[yass]

-35-

الصباح

احتفل العالم يوم الأحد الماضي, الثالث من أيار, باليوم العالمي لحرّية الصحافة.

أعتقد أننا لا نحتاج للتذكير بأهمية الصحافة الحرّة و دورها في مجتمع طبيعي, و لا نحتاج لشرح سبب تسميتها بالسلطة الرابعة..

لكن, ما مكان السلطة الرابعة إن كانت السلطات الثلاث السابقة مغيّبة؟

يتعرّض الصحفيون في أنحاء كثيرة من العالم للاضطهاد و الملاحقة و الإخراس بالترغيب أو الترهيب, كما تحتكر الحكومات الديكتاتورية وسائل الإعلام و تسخّرها لمصالحها البروباغندية و التمجيدية الخاصة.

تجمع كلّ التقارير الصادرة في هذه المناسبة على وضع أغلب الدول العربية في سلّم الصدارة في ترتيب الدول الخانقة للحرّية الصحفية, و بطبيعة الحال سنسمع كلاماً عن تسييس هذه التقارير و عداوتها للمصالح القوميّة و الوطنية العربية و انحيازها للإمبريالية و الاستعمار و باقي هذه الديباجة التي ملّت حروف كلماتها من مجاورة بعضها البعض منذ الأزل و حتى الأبد.. على ما يبدو

حرّية الصحافة هي جزءٌ من كل.. هي جزء من عقلية غائبة في الواقع العربي بشكل كامل و ليس فقط ضمن الحكومات, نتحدّث عن عقلية لا تقبل الآخر و تتعايش معه فحسب بل تقتنع بأنها تحتاجه, عقليّة ترفض إلغاءها و تحارب إلغاء غيرها باسمها, عقلية لا تحتكر الله و لا الوطن و لا حتى الشارع..

أين نحن اليوم من هذه العقلية؟

و الحرّية للضمير.. و لصوته



الظهر

يبدو أن فريق التحقيق الدولي سيحاول أن يبدأ تحقيقاته بشأن جرائم الحرب المرتكبة في غزّة..

من الجيّد أن يكون هناك تحرّك دولي أممي حتى و لو كان اسمياً, فهذا أفضل من اللاشيء, و صغر هذا التحرّك يتناسب مع وضاعة المطالبة به, فالمعنيّون بالمطالبة بالتحقيق في هذه الجرائم قد انشغلوا برجم بعضهم البعض بدل وضع كلّ ثقلهم السياسي (الملغي سلفاً) و الاقتصادي (الهائل لو أرادوا) في سبيل تجنّب المجزرة قبل وقوعها, أو إيقافها بعد بدايتها, أو حتى السعي لمحاسبة المجرمين بعد توقّفها.

رغم أنني أرحّب بالتحقيق الأممي إلا أنني لا أنتظر منه شيئاً, أو بالأحرى لا أنتظر منه أكثر مما انتظرت من الجامعة العربية.

على صعيد آخر, أفرحني خبر رفض القاضي الإسباني فرناندو أندريو (الذي حرّك دعوى قضائية ضد بنيامين بن أليعازر و العديد من القادة العسكريين الآخرين بخصوص جريمة قصف منزل صلاح شحادة عام 2002) إدعاء وزارة العدل الإسرائيلية أنها تقوم بالتحقيق في حيثيات العملية, و كانت هذه المناورة محاولةً للالتفاف على القضاء الإسباني الذي يملك صلاحية التحقيق في جرائم الحرب في حال لم يتم التحقيق فيها من جهة تملك صلاحية أكبر (قضاء الدول المعنيّة أو المحاكم الدولية) و علل القاضي رفضه لهذا الإدعاء بأنه يحقق في جريمة ضد الإنسانية و ليس في أخطاء بروتوكولية عسكرية كما تدّعي إسرائيل, و لذلك فالدعوى مستمرة و ما زال المعنيون مطلوبين للمثول أمام قاضي التحقيق.

كما بيّنت سابقاً, استمرار الملاحقة يعني أن المعنيين لن يستطيعوا دخول أي دولة أوربية, و لا حتى كـ "ترانزيت" لأن دول الاتحاد مجبرة على تسليم المطلوبين فيما بينها.

