عرض مشاركة واحدة
قديم 19/01/2008   #70
صبيّة و ست الصبايا ري مي
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ ري مي
ري مي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
مشاركات:
1,210

افتراضي


توقفن عن تقبيل الضفادع!هل انتهىالفعل السحري للقُبَل، وما عدنا نُصدِّق تلك الروايات الفلكلورية القديمة التيتُغيِّر بقبلة حياة أبطالها؟ يمرُّ أمير بغابة مسحورة، ويقع نظره على الجميلةالنائمة تحت شجرة في دانتيل ثوبها الفضفاض، وقد تناثر شعرها الذهبي على العشب. لايقاوم إغراء فتنتها. يسترق من نومها قُبلة. وإذا بها تستيقظ من نوم دام دهراً. قبلةتُنهي مفعول لعنة. فقد حكمت ساحرة شريرة على الحسناء الجميلة بالنوم، ووحده ذلكالثغر كان في إمكانه إيقاظها من سباتها.

قصّة أُخرى قرأتها، أيضاً، بالفرنسيةأيام طفولتي، عشت طويلاً، على حلم الصور الزاهية التي رافقتها، ومعجزة القُبلة التيتضعها حسناء على فم ضفدع جميمل وحزين، وإذا به يتحوّل إلى أمير، بعد أن نفخت فيهتلكما الشفتان الأُنثويتان الرجولة. وأبطلتا السحر الذي ألحقته به ساحرةشريرة.
ما الذي حدث منذ زمن أحلامنا تلك. أهي الخرافات التي ماتت؟ أم مات وهمنابها، ونحن نرى الخيبات تجفف بِرك أمانينا، وتلغي احتمال مصادفتنا ضفدعاًمسحوراً؟تسألني صديقتي الجميلة الرصينة التي ما توقعت أن تنتهي عانساً: "برَبِّكِ أين الخلل، أفينا لأن لا صبر لنا على اكتشاف أمير يختفي خلف ضفدع.. فنقعدائماً على الأمراء المزيِّفين أحلامنا لأننا نُغَشُّ دائماً بالمظاهر؟ أم العيب فيالرجال الذين حين نقصدهم مُجازِفات بكبريائنا وسمعتنا، عسانا نبني معهم مستقبلنا،يتبيّن لنا أنهم مجرّد ضفادع تملأ البركة نقيقاً، وتشهد "البرمائيات" الذكوريّةعلينا؟ نحن حسب كاتبة، نعيش الخرافة مقلوبة "ما قبّلنا رجلاً إلاّ تحوّل إلىضفدع"!.
طبعــاً، ليست كل النساء في حظِّ تلك المضيفة الغابونيّة، ذات الفمالمخيف كفكِّ مفترس، التي استطاعت بقُبلة، وأكثر حتماً، أن تلتهم أميراً بكاملهوتُنجب منه وليّ عهد لإمارة موناكو!
في هذه القصة بالذات، لا يدري المرء مَنالأمير؟ ومَن الضفدع (أو الضفدعة)؟ ومَن الساحرة الشرِّيرة؟ فلا أعرف خرافة ذهبتحدَّ تصوُّر قصّة كهذه في أوائل القرن الحادي والعشرين. ما يجعل النساء يجزمن أنّهذه المخلوقة الأفريقية"عملت عمل" للأمير ألبير. وإلاّ كيف وهو ابن إحدى أجمل نساءالكون، يقبَل أن يتحوّل على يـــد ساحرة أفريقية إلى ضفدع يشغل أغلفة مجلات العالم،ويَسخَر الجميع من غبائه ومن جهله، ونحن في هذا الزمان الذي تصطاد فيه الضفادعالأُمراء على متن الطائرات؟ فوائد "الواقي" في العلاقات عابرة القارّات.. والطبقات!
ذكّرني بمأساة النساء في بحثهن اليوم عن رجل بين الضفادع، تلك الروايةالكوميدية "لابد من تقبيل كثير من الضفادع"، التي كتبتْها، انطلاقاً من حياتهاالحقيقية، الممثلة الأميركية لوري غراف، حيث استبدلت بالبطلة الحبّ، الشهرةوالأضواء، ونسيت في غمرة مشاغلها البحث عن حبيب تُواصل معه حياتها. وعندما تنبّهتإلى أنّ العمر قد مرّ من دون أن تبني أُسرة، راحت تختبر مَن تصادفه من رجالو"تُقبِّل كثيراً من الضفادع" عساها تعثر بينها على فارس أحلامها.. كما في تلكالقصّة الفلكلورية الشهيرة. وتنتهي الكاتبة في روايتها إلى القول: "إذا كان الضفدعقد أصبح حلم كل امرأة، تبحث عن شريك الحياة المثالي، فإنه يتعيّن على المرأة أنتتوخّى الحَذَر، وتُدرك أنّ الضفادع قد لا تتحوّل إلى أُمراء الأحلام إلاّ فيالخرافات. وألاّ تندفع في طُموح خادع، مغشوشة بأضواء تنكشف في النهاية عنسَرَاب".
غير أنّ الْمُشكِل، ما عاد في مُراهنة النساء على إمكانية العثور علىرجل بين الضفادع، بقدر ما هو في اعتقاد بعض الضفادع أنهم رجال". بل وأنهم فرسانأحلام النساء، ويجوز لهم العَبَث بمشاعرهنّ ومشروعاتهنّ كيفما شاؤوا، وهو مايُذكِّرني بنكتة ذلك المريض، الذي قَصَدَ الطبيب النفسي ليشكوه اعتقاده أنّـه حبّـةقمح. وعندما انتهى الطبيب بعد جدل طويل إلى إقناعه بأنّه ليس كذلك، ودفع المريض ثمنالاستشارة مُغادراً، توقّف عند الباب ليقول له "دكتور.. أنا اقتنعت تماماً بإننيلست حبّة قمح، لكن ما يُخيفني أنّ الدَّجاجات لا يعلمن ذلك!".
النساء أيضاًأصبحن يُدركن باكراً، أنّ الضفادع التي تُكثر من النقيق والجَلَبَة، لا تُخفيرجالاً ولا فرساناً ولا أُمراء. وحدها تلك الضفادع لا تعرف ذلك!

++++++++++++
هيدي المقالة للكاتبة احلام مستغانمي
انو من وحي الموضوع بس
++++++++++++

هل عشت القبلة والقصيدة فالموت إذ ن لن يأخذ منك شيئاً"

الشاعر الإغريقييانيس ريتسوس






أمام المواقف غير المتوقعة التي تضعنا فيها الحياة.
أحب أن يتبع المرء مزاجه السري,ويستسلم لأول فكرة تخطر بذهنه دون مفاضلتها أو مقارنتها بأخرى.
فالفكرة الأولى دائما على حق مهما كانت شاذة وغريبة لأنها وحدها تشبهنا.
.......
خلي حبنا يمشي ع المي وما يغرق
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05443 seconds with 11 queries