزفني كما لم يعزفني احد مسبقا و كنت أحاول ألّا استسلم لتلك المفاتيح الخارجه عن المعزوفه و التي كان يـُفصـٍـلها على مقاس حذائي المكسـور.
انتهى بعد قليل كلّ شيئ و عدت الى الارض من جنّه موسيقاه .. و عندما كنا معا ننحني للجمهور شاكرين تفاعلهم همس في اذني ,
- رقص الباليه كان يجعلك فراشه أكثر من كل فراشات الموسيقى .

عـُدت بعدها الى غرفتي غير مصدقه أنّي و بجناح مكسور استطعت أن أرقص شبه حافيه على مسرح كبير كهذا. على باب غرفتي وضع صندوق و باقه ورد كتب عليها : بالرغم من ان انتقالات قدميك كانت اجمل و هي تخشى ان تزيد انكسار الحذاء الّا اني أغار بأن يراها غيري مستقبلا لذا اقبلي هذا مني ..
فتحت الصندوق و كان كما توقعت فيه حذاء رقص جديد بلون لم اتخيّل اني يوما كنت لانتقيه و لم اتخيل ايضا انه سيناسبني بهذا الشكل .. فصرت احمله معي دائما و اذكر تلك الليله الواحده الاهم كلما ارتديته.. هو حمل موسيقاه ككل الموسيقين الذين لا يحتلون ارضا واحده و يهدون الاحذيه الجميله لكل نساء الارض و أنا بقيت أرقص الباليه و اذكره ..

من يومها صار القمر أكبر :)

______

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02900 seconds with 11 queries