عرض مشاركة واحدة
قديم 10/01/2008   #5
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


ألاعيب أطفال وسيشق طريقه في الحياة غير هياب.
واستحال محمد أفندي عبدالقوي إنسانًا غير الإنسان الذي عرفه الناس.
وكان أول ما صنع أن سحب من نقوده المودعة في البريد خمسة جنيهات وذهب لتوه إلي المرأة ابنة العجوز المتوفاة وأعطاها إياها وهو يقول: «هذه أمانة أمك ترد إليك» ووقف لحظة ذاهلاً أمام الفرح الذي غمر قلب المرأة البائسة وفاض منه إلي أبنائها وشمل البيت جميعًا في ثوان سريعة، وشارك فيه وهو لا يدري وخيل إليه أنه محدثه فأحس بسعادة ظاهرة لم يخفق بمثلها قلبه من قبل.
وألغي إجازته وعاد إلي وظيفته بعزم جديد، وحدث ما كان متوقعًا فوقع الصدام بينه وبين رئيسه وبين زملائه وجرت علي لسانه كلمات لم تكن لتنتظر منه أبدًا وكانت موقع الدهشة لدي الجميع، ذاد بها عن الكرامة وذم «الاغتياب» ورد بها المتحرشين وجعلته بطل ثورة غريبة حار الجميع في تعليلها، ووجد الجو من حوله يتغير سريعًا وآنس من البعض ميلاً إلي إبعاده أو تأديبه ولكن شيئًا واحدًا لم ينازعه فيه إنسان وهو الاحترام الظاهر والمعاملة اللائقة، ورضي بذلك مغتبطًا ولم يبال بما تخفي الصدور أو ما تخبئ الحنايا.
تري أمن الحكمة أن يغضب القوم وهو علي أبواب الأبدية؟ ولكن ما حيلته وهم لا يرضون عن إنسان يعرف حقًا لإنسانيته وكرامته، وهو علي كل حال لا يعبأ بالناس في سبيل مرضاة الله الذي هو علي وشك المثول بين يديه...
وإحسان! ماذا هو صانع بها؟ لقد ضيع الفرصة السانحة وترك شبابه يتسرب من بين يديه وهو غافل عنه بالاطمئنان إلي العمر المديد.. ومهما يكن فالأمر واضح لا لبس فيه، وليس عليه إلا أن يذهب إلي صديقه القديم ويطلب يدها فإذا رفض ـ وهو حتمًا سيرفض ـ عاد مطمئن الضمير ملقيًا عن نفسه ما ينغصها من وخز الألم والتأنيب.. ولن يضير إحسانًا اختفاؤه من حياتها لأن عدم الزواج من ميت ليس خسارة تذكر..
وذهب إلي صديقه القديم وحادثه في الأمر وانتظر الجواب الذي قدره، ولكن حدثت معجزة لم يقدرها مطلقًا.. فرحب به الشاب وقبل طلبه وشد علي يده بحرارة.
يا للعجب! لقد كان أعمي حقًا، ولكن ما العمل الآن؟ فقد غدا الزواج منها جريمة لا تغتفر لأن معناه أن يغادرها بعد حين قليل أرملة في عنفوان الشباب وربما ترك في بطنها طفلاً يتيمًا.. ووجد نفسه في حيرة ظلماء لا يهتدي فيها إلي مخرج، فقد قبل طلبه بالموافقة التامة وعلمت به إحسان، ولا شك أنها تنتظر الآن بفرح عظيم الخطوات الختامية، وهو لا يستطيع أن يتقدم ولا يدري كيف يتقهقر.
ولم ير بدًا في النهاية من الإفضاء إلي فتاته بأزمته النفسية بجميع تفاصيلها وباح لها بكل مخاوفه وأوهامه، وأصغت الفتاة إليه بقلب واع، ولكنها لم تجد من نفسها استعدادًا لتصديقه أو موافقته علي ظنونه وتقديراته، وأبت أن تسلم بما يسلم به قانطًا، وحملته علي عرض نفسه علي مشاهير الأطباء، ولم تدعه يذهب وحده فذهبت معه.. وأكد الأطباء جميعًا وجود الضغط ولكنهم سخروا من أوهامه وأجمعوا علي أن لا خطر يهدده قبل الستين.. وابتسمت إحسان مغتبطة وابتسم محمد في حيرة وارتياب، وظل علي ارتيابه أيامًا ولكنه كان شديد الاستعداد للتأثر والإيحاء فأخذت كلمة الثقات تمحو من نفسه المخاوف، ولكنه لم يعاوده شعور الطمأنينة

شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.20324 seconds with 11 queries