عرض مشاركة واحدة
قديم 03/06/2006   #2
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي أفكار خاطئة عن الندامة


إنَّ نعمة الله تُقاس بمقدار الهوَّة التي يحفرها فينا الندم. وما ينقصنا هو الإحساس بذنبنا وبخطيئتنا. لا لإحساس يقود إلى اليأس ووخز الضمير، بل إحساس بندامة حقيقيَّة. وللوصول إلى النبع، يجب النزول إلى القعر، إلى جذور الكيان. ففي الندم سرُّ شباب، وسرُّ حياة، وسرُّ طفولة رائعة. فنحن نعيش عادة في المناطق الوسطى من كياننا، ونخطئ نصف الخطأ، ونعود إلى الله نصف عودة. كل ما فينا هو في الوسط، ويجري في مناطق وسيطة بطريقة فاسدة للغاية. فلسنا أمواتاً ولا أحياء. ولسنا حارين ولا باردين، بل فاترين…

ولذلك فإنَّ ندامتنا ليست ندامة حقيقيَّة، بل مجرَّد شكليَّات، أو، وهو أسوأ ما في الأمر، تبرير للذات. ونقول في أنفسنا: «في الواقع، ليس هذا أمراً شنيعاً جداً، فالجميع يفعلون ذلك». ونستند إلى كلِّ أنواع الظروف التي تخفِّف ثقل الذنب، ونُلبس خطايانا أجمل الثياب، ونُزيِّنها، ونخفي شكلها الحقيقي، وناتي بها أمام الرب وهي في هيئة هفوة صغيرة لطيفة وخفيفة الظل، تدعو إلى الشفقة. وفي الواقع، فإنَّنا نُعطي أنفسنا، بهذا التصرُّف، "الحلَّ" من الخطايا مُقدَّماً، ونشعر بأننا قد تبرَّرنا. وإنَّ رفضنا لتحمُّل مسؤوليَّة أخطائنا سببه أنَّنا لا نملك شيئاً بديلاً لوخز الضمير واليأس.
الندامة لا تخشى النزول حتَّى عمق الخطيئة، حتَّى عمق الكيان. ففي الشعور الصادق بالذنب، أمسك خطيئتي بيدي وأنظر إليها وجهاً لوجه، وأعترف بها، وأقبلها، وأتحمَّل نتائجها، وفي الوقت نفسه أنكرها. فكرامة الإنسان الكبرى وعظمته تقومان على تحمُّله مسؤوليَّة عمله.
منذ أيام، قال لي شخص في الاعتراف: «يا أبانا، ارتكبتُ هذه الخطيئة الشنيعة وفعلتها بملء إرادتي وحريَّتي وبانتباه تام، لا سهواً. وأنا أدين نفسي، وأندم عليها من كلِّ قلبي». وعند سماعي هذا الاعتراف، طأطأتُ رأسي، وقلتُ في نفسي: «هذا أمرٌ رائع…!» فالإدراك الكامل للخطأ، والندامة الصادقة عليه يجعلانكم تدخلون إلى أعماقكم وتصلون إلى النبع وتتجدَّدون.
رفض الاعتراف بالذنب هو رفض السموِّ والنمو. فحين يصل الاعتراف بالذنب إلى عمق الذات، فإنَّه يسبِّب قفزة وارتفاعاً، كالكرة التي تسقط على الأرض، فهي حين تصل إلى الأرض وتصطدم بها تقفز إلى الأعلى. وكثيراً ما يعجز الإنسان عن القفز لأنه لا يريد أن يلمس أرضيَّة كيانه، ولأنَّه يرفض أن يسقط إلى عمق ذاته. ففي هذه الحالة، ليس هناك إعادة نظر ولا تجدُّد ولا سمو.
اسمعوا ما يقوله لاكروا في هذا الصدد: «إنَّ رفض الاعتراف بالذنب هو رفض للذات. والشعور الصادق بالذنب هو ثمرة للنقد الذاتي، أي الاعتراف بوجود نقص وعدم اكتمال وإدراك للمجهود الذي به يمكننا متابعة اكتمالنا وتحقيقه».

انسان بلا حدود
CHEGUEVARA
انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.
EYE IN EYE MAKE THE WORLD EVIL
"أما أنا فقد تعلمت أن أنسى كثيرًا، وأطلب العفو كثيرًا"
الأنسان والأنسانية
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04328 seconds with 11 queries