هذا الاستمرار هو تأكيد على استقلالية القضاء الإسباني و تكذيب لما سوّقته أغلب وسائل الإعلام الإسرائيلية و بعض الصحف العربية عن وعد وزير الخارجية الإسباني بأن يوقف هذه القضية, و يكفي الإطلاع على أسس الدستور الإسباني لمعرفة أنه لا يمكن لوزير أن يعد بهكذا أمر, فلا توجد أي سلطة في إسبانيا تمتلك صلاحية إيقاف قضية قضائية أو عرقلتها أو حتى طلب معرفة حيثيات التحقيق, و توجد سوابق تثبت هذا الأمر مثل ملاحقة الدكتاتور بينوشيه في التسعينات, و رغم أن المكتب الصحفي لوزارة الخارجية كان قد كذّب هذا الوعد إلا أن هذا التكذيب لم ينشر في أغلب وسائل الإعلام التي كانت قد نشرت خبر الوعد... ربما لغاية في نفس يعقوب

قد يكون هناك من بدأ التحقيق في إمكانية إثبات أن القاضي أندريو متشيّع و عميل لإيران.. و ربما سنرى صورةً له أمام محلّ لبيع السجّاد الفارسي مستقبلاً في إحدى وسائل إعلام الاعتدالية..



العصر

ما زال العالم مشغولاً بوباء الأنفلونزا الجديدة, أو الأنفلونزا آ, أو أنفلونزا الخنازير سابقاً.

ليس تغيير اسم الفيروس هراءً كما رآه الكثيرون, فمن اللغط الإبقاء على نفس اسم الفيروس الحيواني بعد تغيّر صيغته و انتقاله إلى البشر, و عدا عن أن الاسم يضر اقتصادياً بالصناعات الغذائية المعتمدة على لحم الخنزير في الغرب فإن السبب الأهم برأيي هو أنه يجب أن يكف الناس عن ربط المرض بالخنزير و خصوصاً في وسطنا العربي و الإسلامي كي لا يتم إهمال الوقاية بحجة خلو البيئة المحيطة من الخنازير و أوبئتها.

قرأتُ هذه الأيام الكثير من المقالات و التحليلات الصحفية التي تستهجن الاستنفار المبالغ به بشأن هذا النوع من الأنفلونزا, و تعتبر أن عدد المصابين لا يستحق كل هذه التحرّكات و الإجراءات في جميع أنحاء العالم, و عليّ أن أقول أن هذا الاستنفار, من وجهة نظر طبّية, طبيعي و ضروري, فالقول بأن عدد المصابين لا يتجاوز الألف شخص قد يكون حقاً يراد به باطل, فالعدد لم يكبر بفضل الاستنفار, و صغره يعني نجاح التحرّكات و ليس نفياً لضرورتها.

لولا تشدد منظمة الصحة العالمية في هذا المجال لكان لدينا الآن ربما مئات الألوف من الحالات و بازدياد, فالتحرّك السريع قد نجح في عزل الكم الأكبر من المصابين و معالجتهم, و ما هو أهم, منع تحوّلهم إلى ناشر للمرض, فتكفي عطسة من هؤلاء المصابين في باص مزدحم أو في قاعة مغلقة لنقل العدوى لعدد من الأشخاص, و كل شخص من هؤلاء ينقل المرض إلى عدد آخر, و هكذا بمتوالية حسابية شبيهة بقصّة حبّات القمح و رقعة الشطرنج...

يبدو, لحسن الحظ و بفضل العمل الجاد للمنظمة الدولية, أن الأمور في تحسّن..

و نتمنّى الصحّة و العافية و السعادة للجميع



المغرب

كنوز العالم المعرفيّة في مكتبة رقميّة

أعلنت منظمة اليونسكو منذ عدّة أيام عن إطلاقها, بالتعاون مع أكثر من 30 جهة دولية أخرى, مكتبةً رقمية تضمّ من الوثائق و المراجع التاريخية و المخطوطات النفيسة ما يجعلها أكبر مكتبة في العالم.
توفّر هذه المكتبة خدمة البحث و المراجعة باللغات السبع الرئيسية, و من بينها العربية.

يأتي هذا الإنشاء بعد أعوام من العمل النشيط و المتواصل بهدف "إرساء الاهتمام بالثقافات الأخرى و مد جسور أكثر بين الشعوب و تقريبها من بعضها, و تقليص الفجوة بين الأغنياء و الفقراء, عن طريق تسخير ثورة المعلومات و الاتصالات لخدمة الإنسانية".

من الجميل حقاً أن تثمر جهود المؤمنين بأهمية حماية الإرث الثقافي للشعوب و الحضارات عن هكذا إنجازات, و ليست هذه أولى المكتبات الكبرى في التاريخ بطبيعة الحال, و لكنني أتمنى أن يكون مصيرها أفضل من مصير سابقاتها و أن تدوم و تكبر لما فيه خير للإنسانية و التآخي ما بين أبنائها.



الليل

البلل و الجفاف

الليل و النهار

الأبيض و الأسود

الصوت و السكون

الحبّ و ...

..

لا تبحثوا في الحياة للحبّ عن نقيضٍ.. ففيها يكون الحبّ كالهواء, إما أن يكون... أو الاختناق




Yass