[ASH]

في صباح خريفي يعطره نسيم الياسمين ومع قهوتي الصباحية التي امتزجت بطعم السكر من همساته جاءني صوت جوليا بطرس "ما مرق ما مرق على دربي متله مامرق .. شو سرق شو سرق من قلبي ما بعرف شو سرق ..

سرق مني ذكرياتي أخد مني آهاتي"
وفجأة هربت اللحظات لتحملني معها إلى عالم آخر .. إلى مدينة أخرى
لا أعرف منها إلا العنوان .. تسللت إلى كل شارع و زقاق .. بحثت في الوجوه عنك وعلى الأبواب ناظرت اسمك .. دخلت غرفتك وتأملت الجدران.. الطاولة.. الكرسي..الملفات .. حتى فنجان القهوة لأمسية ليلتنا الماضية مازال هناك بعد ان تجسس بغير سوء على حروفنا العشقية..
منذ عرفتك..
ألفيت الدم في عروقي يمتزج بصدى همساتك لتروي قلبي..
ارتشفت القهوة بمذاق رحيق ملكي ليترنم بأبجدية هيامي ..
أبصرت الشمس تكتسي لوناً يخطف الألباب ليليقَ بإعلاني..
أنا عاشقة..
بكل عبراتي ومشاعري..عاشقة
بكل أنفاسي وآهاتي ..عاشقة
أصبحت همساتك عاداتي.. وصوتك إدماني.. لم يعد حزن ايامي يعنيني..
كيف..؟؟
كيف دخلت حياتي دون استئذان..
كيف أسرت أفكاري وضللت عنواني..
كيف بعثرت ذكرياتي وغيرت حياتي..
كيف كسرت جدار الخوف والخشية المتصدع الذي بنته الأيام ..
أيا رجلاً اختصر كل الأبجديات بكلمة .."بحبك"..
أيا رجلاً دخل في مسامات حياتي.. وأصبح العطر لأيامي..
أيا رجلاً خُلِق من الكلمات.. وفُطِم من العبرات .. ولُحّف بآلام الآهات..
أيا رجلاً رسم لي بصمته الأنيق جدارية عشقية.. بألوان لامرئية .. وحدود لامتناهية.. وآفاق لامبتكرة..
أتذكر يا قلبي عندما أخبرتني يوماً أن حبي وصل متاخراً..
وصل بعد الزمان.. أذكر أنك أعدت إلى ذهني تلك العبارة الخالدة "أجمل حب هو الذي نعثر عليه أثناء بحثنا عن أشياء اخرى" وأضفت أنني كنت أبحث عن كل شيء آخر عندما وجدته وكأنني لم أكن أبحث إلا عنه..
أما الآن فأنا اخبرك أيها القلب الذي لم يعد مُلك أهوائي.. بأنني وجدته.. وجدتُ ذلك الهوى الذي كبَّلني على مر العصور.. وجدتُ ذلك الهوى الذي كان منذ الأزل مستحيل التحقيق وأصبح الآن سرمدي الوجود..