عرض مشاركة واحدة
قديم 18/11/2006   #104
شب و شيخ الشباب الهوى سلطان
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ الهوى سلطان
الهوى سلطان is offline
 
نورنا ب:
Nov 2006
المطرح:
Jordan
مشاركات:
525

افتراضي


هل النفس تفنى بفناء البدن ؟؟؟

سيدي اسير التشرد الجواب على هذا السؤال طويل جدا ارجو ان تتحملني في اطالتي

نريد ان نعرف ماهية البدن مكوناته وماهي النفس التي تسكن هذا البدن مثلا اذا اردنا ان ندخل الى بيت
لا نعرف من اصحابه ولا وجهة تفكريهم او هم طيبون ام خبيثون يجب ان نستفسر عن اصحاب البيت اولا
قبل الدخول الى ذلك البيت ؟
لنبدأ حديثنا الطويل ....

لقد دخل جسم الإنسان إلى معامل التشريح ووضع في أجهزة التحليل والقياسات والتقدير فكانت نتيجة التحليل الكيميائي الذي أمكن قياسه وتقديره وفصله وإثباته : أن الجسد أي جسد ..وكل جسد أنساني بكافة أعضائه ومكوناته إنما يتكون من عناصر محددة لا تتغير ولا تتبدل أصنافها ومقاديرها معينة لا تختلف إلا بآثار ضئيلة يسارع الجسم إلى تعديلها لإصلاح نسبتها وهذه العناصر هي :الكربون – الأكسوجين –الايدرجون والفوسفور والكبريت – و الآزوت – والكالسيوم –و البوتاسيوم –الصوديوم – الكلور –المغنسيوم – الحديد – المنجنيز- النحاس –اليود- الفلورين –الكوبالت – الزنك – السلكون – الالومنيوم –وهي نفس العناصر تحديدا لمكونات التراب وبذلك وصل العلم إلى حقيقة ثابتة ومؤكدة قامت على الأدلة القياسية وعلى البراهين المادية و على التحاليل الكيميائية .... أن جسم الإنسان يتكون من تراب

لن اطيل عليك بالكلام عن الجسد ولكن اعتقد انها وصلت الفكرة عن تكوينات الجسد
لنبدا الحديث سيدي عن الروح او النفس فالنفس هي الروح وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان

سبق وان تكلمت عن الجسد وقلت انه من تراب أما الروح التي يحسها ولكنه لا يراها ويعايشها ولكنه لا يعرفها والتي قطع بوجودها فطرة وعقلا ودينا وعلما ... شدت انتباه أكثر العلماء وكانت موضع دراسة أعمق إن ما تتصرف به وما يكون منها إنما يدل عليها فهي التي تحس بالإيمان وتستجيب له وهي التي تنجو كل ما هو خير وسلام وكل ما هو مقدس وطاهر .. وإذا كان العلم لم يصل بعد إلى ماهية الروح وتكوينها وعالمها و لا أين ومت كان ميلادها إذ أن كل بحث فيها يزيدها غموضا ويعمق سرها ويخفي حقيقتها (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً [الإسراء : 85] إلا أن الحقائق التي أمكن معرفتها هي أن الروح على نقيض الجسد فهي ليست مادية العناصر التي يتكون منها التراب ولأنها كذلك فهي غير قابلة للفساد ... وما دامت هي ليست من مادة قابلة للفساد فهي ذات بقاء ...... وهذا الأمر ليس وليدة الساعة بل العصور القديمة جدا كانت تعتقد بان الروح لا تفنى وإنها تنتقل من الجسد إلى السماء ... فنجد مثلا في كتاب الموتى وهو الدستور الروحي الذي يرجع إلى الفراعنة نرى في إحدى مقطوعاته التي كان يتلوها الكاهن المختص بالملك بعد وفاته ما ترجمته (( يا اوناس لم تذهب إلى السماء ميتا وإنما ذهبت إليها حيا .. لتجلس على عرش اوزيريس وصولجانك في يدك ... لتحكم في عالم الأموات يا اوناس ستذهب إلى عرش الأبدية حيث تكون تحت أمرتك أجناد الخير والشر )) ونجد هذه العقيدة سائدة في أنحاء العالم كله ففي المذاهب الاورقية والفيثاغورية القديمة تقول الآراء أن الروح تنزل من السماء لتسجن في الجسد وانه لا بد أن تقضي الروح مدة العقوبة المقررة لها في هذا السجن قبل أن يفرج عنها وتغادر الجسد وفي العصور التي كان علم الإنسان هو فقط ما يختص بالحكمة والفلسفة نجد الحكماء والفلاسفة قد اعترفوا بهذه الحقيقة أيضا فيقول العالم الحكيم سقراط وكان أحيانا يطلق على الروح لفظ النفس : (( إن النفس جوهر غير مرئي فيلزم انه على غير طبيعة الأجسام لان من طبيعة الجسم أن يكون مدركا بإحدى الحواس وإذا كانت على غير طبيعة الجسم فهي إذن غير مركبة لان التركيب من طبيعة الأجسام وإذا كانت بسيطة فإنها غير قابلة للانحلال لان الانحلال يعتري المركب إلى المواد التي منها تركب فإذا كانت النفس بسيطة لم يتصور انحلالها )) إن النفس أي الروح هي الآمر والبدن هو المأمور فمن طبيعة الأمور الإلهية أن تكون آمرة ومتصرفة ومن الأمور السفلية أن تكون مأمورة فالنفس إذن من الأمور الإلهية وهي غير قابلة للزوال . فهي باقية على صفاتها وفطرتها من غير أن تشارك البدن في ادناسه فإنها تلتحق بعد الموت بموجود مثلها فتبقى معه سعيدة مبتهجة ... إن الموت هو الوسيلة لتحرير الفكر وان النفس لن تستطيع أن تدرك شيئا على حقيقته إلا إذا قطعت كل صلة تصلها بالجسد إذ هو عائقها عن المعرفة وهو عاجز عن تفهم معاني العدل والخير والجمال
يقول الفيلسوف الحكيم أفلاطون (( إن صلة الحياة بالموت لشديدة الشبه بتلك العلاقة التي توجد بين اليقظة والنوم فكما أن المرء ينتقل من اليقظة إلى النوم ومن النوم إلى اليقظة كذلك ينتقل من الحياة إلى الموت ومن موت إلى الحياة والانتقال من احد الضدين إلى الآخر لا مفر منه إذ لو كان الانتقال في اتجاه واحد لاختل التوازن في الطبيعة )) ويترتب على ذلك انه من الواجب تظل نفوس الموتى حية في مكان ما خاص حتى تكون منبعا ومبدأ لكل حياة جديدة ولو لم يكن هناك انتقال من الموت إلى الحياة لانتهى كل ما في الوجود إلى العدم كما هو الحال تماما لو استقر المرء في نومه إلى ما لا نهاية ...ومما تقدم يتبن لنا أن النفس إلهية فعلينا أن نتعلق بها وحدها لان الفلسفة هي التشبه بالإله بقدر الطاقة الإنسانية ولكن الإنسان ليس نفس فقط بل هو نفس وجسد ولكل منهما مطالبه ولذلك لن يكون الإنسان مادام عل قيد الحياة ومتصلا بالبدن ولن يكون حكيما --- بل محبا للحكمة أي فيلسوفا فقط وإذا انفصل عن البدن عند الموت بلغت النفس الحكمة .......... إنها لأكبر خرافة عرفها التاريخ ألا وهي خرافة الخوف من الموت (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ [الأنعام : 32]

