3 ـ أعلق هذا المقال في ذيل كلب.. أذكر أنني كنت في زيارة سفيرنا في الفلبين وهو ابن شيخ الأزهر الظواهري. عندما انفتح الباب ودخلت السكرتيرة في حالة رعب. وقالت: إن عددا من جنود البحرية ـ المارينز ـ الأمريكان يريدون مقابلة سيادتك. فأشار إليها أن تدخلهم فورا..
ثلاثة شبان حليوة في غاية الصحة والعافية. رفعوا أيديهم بالتحية وطلب اليهم السفير أن يجلسوا. خيرا. فقالوا إنهم اشتروا ثلاثة كلاب مصرية من السويس. ويريدون ان يعرفوا شيئا عن أصلها وفصلها. كم يطول عمرها؟ كم وزنها؟ كم سرعتها عند الجري وماطعامها وما أمراضها. وليس لديهم كتاب واحد..
وشعرنا بحرج شديد.. والموقف مضحك تماما. ولكنهم جادون.. فاتخذنا قرارا فوريا بأن نكون جادين مثلهم. وتطوعت وأعطيتهم اسماء العلماء المصريين المتخصصين في الكلاب: د. كمال الملاخ وله كتاب اسمه( كلاب مصر الفرعونية) ود. فتحي أبوالفضل وله كتاب اسمه( كلبة بابا أحبت كلب بابا).. ود. عبدالحليم حافظ وكتابه( قل لكلبك يصافيني مرة) والدكتورة أم كلثوم( عن الكلاب سألوني) والدكتور محمد عبدالوهاب له كتاب اسمه( الجندول).. ووقف رجال المارينز يراجعون الأسماء والعناوين ـ وللأمانة لم يشارك السفير في هذه النكتة..
وسوف تكون هذه النكتة مضحكة عندما يصلون إلي اليابان ويسألون السفير المصري هناك أو السفير المصري في واشنطن. ولكن لامانع, لقد تسترنا علي فضيحة بنكتة!
وبعد خمس سنوات تلقيت خطابا بعث به أحد هؤلاء البحارة إلي سفارتنا في مانيلا بالفلبين. وفي الخطاب يتساءلون إن كانت الأسماء التي ذكرناها صحيحة عن الكتب وعن المؤلفين.. أو أن هناك تشابها بين الأسماء التي لديهم وأسماء شخصيات فنية أخري. ثم ماهي بالضبط عناوين الكتب الطبية أو التاريخية التي تتحدث عن الكلب المصري منذ أيام الفراعنة إلي اليوم.. وكان عدم الرد عليهم نوعا من السكوت عن فضيحة أخري ابتلعناها!.