أنشودة الرعد
فـــي ســـكونِ الليـــلِ لمّــا عــــانق الكـــونَ الخشـــوعْ
واخـــتفى صـــوتُ الأمـــاني خــــلف آفــــاقِ الهجـــوعْ
رتّــــل الرعــــدُ نشــــيدًا ردّدتـــــــه الكائنــــــاتْ
مثــل صــوتِ الحــقِ إن صـا "م" ح بأعمـــــاق الحيـــــاةْ
يتهـــــــادى بضجــــــيج فــــي خلايــــا الأوديــــهْ
مثـــل جبّـــارِ بنــي الْجِــنِّ بـــــــأقصى الهاويــــــهْ
فســــألتُ الليـــلَ, والـــليـ ـــــلُ كــــئيبٌ, ورهيـــبْ
شــــاخصًا بـــالليلِ والـــليـ ـــــلُ جـــميلٌ, وغـــريبْ:
"أتُرى أنشـــــودةَ الـــــرعـ ــــــدِ أنيــــنٌ وحــــنينْ
رنَّمتْهـــــــا بخشــــــوعٍ مهجـــةُ الكـــونِ الحـــزينْ?
أم هــــي القــــوةُ تســـعَى باعتســـــافٍ واصطخـــــابْ
يــــتراءى فــــي ثنايــــا صوتِهـــــا روحُ العــــذابْ?"
غــــير أن الليــــلَ قــــد ظــــلّ رَكُــــودًا, جـــامدَا
صامتًــــا مثــــل غـــدير القفــــر, مـــن دون صــدَى!
[ 27 و 28 فبراير / شباط 1926 ، 15 شعبان 1344 ]