9 تموز
مبدأ الحياة كناية عن هدف أو تطلّع عامّ أنتقيه ليصبح الأساس و الموجه لقراراتي . مثلاً : " إعمل الخير و اجتنب الشرّ " . فإذا كان هذا من مبادئ حياتي , عندما أجد نفسي أمام خيارّين , أحدهما للخير و الآخر للشر , أنتقي الأوّل و أميل عن الثاني .
أعتقد أنّّ لدى كلّ منّا مبدأ يتميّز في أهميته عن المبادئ الأخرى , فيصبح هو الموجِّه لها . قد يكون من الصعب أن ننتشله من أعماق اللاواعي عندنا , لنتفحّص كيانه , و لكن ليس هناك من شكّ في وجوده . وكما أنّ في و اعماق كلّ حاجات تطلّعات و قِيَمّاً تشغلنا , فإنّ هناك أيضاً , في تعرّجات حياتنا اليوميّة , همَّا يبرز و كأنّه النغم البارز في قطعة موسيقية , يتردد في كل جزء منها , و كأنه اللحمة لتلك الأجزاء كلها . و بالطبع , يبقى لكل منا , دون سواه , أن يجيب في أعماق نفسه عن السؤال : " ما هو مبدأ حياتي ؟ " .
فبعض الناس مثلاً يبحثون , قبل كل شيء , عن سلامتهم . فيتجنّبون الأماكن الخطرة و معها أيضاً الفرص التي كانت تنتظرهم هناك . قرّروا ألا يخاطروا . يلزمون بيوتهم عند المساء و يحبسون أنفسهم عن الآخرين و لسان حالهم يقول : " أجدر بنا أن نسلمَ من أن نندم " . و ما يشبه ذاك ينطبق على إنسان مبدأ حياته الواجب , أو تقدير الآخرين , المال , الشهرة , النجاح , المرح , العلاقات الإنسانية , إرضاء الآخرين أو السلطة ...