ما حقيقة الوضع الميداني في غزة ؟ وما هي خسائر المقاومين الحقيقية ؟
مصادر مستقلة : " حماس " تعرضت لضربة ماحقة ، وخسائرها تجازوت الـ 500 شهيد و 2000 جريح
الإسرائيليون وصلوا فعلا إلى جوار مشفى الشفاء ، والجزيرة مارست عملية احتيال دنيئة مع مشاهديها
يديعوت أحرنوت : المخابرات الإيرانية أبلغت خالد مشعل بتفاصيل العملية الإسرائيلية ، لكنها فوجئت بالموقف المصري
معلومات مؤكدة عن بوادر انشقاق حقيقي في حماس بين الداخل والخارج
ليا أبراموفيتش ، تل أبيب ـ الحقيقة ( خاص) : أكدت مصادر مستقلة وموثوق بها أن حركة حماس ، بشقيها المدني والعسكري ، تعرضت لضربة ساحقة خلال ثلاثة أسابيع من عدوان الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة . وقالت مصادر متطابقة لـ " الحقيقة " ، من غزة وإسرائيل والضفة الغربية المحتلة ، إن خسائر " حماس " وحدها بلغت أكثر من 500 شهيد معظمهم من قوات النخبة الذين تلقوا تدريبا عاليا في إيران ومعسكرات حزب الله في لبنان ، فضلا عما يزيد عن ألفي جريح ، مشيرة إلى " أن ما بناه عماد مغنية في ثلاث سنوات تقريبا ، دمره الجيش الإسرائيلي في معظمه خلال ثلاثة أسابيع". وأوضحت هذه المصادر بالقول إن الرقم المذكور يتضمن العشرات من المسلحين الذين ما زالوا بحكم المفقودين تحت ركام الأنفاق والأبنية المدمرة التي لم يتم الوصول إليها بعد . وكشفت إحصائية مستقلة صادرة عن " المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان " عن أن عدد الشهداء الإجمالي بلغ عصر اليوم حوالي 1170 ، منهم 698 شهيدا من المدنيين فقط ، بالإضافة 166 من عناصر الشرطة الفلسطينية الذين قتلوا عندما أغارت الطائرات الإٍسرائيلية في اليوم الأول للحرب على معسكرات الشرطة خلال حفل تخريجهم . وهذا يعني أن حوالي 67 بالمئة فقط هم المدنيين ، بينما 33 بالمئة هم من المقاتلين في جبهات القتال .
وتقاطع هذه الأرقام مع أرقام مصادرنا إلى حد كبير.
وكشفت هذه المصادر عن أن إسرائيل عمدت إلى أساليب " الأرض المحروقة " من أجل الإجهاز على أكبر عدد ممكن من المقاتلين من الجو ، وعن بعد ، دون أن تضطر لمواجهات برية حقيقية . وبحسب تقرير ليديعوت أحرونوت نشر اليوم فإن حماس " لم تفاجأ بالطريقة التي استخدمتها إسرائيل ، ذلك لأن المخابرات الإيرانية كانت أخبرت خالد مشعل منذ أكثر من عام بما تحضره إسرائيل لقطاع غزة " . ووفق الصحيفة " فإن المخابرات الإيرانية ، ومعها مخابرات حزب الله ، عملتا طيلة عام كامل كالنمل ، بحيث أنهما لم تبقيا شاردة وواردة تتعلق بالتدريبات الإسرائيلية على خطة الهجوم إلا وجمعتاها وأبلغتاها لمشعل ، لكن الذي فاجأ حسابات إيران هو الموقف المصري خلال الحرب " . فحسب الصحيفة " كانت التقديرات الإيرانية تشير إلى أن مصر ، وفي حالة هجوم صاعق من هذا النوع على قطاع غزة ، ستنظر إلى الأمر سياسيا وأمنيا وعسكريا من زاوية أمنها الاستراتيجي الخاص قبل أمن غزة ، وبالتالي الوقوف إلى جانب حماس ولو سرا ، والسماح بتهريب الإمدادات العسكرية واللوجستية لها ، لكن طهران صدمت إلى حد الذهول بحجم التنسيق المصري مع إسرائيل في هذه العملية إلى درجة أن البحرية المصرية كانت تعمل جنبا إلى جانب مع البحرية الإسرائيلية والأميركية في خليج العقبة و البحر الأحمر والبحر المتوسط لمنع وصول ولو مقذوف صغير لحماس . وهذا ما يفسر الهجوم الإعلامي الأول من نوعه من قبل إيران وحسن نصر الله على القيادة المصرية" . وأضافت الصحيفة " من دون ريب إن إيران وحزب الله سيأخذان ما جرى بعين الاعتبار من أجل أي مواجهة قادمة . فمن الناحية العسكرية سيعيدون النظر بخططهم الدفاعية في لبنان ، لاسيما في مواجهة الأسلحة الجديدة التي استخدمتها إسرائيل في غزة للمرة الأولى .
أما من الناحية السياسية ، فسيكون عليهم الأخذ بعين الاعتبار أن النظام السوري يمكن أن يقوم بما قام به النظام المصري لجهة إحكام الحصار على الحدود اللبنانية وخنق إمدادات حزب الله في أي مواجهة قادمة ، إذا ما حصل على ثمن جيد ومقبول من الولايات المتحدة وحلفائها " .
على صعيد متصل ، قال جرحى في مشفى الشفاء في غزة إن " قناة الجزيرة ، ومحللها العسكري المصري العميد صفوت الزيات ، مارسا عملية احتيال دنيئة على المشاهدين . ففي الوقت الذي كانوا يتحدثون عن التصدي الشرس للهجوم الإسرائيلي في حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة ، كنا نسمع بآذاننا هدير سلاسل الدبابات الإسرائيلية . وهو ما يعني أن الدبابات لم تكن بعيدة عن المشفى الواقع في قلب غزة تقريبا " !
وإلى ما تقدم ، وفي أول إشارة قوية من نوعها على بوادر انشقاق بين قيادات حماس في الداخل والخارج ، اتهم قياديان في حماس الداخل اليوم قيادة المنظمة في دمشق بأنها قادت قطاع غزة إلى كارثة . ونقلت
ها آرتس عن كل من غازي حمد وأحمد يوسف ، القياديين في حماس الداخل ، قولهما " إن قيادة المنظمة في دمشق جلبت كارثة مرعبة لقطاع غزة (...) بالنظر لإصدارها أوامر الشهر الماضي بعدم تمديد الهدنة مع إسرائيل ".