لقد توالت اعترافات الفلاسفة والحكماء في كل جيل وكلها تؤكد أهمية الروح وخلودها وفي نفس الوقت تفاهة الجسد وفساده ثم عدمه وبتعدد قطاعات العلم وتنوع فروعه وجدنا معظم الفروع التي تتصل بأمور هذا الكون أو الخلق أ, الحياة أ, الطب تشهد ما للروح من أهمية فنجد مثلا (( السير أوليفر لودج )) الذي يعتبر حجة هذا العلم في القرن العشرين والذي أمضى حياته دارسا ومخترعا وهذا ما قاله عن الروح (( إن الروح يمكنها أن تتصرف مستقلة عن الجسد والمخ جهاز التفكير لكنه ليس التفكير ... وما يخفي من الأشياء لا يتلاشى من الوجود والفرد تجسد مؤقت لشيء دائم )) أي أن الروح دائمة أبدية وأما الجسد فمؤقت ..........ويقول عالم النفس والفلسفة هنري برجسون (( إذا كانت الحياة تتجاوز مدى حياة المخ كما حاولنا أن نبين ذلك وإذا كان دور المخ يقتصر على أن يترجم إلى مجرد إشارات جزاء يسيرا مما يدور في الوعي فان الحياة بعد الموت تصبح بعدئذ من الوضوح بحيث يقع عبء الإثبات على من ينكرها أكبر مما يقع على عاتق من يؤكدها .. ذلك لسبب الأوحد الذي يحمل على الاعتقاد بانطفاء شعلة الوعي بعد الموت وهو ما يشاهد من تحلل الجسد وليس لهذا السبب من قيمة إذا كان استقلال كل الوعي تقريبا عن الجسد هو بدوره حقيقة مقررة )) وكذلك نجد علم الطب قد عالج موضوع الروح بما يؤكد أنها الجزء الباقي من الإنسان وإنها لا تفنى ولا تتبدد بالموت فيقول الدكتور ادوين فريدريك باورز  أستاذ الأمراض العصبية بجامعة مينا بوليس بأمريكا والذي اخرج عدة مؤلفات عن الروح ما نصه : (( بدأت البحث في الظواهر الروحية وبعد خمسة وثلاثين سنة قضيتها في دراستها من جميع وجوهها المختلفة اقتنعت حقا بأن المعرفة التي حصلت عليها نتيجة لبحث هذه الأمور بحثا هادئا متأنيا فيه تقدم للناس ما لعله يكون أهم تجريب عقلي وروحي للإنسان أن يحصل عليه خلال حياته الأرضية ... والواقع أنني واثق بأنه يوجد الآن ملايين من الناس يعتقدون أن البرهان على استمرار الوجود بعد الموت ... أي على بقاء الشخصية والقدرة على التواصل مع الأرواح غير المتجسدة هو أثمن ما يمكن التطلع إلى الحصول عليه .....))ويقول الدكتور الكسيس كاريل : (( الواقع إن نشدان الله أمر شخصي محض . إذ ينزع الإنسان بفضل نشاط معين في شعوره نحو حقيقة غير منظورة تكمن في العالم المادي وتمتد وراءه وهو يندفع في أجرأ مغامرة يمكن أن يتصدى لها إنسان ويمكن اعتبار مثل هذا الإنسان بطلا أو متهورا ولكن ينبغي ألا نتساءل :    هل التجربة الصوفية حقيقية أو غير حقيقية ؟ هل هي إيحاء ذاتي أو وهم ؟ أو هي رحلة ترتحلها الروح فيما وراء عالمنا تتصل خلالها بحقيقة عليا ؟ علينا أن نقنع بمفهوم عملي عليها إنها فعالة بذاتها فهي تعطي من يمارسها ما يريد ..... تعطيه التجرد والسلام والقوة والحب إنها تعطيه الله .... إنها حقيقة ...... حقيقة الوحي الفني هي الحقيقة الوحيدة عند الصوفي وعند الفنان على السواء ))
اقبل تحياتي

رأيت الحوت يجول في البحار ....

و يتحدى الصعاب والخطــــــار .....

قلت: لله درك يا حـــــــوت ..........

قال : ومالي غير البحر مكانا للكبار

آخر تعديل الهوى سلطان يوم 18/11/2006 في 00:45.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05171 seconds with 11 queries