[قرصان الأدرياتيك]

الحَنينُ المُنسَـدِلُ على قلبي يَعبرُني بـِعِطرِ الصَّمت

تعاويذُ الاحتياجِ تخترقُني بـِهَديلٍ مَبحوح
فتُمَزِّقَ مِن عَلى جَسَـدي الضّئيلِ قميصَ وطنٍ بعيد
تـَعرّتْ رجولتي إلا مِنْ وشـمٍ عزيز
كـَذاكَ الصَّوت المـُعتكف في روحي المُتعَبة مِنْ فَرطِ الحُب
أنَّى لي وجهكِ يا نهراً يَفضحُ هدوءه تفاصيلَ خارطةِ العِناق.


يعبّرُ صديقُنا نوّارُ عن حنينٍ لا مثيلَ له، إذْ يخترقُ بانفعالِه جدرانَ الألمِ والأوجاع، فيبرز حُبُّه فوقَ كلّ شيء...
تتميّزُ لغتُه في هذا النصّ بالوضوح وقوّة التعبير التي عزّزتها مجموعة الأوصاف والمفردات المنتقاة بعناية، فالحنينُ والاحتياجُ والوطنُ يعرّيان رجولته فيبقى وشمُه العزيز يدلّ عليها بلا مراء!!!
تصبُّ الفكرة الأساسيّة في بحرِ الحبِّ الذي يتجسّدُ في وجهِ المحبوبةِ وعناقها... وحاولَ شاعرُنا أن ينقلَ كلماته من جوفِ قلبِه إلى السّطور بأسلوبٍ رمزيٍّ يعبّر في نورِه عن مصادرَ مختلفة له، إلا أنّه وبرغم المجهود الذي بذله في تلك المحاولة لم يتمكّن من إضفاءِ الرمزيّة صفةً على نتاج قلمه المُغلّ.
هذا يجعل منها نصاً واقعياً عاطفياً يتوه بين الأزمنة ويحيّر القارئ بين متابعته في الماضي أم الحاضر أم المستقبل!
نشكرُك يا ابنَ النّورِ يا فرحَ القلوب والعيون.

فأمّا أنت يا نجم فقد أبدعتَ حقاً في نظمِك... مباركٌ قلمُك!
وتحيّة حبّ إلى حارس.